80 مليار دولار تكلفة تطهير صحراء مصر من الألغام

80 مليار دولار تكلفة تطهير صحراء مصر من الألغام

25 سبتمبر 2016
الألغام تعطل استفادة مصر من مساحات واسعة (أحمد زكريا/الأناضول)
+ الخط -

كشف الخبير الاقتصادي الدكتور حاتم القرنشاوي، عن صعوبة قيام الحكومة المصرية بتطهير منطقة الصحراء الغربية وسيناء من الألغام المنتشرة بها، بسبب التكلفة الاقتصادية العالية.

وأكد القرنشاوي انتشار 17 مليون لغم في تلك المناطق، تم زرعها إبان الحرب العالمية الثانية، وقيام إسرائيل بزراعة جزء من تلك الألغام في سيناء بعد الاستيلاء عليها في حرب 67، مشيراً إلى أن تكلفة تطهير سيناء والصحراء الغربية من تلك الألغام يكلف أكثر من 80 مليار دولار، وهو رقم كبير جداً.

وانتقد "القرنشاوي" تصريحات وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر بموافقة الحكومة على تطهير الصحراء المصرية من الألغام، متسائلاً: "ما إمكانات الحكومة المادية لتطهير الصحراء من ملايين الألغام؟"، وقال إن مصر لا تستطيع أن تواجه إزالة الألغام التي زرعتها قوات الحلفاء والمحور في صحراء مصر الغربية خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال القرنشاوي إن ذلك يعود إلى عدم وجود تكنولوجيا حديثة لديها للكشف عن تلك الألغام، وهو ما دفع مصر إلى عدم القدرة على تلك العملية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في سبتمبر/أيلول من عام 1945 حتى اليوم.

وأضاف أن هناك أيضا مشكلات تتعلق بحساسية الألغام للانفجار بسبب قدمها أو بسبب العوامل الجوية، إلى جانب اختفاء أو عدم وجود خرائط لهذه الألغام، وعدم وجود طرق ممهدة للمناطق الملغومة، بجانب التكلفة المالية التي تحتاجها عملية إزالة الألغام وضخامة الأعباء البشرية المرتبطة بعملية إزالتها، وعدم وجود العدد الكافي من الخبراء، فضلاً عن عدم توافر خرائط حديثة عن أماكن تمركز تلك الألغام.

وأوضح القرنشاوي أن المناطق المزروعة بالألغام تصل نسبتها إلى 22% من مساحة مصر، مما يؤدي إلى استحالة إنشاء مجتمعات عمرانية وزراعية بها، خصوصاً منطقة الساحل الشمالي الغربي، والتي تتمتع بثروات بترولية وتعدينية هائلة.

وقال إن مصر تمر بظروف اقتصادية صعبة في الوقت الحالي، وإن أي جهد مصري منفرد لنزع تلك الألغام دون أي مساعدات خارجية صعب للغاية، موضحاً أن تصريحات الحكومة ما هي إلا "شو -دعاية- إعلامي فقط" لا أساس له على أرض الواقع.
واتهم الأنظمة السابقة بعدم الدخول في تطهير تلك المناطق على مراحل، كان من الممكن أن يتم الانتهاء منها حالياً، لافتاً إلى أن تلك الألغام تسبب سنوياً إصابة ووفاة العشرات من الأشخاص، خاصة البدو الرحل والرعاة والفلاحين الذين يترددون على تلك المناطق بسبب تحركاتهم في الصحراء.