عامان على حكم السيسي... مصر في الهاوية

عامان على حكم السيسي... مصر في الهاوية

08 يونيو 2016
+ الخط -
عدما تربّع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على سدّة الحكم، وعد مواطنيه بتغييرات، وأكد لهم أنهم سيتلمسونها بعد مرور سنتين على حكمه. خاطبهم: "سنتان، وهاتستغربوا حصل إيه في مصر". لكن الحصيلة لا تبدو مدهشة ولا مطمئنة، بل كارثية ومخيفة.

سياسيا، شهدت أوضاع حقوق الإنسان والحريات في مصر انتكاسة كبيرة، خلال العامين الماضيين من حكم السيسي. وبمجرد قيادته للانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي، في 3 يوليو/تموز 2013، أُطلقت يد الجيش والأجهزة الأمنية في التصدي لمؤيدي مرسي، ما أسفر عن سقوط القتلى والجرحى بالمئات، وظهر ذلك بقوة في فض اعتصام رابعة العدوية.

اقتصاديا، وعود متكررة برغد العيش للمصريين وانخفاض الأسعار.. هكذا مرّ عامان على تولي السيسي الحكم في الثامن من يونيو/ حزيران 2014، إلا أن البيانات الرسمية تشير إلى أنه لم تحقق الوعود سوى قطرات تروي ظمأ المصريين، بل تؤكد البيانات أن المصريين عاشوا عامين من السراب.

انخفض الجنيه أمام الدولار لمستويات قياسية، وقفزت أسعار السلع الغذائية والخدمات لمستويات غير مسبوقة وصلت إلى 300% لبعض السلع الضرورية.

كما وصلت الديون المحلية لمستويات خطرة اقتربت من ضعف المسجل في الأعوام السابقة، رغم المساعدات الخليجية السخية، واقتربت الديون الخارجية من مستوى 50 مليار دولار، وتفاقم عجز الموازنة.

على الصعيد الاجتماعي، رفع النظام المصري الحالي شعار "مصر تحارب الإرهاب"، وقد فرضه على نفسه وعلى مؤسسات الدولة والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، منذ اللحظة الأولى لتولي السيسي سدّة الحكم. 

راح النظام يتعامل مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والنقابات على أنّها مجبَرة وخاضعة له، بالتالي فإنّ أي خروج عن النصّ الموضوع من قبل النظام يُعدّ تخلياً عن مصر في محاربتها للإرهاب. لكنّ الانتهاكات المتكررة للحريات العامة والخاصة والأزمات التي طاولت النقابات المهنية والعمالية، أدّت إلى حالة صدام لا تلبث أن تهدأ حتى تشتعل مرّة أخرى بصدام جديد. 

عامان مرا، والبلاد من سيء إلى أسوأ، ولم يتبد القاع بعد. أزمات تتلوها كوارث، ولم يزل الشعب المصري يسمع جعجعة ولا يرى طحنا.