تجار فاكهة الصبّار يتجاهلون الحشرة "القرمزية"

تجار فاكهة الصبّار يتجاهلون الحشرة "القرمزية"

29 يوليو 2016
المغرب نحو زراعة 428 ألف فدان بالصبّار (Getty)
+ الخط -
لم يختفوا من السوق، رغم زحف "الحشرة القرمزية "على نبات الصبّار في هذا العام، كأنهم يتحدونها بدفع عرباتهم التي يحملون عليها فاكهة التين الشوكي، التي يقبل عليها المغاربة كثيرا في الصيف.
تطمينات وزارة الفلاحة والصيد البحري، أمدتهم بمبررات للخروج إلى الشوارع من أجل بيع فاكهة الصبار، التي جعلها البعض منهم نشاطهم التجاري الأوحد، بينما يتحول إليه آخرون، بعدما كانوا يقومون في فترات أخرى من العام ببيع فواكه أو ألبسة أو أوان في شوارع الدار البيضاء.
في الفترة الأخيرة، أكدت وزارة الفلاحة خبر حلول الحشرة القرمزية بالمغرب. تلك الحشرة تختار أن تتسلل إلى لوح الصبار، فتمتص ماءه وتؤدي إلى تلفه، فيصبح لونه أصفر، ما يؤثر على لون فاكهة الصبار.
وأعلنت الوزارة عن انتشار الحشرة في مناطق معروفة بإنتاج فاكهة الصبار، مثل سيدي بنور بمنطقة دكالة، والرحامنة، واليوسفية. هذا ما استنفر العديد من المؤسسات التي تعنى بالسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من أجل محاربة هذه الحشرة.
الوزارة ذهبت إلى خطة بلورت للتخلص من الصبار الذي أفسدته الحشرة في بعض المناطق، والعمل على استعمال المبيدات والزيوت المعدنية لمعالجة ألفي هكتار، من أجل محاصرة الحشرة. في ذات الوقت يجري البحث عن أنواع من الصبار يمكنها الصمود أمام الحشرة.
ووضع المغرب خطة ضمن سياسته الزراعية التي اتبعتها في الأعوام الثمانية الأخيرة، ترمي إلى رفع المساحة المزروعة بالصبار من 98 ألف هكتار إلى 180 ألف هكتار (428 ألف فدان)، ومضاعفة الإيرادات كي ترتفع من ألف دولار إلى 3000 دولار لكل هكتار (الهكتار يساوي 2.381 فدان).
وأضحى هذا النبات منتجاً يقبل عليه المغاربة والأجانب لأغراض غير الأكل، ما ساهم في رفع سعره. فقد تشكلت تعاونيات هدفها استخراج الزيت من الصبار وتحويل مسحوقه إلى مستحضر تجميلي، ومربى.
وفوجئ الدكتور البيطري، بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بزحف الحشرة القرمزية على الصبار بالمغرب. فتلك حشرة تعرف بها المكسيك، وشرعت في الظهور بالمغرب منذ 2014. وهو يتساءل في تصريح لـ "العربي الجديد" حول الكيفية التي وصلت بها إلى المملكة.
ورغم الضرر الذي تلحقه بلوح الصبار، إلا أن تلك الحشرة تنتج حمض كارمين، الذي يستخرج منه مسحوق، يكثر عليه الطلب في الصناعات الغذائية، وصناعة مستحضرات التجميل.
الخبير الخراطي يؤكد، كما وزارة الفلاحة، على أن زحف الحشرة القرمزية على الصبار، لا يلحق ضررا بفاكهة الصبار، ما يعني أنه يمكن استهلاكها من دون خوف على صحة الإنسان.

المساهمون