"فانبرا" للطيران يفاجئ المتشائمين ويحقق نجاحاً قياسياً

فاجأ معرض فانبرا الدولي للطيران هذا العام خبراء صناعة الطيران، وكذّب التوقعات المتشائمة بشأن نجاحه وسط ظروف "البريكست" التي أقرت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وحسب الجردة الأخيرة للصفقات التي وقعت في المعرض ونشرها المعرض على موقعه، فقد فاقت قيمة الصفقات التي وقعت 100 مليار دولار.

ويشير موقع "فانبرا" للطيران إلى أن حجم الصفقات التي وقعت بنهاية أيام المعرض الخمسة بلغت 123.9 مليار دولار. ومن بين الصفقات التي وقعت، عقود لشراء 856 طائرة بقيمة 93.98 مليار دولار، وصفقات لشراء 1407 محركات من محركات الطائرات بلغت قيمتها 22.7 مليار دولار، وعقود لشراء معدات أخرى مصاحبة للطائرات بلغت قيمتها 7.2 مليارات دولار.
كما جذبت برامج العرض التي أقامتها شركات الطيران 6000 زائر من الشباب الذين تدفقوا على المعرض، رغم الجو الممطر في الأيام الأولى الذي عرقل بعض فعاليات المعرض.
ومن بين الصفقات التي وقعت خلال أيام العرض صفقة شركة طيران "فيرجن اتلانتك"، التي يملكها الملياردير ريتشارد برانسون؛ والتي اشترى بموجبها 12 طائرة أيرباص "أيه 350 ـ 1000"، كما أكدت الحكومة البريطانية صفقة شراء 50 طائرة أباتشي هيلكوبتر، و9 طائرات مراقبة بحرية من شركة بوينغ.
ولكن كانت أكبر الصفقات من شركة "طيران آسيا" التي وقعت على عقد لشراء 100 طائرة أيرباص من طراز "أيه 32 إنيوز". وبهذه الصفقة تفوقت شركة أيرباص على منافستها الأميركية. ومن المتوقع أن تواصل شركات الطيران الآسيوية تسجيل أكبر الصفقات خلال الأعوام المقبلة، مستفيدة من تنامي الطبقة الوسطى والتحول الاقتصادي السريع منذ أزمة المال العالمية.

ورغم أن الطقس الممطر أنهى يوم الاثنين، اليوم الأول من المعرض مبكراً، إلا أن إدارة المعرض ذكرت في بيانها، أن عدد زوار المعرض بين يوم الاثنين والخميس بلغ في المتوسط 20 الف زائر يومياً.
وقال الرئيس التنفيذي شون أورمورد في تعليقه على المعرض "لقد مثل الطقس تحدياً لنا، ولكنه لم يوقف عرض الشركات لمنتجاتها أو يوقف تدفق الزوار على المعرض.
وذكر أورمورد في البيان أن "مع حجم الصفقات التي وقعت يبدو أن صناعة الطيران ستكون مزدحمة لسنوات مقبلة"، وذلك في إشارة واضحة إلى أن الظروف الاقتصادية غير المواتية التي شهدها العالم في العامين الأخيرين لم تؤثر بشكل ما على صناعة الطيران والسفر.

من جانبها، قالت المدير التجاري بالمعرض، آماندا ستينر، "لقد كان معرضاً ممتازاً بالنسبة للعارضين، ولقد بدأ حجز القاعات مسبقاً للمعرض المقبل في العام 2018". وجاءت النتائج لمعرض فانبرا مفاجئة للعارضين وللخبراء الذين توقعوا أن تكون لنتيجة الاستفتاء آثار محبطة للعارضين والزائرين، وأن الصفقات ستكون قليلة. ويذكر أن المعرض أقيم بعد حوالى 20 يوماً فقط من ظهور نتائج الاستفتاء البريطاني.
وتواصلت المنافسة بين شركتي أيرباص وبوينغ على قطاع الطيران التجاري. وحسب إحصائيات الطلبيات، التي نشرها المعرض، هيمنت شركة إيرباص على طلبيات اليوم الأول، حيث سجلت طلبيات بلغت قيمتها 21 مليار دولار، وذلك مقابل الطلبيات، التي حصلت عليها شركة بوينغ الأميركية والبالغة 7.7 مليارات دولار.

ويذكر أن ايرباص حصلت على طلبيات، خلال النصف الاول من العام الجاري، بلغت 290 طائرة وذلك بعد خصم الطلبيات، التي تم الغاؤها، فيما حصلت بوينغ على طلبيات بلغت في الفترة نفسها 499 طائرة. واستغلت ايرباص اليوم الاول من معرض فانبرا لتعرض نسخة مطورة من طائرة A330، التي تمتاز بالجسم الواسع العريض.
وحصدت ايرباص طلبيات بلغت قيمتها 6.9 مليارات دولار من هذه الطائرة حتى الآن.
ويلاحظ أن المنافسة الشديدة بين إيرباص وبوينغ جعلت كلاً منهما تراهن بشكل كبير على طائرات تأملان في أن تدفعهما إلى الأمام. ففي حالة "بوينغ"، تركزت المراهنة على طائرة "دريملاينر 787" ، وهي أول طائرة ركاب يتم صنعها من مركبات الألياف الكربونية، وأسرع الطائرات، التي تم صنعها، مبيعاً حتى الآن. وبالنسبة إلى شركة إيرباص، فالرهان تركز على طائرة 380A.

وقد تأثرت كلتا الطائرتين بعمليات التأخير في تسليم الطلبيات، غير أن الطائرة 787 قامت منذ عهد قريب بأول رحلة تجريبية لها، كما أن الطائرة 380A، موجودة في الخدمة منذ أكثر من عامين.