رجال أعمالنا ورجال أعمالهم.. سورية نموذجاً

رجال أعمالنا ورجال أعمالهم.. سورية نموذجاً

20 سبتمبر 2016
المطلوب توفير المأكل والدواء والملبس والمسكن للاجئين(بولنت كيليك/فرانس برس)
+ الخط -
هل سأل أحدنا: ماذا فعل كبار رجال الأعمال والمستثمرين العرب لمساعدة أشقائنا السوريين المهاجرين واللاجئين المتضررين من الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات والذين اضطروا لترك ديارهم وبلادهم؟

وهل سأل أحدنا أيضاً عن المشروعات الخيرية التي نفذها أو حتى يتبناها رجال الأعمال العرب الذين يمتلكون مليارات الدولارات في الخارج والداخل، لخدمة الاحتياجات الإنسانية لنحو 13 مليون لاجئ سوري حول العالم، وتخفيف آلامهم ومعاناتهم المعيشية اليومية؟

قد يقول بعض رجال الأعمال العرب إن هذا هو دور الحكومات والدول وليس دورنا، إذ إن رعاية هؤلاء اللاجئين تحتاج مليارات الدولارات، خاصة مع ضخامة عددهم ومشاكلهم واحتياجاتهم، وأن الأمم المتحدة تجمع المليارات لصالح المتضررين من الحروب والقلاقل السياسية والأمنية والبراكين والزلازل حول العالم.

لكن رجال الأعمال يعرفون أكثر من غيرهم أن المنطقة موزعة ما بين دول لديها خزائن فارغة تقترض من طوب الأرض ليأكل شعبها، وأخري لديها خزائن مليئة بمليارات الدولارات، لكن هذه الأموال مودعة في المصارف الأميركية والأوروبية، وليس في أجندتها تقديم مساعدات لأحد، وحتى في حال تقديم مساعدات تكون رمزية ودعائية بالدرجة الأولى، ودول ثالثة منكفئة على الداخل وكل ما يعنيها هو مواطنوها.

لا أنكر هنا أن هناك بعض الدول العربية قدمت مساعدات سخية للاجئين السوريين، إلا أن هذه المساعدات تظل محدودة مقارنة بما قدمته دول غير عربية مثل تركيا التي زادت مساعداتها عن 10 مليارات دولار حتي منتصف 2016.

كما يعرف رجال الأعمال العرب أن الأمم المتحدة تعاني من عدم التزام الدول بالوعود التي قطعتها على نفسها لمساعدة اللاجئين حول العالم، وحسب أرقام تركية فإن ما تلقته أنقرة من مساعدات لصالح اللاجئين السوريين لا يتجاوز 500 مليون دولار من بين تعهدات بمليارات الدولارات.

وقد يقول بعض رجال الأعمال العرب: لا شأن لنا بالحرب السورية وأهوالها وكوارثها، لن نتدخل لدعم حرب أهلية طاحنة منذ سنوات، أو لمساندة فريق ضد آخر، هذا ليس دورنا، بل دور النظام السوري والمعارضة وأمراء الحرب وتجار السلاح والقوى العالمية والإقليمية.

لكن هذا المنطق مردود عليه، فما أقصده هنا بدعم رجال الأعمال العرب للاجئين السوريين في الداخل أو في الدول المجاورة كتركيا والعراق والأردن هو توفير المأكل والدواء والملبس لهؤلاء اللاجئين.

توفير مبنى يقيهم برودة الشتاء والطقس، أو خيمة تحفظ أعراضهم وأولادهم، أو علبة دواء تخفف عن مرضاهم وجرحاهم الذين يضربون ليل نهار بالبراميل المتفجرة والنابالم والقنابل العنقودية من طيران النظام أو روسيا أو التحالف.

مطالب الأشقاء السوريين بسيطة لكن تزيد تكاليفها مع ضخامة عددهم، لكن لا أحد يتحرك من المليارديرات والأثرياء العرب لتقديم العون الإنساني لهم.

ونظرة لما يقوم به كبار رجال الأعمال العرب تجاه دعم اللاجئين السوريين تشعرنا جميعاً بالعار والخزي، لأن الغالبية منهم قد لا تعرف شيئاً عن معاناة هؤلاء المتضررين، ربما لأنهم لم يجوعوا في يوم ما، وربما لأنهم يأكلون بملعقة مصنوعة من الذهب أو الفضة، ولذا يتخيلون أن الجميع يفعل ذلك، وربما لا يعرف هؤلاء الأثرياء سوى كنز الثروات وحصد الصفقات وإضافة أصفار جديدة لودائعهم في البنوك الغربية.

لكن في المقابل هناك نماذج لرجال أعمال غربيين مدوا أيديهم للاجئين والمهاجرين، أحدث هؤلاء الملياردير العالمي جورج سوروس الذي تعهد أمس باستثمار 500 مليون دولار لمساعدة هؤلاء المتضررين.

الغريب أن بعض رجال الأعمال العرب يضيق ذرعاً عندما نقارن بين الدور المجتمعي والإنساني لهم مقارنة مع نظرائهم في الغرب.



المساهمون