مصر: الدولار يقفز إلى 12.50 جنيهاً بالسوق السوداء

مصر: الدولار يقفز إلى 12.50 جنيهاً بالسوق السوداء

24 يوليو 2016
أخطر ما يواجه سوق الصرف حالياً ظاهرة "الدولرة"(Getty)
+ الخط -


واصل الدولار ارتفاعه بالسوق السوداء اليوم الأحد ليتراوح بين 12.45 جنيها و12.50 جنيها بزيادة 25 قرشا عن تعاملات أمس السبت التي تراوحت بين 12.20 و12.25 جنيها، وسط تعاملات قليلة للغاية نتيجة عزوف حائزي الدولار عن بيعه.

ويبلغ السعر الرسمي للدولار ما بين البنوك 8.78 جنيهات، بينما يشتري الأفراد الدولار من البنوك بسعر 8.88 جنيهات، حيث يسمح البنك رسمياً لمكاتب الصرافة ببيع الدولار بفارق 0.15 جنيه فوق أو دون سعر البيع الرسمي.

وقال ناصر حماد مدير إحدى شركات الصرافة بالقاهرة، إن سعر الدولار بالسوق السوداء واصل ارتفاعه اليوم الأحد ليتراوح بين 12.35 للشراء و12.45 و12.5 جنيها للبيع.

وأضاف، في تصريحات خاصة، أن أسعار الدولار أصبحت ترتفع اليوم الواحد لأكثر من سعر، ورغم ذلك هناك إحجام عن البيع من قبل حائزي الدولار، وذلك انتظارا لمزيد من الارتفاع، وخشية تحويله لجنيه مصري يتآكل مع الارتفاعات المستمرة للدولار والأسعار.

وأشار إلى أن الدولار تحول لمخزن قيمة مثل الذهب والعقار، قائلا "عدد من الناس يسألون الدولار للشراء لتخزينه أم لاستعماله؟.. والأسئلة الأكثر تكرارا على لسان المتعاملين متى سيصل الدولار إلى 15 جنيها".

وقال محمد رضوان عضو شعبة الصرافة بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن الدولار تحول إلى سلعة تخضع للعرض والطلب، والارتفاعات الكبيرة التي شهدها خلال الأسبوع الماضي نتيجة لنقص الموارد الدولارية للدولة، وتصريحات البنك المركزي بخفض قريب للجنيه المصري، مما أدى إلى رفض عدد من شركات الصرافة وحائزي الدولار بيعه، وبالتالي تقفز الأسعار كل يوم لسعر جديد.

وقال خالد علام، عضو شعبة المستوردين بالغرفة التجارية، إن الارتفاعات المستمرة للدولار ستنعكس خلال فترة وجيزة جدا على الأسعار.


واتهم الحكومة بأنها أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع الدولار بالسوق السوداء، وأنها تترك السوق عمدا للارتفاع حتى يكون لديها مبرر قوي في حالة خفض الجنيه التي أكدها محافظ البك المركزي في أكثر من تصريح.

قال الخبير الاقتصادى خالد الشافعي، إنه رغم تثبيت البنك لمركزي المصري سعر بيع وصرف الدولار في عطاءاته الأسبوعية عند 8.78 جنيهات، فإن استمرار ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء يؤكد أن المعروض من الدولار في البنوك والمصارف الرسمية أقل بكثير مما يحتاجه السوق، مما يؤدي إلى اللجوء للسوق الموازي ومن ثم حدوث ارتفاع لسعر العملة الأميركية.

وأضاف الشافعي، أن تلميحات طارق عامر إمكانية خفض جديد للجنيه، أشعلت المضاربات في السوق السوداء، وأنه لابد من حل جذري لهذه الأزمة من خلال زيادة الموارد الدولارية في البنوك ويمكن عمل ذلك من خلال إيجاد وسيلة ترغيب للعاملين في الخارج لتحويل العملات عبر البنوك والمصارف الرسمية، وكذلك حل أزمة السياحة.

وقال الشافعي، إن أخطر ما يواجه سوق الصرف حاليا ظاهرة "الدولرة" والتي انتشرت بصورة كبيرة، وهي لجوء المواطنين إلى تحويل مدخراتهم المالية من جنيه إلى مدخرات دولارية، وهنا يتم الضغط على السوق الموازي ويؤدي إلى رفع السعر، ويجب أن تتوقف التصريحات التي تصدر عن محافظ البنك المركزي والتي لا تزيد الأمور إلا تعقيدا.


المساهمون