الديون والبنى التحتية أكبر تحديات الانتخابات المحلية في برلين

الديون والبنى التحتية أكبر تحديات الانتخابات المحلية في برلين

18 سبتمبر 2016
العمدة مولر يقدّم الورود لبعض اللاجئات (Getty)
+ الخط -

وسط تحديات الديون البالغة 60 مليار دولار وضعف البنى التحتية أمام النمو السكاني المتزايد، يدلي أهالى برلين بأصواتهم اليوم في الانتخابات المحلية لاختيار برلمان الولاية والمجلس البلدي للعاصمة الألمانية.
وتراوح هذه التحديات بين تعطل وسائل النقل العامة عن العمل وضجيج ورشات البناء التي لا تنتهي وتربك حياة السكان وانتظار شهور للحصول على موعد لإتمام بعض الأمور الإدارية في مبنى البلدية، مثل تسجيل سيارة في دائرة المرور والغرامات المرتفعة على المخالفات المرورية.

وشهدت برلين تغييرات كبيرة منذ نهاية الحرب الباردة وزوال الجدار الفاصل بين برلين الشرقية والغربية، إذ زاد عدد سكان العاصمة الألمانية إلى نحو 3.5 ملايين مواطن ترجع إصولهم إلى 200 دولة، من بينهم 2.5 مليون مواطن يحق لهم التصويت في انتخابات اليوم. ويضاف إلى هذه القضايا الشائكة قضية تدفق اللاجئين على المدينة، وهي من القضايا المهمة التي تشغل بال المواطن الألماني.
ويصف عمدة برلين السابق، كلاوس فوفرايت، المدينة بقوله: "إنها فقيرة، غير أنها مثيرة". وهذا القول يحمل الكثير من الصحة في الوقت الراهن، حينما تقارنها بالمدن الألمانية الأخرى، مثل فرانكفورت وميونخ ولكن بالتأكيد فإن المدينة تزخر بإمكانات هائلة للنمو التجاري والاقتصادي في المستقبل.

وحسب الإحصاءات التي أعلنت عنها بلدية برلين ونشرتها الصحف الألمانية أمس، فإن النمو الاقتصادي مقارنة بعدد من مدن ألمانيا متوسطة الحال لا بأس به، حيث تبلغ نسبة العاطلين عن العمل نحو 10%، والعائدات الضريبية مرتفعة. غير أن ميزانية برلين تعاني من العجز الكبير، ولا تزال المدينة غير قادرة على الاستغناء عن إعانات باقي الولايات.
ويقدر حجم ديونها لباقي الولايات بنحو 60 مليار دولار.

ومن بين المشاريع التي تشغل بال البرلينيين اليوم، وتشكل النقاشات فيها، مشروع بناء "مطار برلين براندنبرغ" BER، والذي تتصاعد ميزانياته عاماً بعد عام ولا يعرف أحد متى سيتم افتتاح هذا المطار الجديد، والذي تحيط ببنائه الكثير من شبهات الفساد، حسب تحقيق في صحيفة دويتشه فيله الألمانية.
أما الموضوع الآخر، فهو النقص الكبير في مدارس ورياض الأطفال، حيث توسعت المدينة بسرعة خلال العقد الأخير ولم يصاحب هذا التوسع زيادة كبيرة في عدد المدارس. ففي بعض أحياء العاصمة تغص رياض الأطفال بالأطفال ولا مكان فيها لأي طفل جديد.
ويفرض هذا النقص على بعض التلاميذ تلقي دروسهم في مدارس مبنية من حاويات مسبقة الصنع، ومباني بعض المدارس الأخرى قديمة وليست على ما يرام.

كما تواجه برلين ضائقة في الوحدات السكنية وبعض التشوهات المعمارية، إذ انطلق المستثمرون في بناء الأبراج السكنية المرتفعة وسط بعض الأحياء التاريخية، وهو ما يثير احتجاج المواطنيين.
وقد اقترح عمدة برلين المنتمي لـ"الحزب الاشتراكي الديمقراطي" ميشيل مولر فرض ضريبة خاصة على المستثمرين، وذلك لمنع التشوهات، ويعمل العمدة منذ مدة على معالجة الارتفاع الجنوني في سعر العقارات في المدينة، فقد أصبح حلم العثور على منزل في برلين بسعر مناسب بعيداً عن المنال.

وكانت برلين في السابق من أرخص المدن الأوروبية من حيث كلفة المعيشة، وبالتالي كانت جنة الشباب من أنحاء أوروبا، خاصة في فترة الصيف.
ورغم كل هذه المشاكل تظل برلين ذات نكهة خاصة وروح جذابة مقارنة بنظيراتها في أوروبا، كميونخ وفرانكفورت وباريس ولندن.
فهي مدينة تحتضن الفرح وتزهو بالعالمية على الرغم من جراح الحرب الباردة ونكبات الحرب العالمية الثانية والدمار الكبير وحروب المخابرات التي شهدتها طوال فترات الحرب الباردة.
ففي عشرينيات القرن العشرين كانت برلين مدينة عالمية ثم دُمرت في الحرب العالمية الثانية، ثم قُسمت خلال حقبة الحرب الباردة وأضحت ساحة لتناطح القوى الكبرى.
وبعد الوحدة تحولت برلين لمختبر لتجارب إعادة الدمج بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية في أعقاب سقوط الإمبراطورية الشيوعية وعودة ألمانيا الشرقية إلى المعسكر الرأسمالي.

وتطلق على برلين العديد من الأسماء والأوصاف، فهي عاصمة الدولة وقِبلة السياح وعاصمة المسارح والحفلات،ومغناطيس الشركات الناشئة.


المساهمون