معسكر مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي يتقدم والأسواق تتراجع

معسكر مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي يتقدم والأسواق تتراجع

14 يونيو 2016
يواجه المعسكر المؤيد للبقاء تراجعاً في استطلاعات الرأي (Getty)
+ الخط -


حققت حملة مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي تقدماً الثلاثاء، ليس فقط في استطلاعات الرأي وإنما بحصولها على تأييد صحيفة "ذي صن"، ما تسبب بمزيد من التراجع في الأسواق العالمية.

وأمام احتمال خروج بريطانيا يتواصل القلق في أسواق المال قبل تسعة أيام على استفتاء 23 حزيران/ يونيو.

وأغلقت بورصة لندن متراجعة 2% وسجلت بورصة باريس تراجعا بنسبة 2,29% في خامس جلسة تغلق على تراجع الثلاثاء.

وقال المحلل لدى "اي جي فرانس" ألكسندر براديز "في كل مرة ينشر استطلاع لصالح المغادرة أو تسري شائعة تشهد السوق تراجعا"، مشيرا إلى "ارتياب إزاء أوروبا" بين المستثمرين.

ويتعرض الجنيه الإسترليني خصوصا لضغوط في أسواق الصرف.
وقال المحلل لدى "اف اكس-برو" إن الاستطلاعات الأخيرة "تلقي بمزيد من الثقل".


ويواجه المعسكر المؤيد للبقاء بقيادة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون منذ أيام تراجعا في استطلاعات الرأي، فالثلاثاء سجل فريق المغادرة أيضا تقدما من ست نقاط مع 53% وفق استطلاع نشرته صحيفة "غارديان" عن "اي سي ام" وسبع نقاط في استطلاع نشرته "تايمز" عن "يو-غاف".

حالة هلع 

وأكدت مصادر في معسكر البقاء للصحيفتين أن "حالة من الهلع" تسود أوساط الحملة حتى وإن كان المتحدث باسم حملة "بريطانيا أقوى في أوروبا" سعى إلى التقليل من شأن نتائج الاستطلاعات.

وقال جيمي ماغوري "لن أعير الكثير من الاهتمام للاستطلاعات، إنها تصعد وتهبط ونعرف أنها كانت كلها على خطأ السنة الماضية بالنسبة للانتخابات التشريعية".

وحتى إن لم يكن مفاجئا، يمثل انضمام صحيفة "ذي صن" إلى حملة المغادرة ضربة قاسية لمؤيدي الاتحاد الأوروبي.

وخرجت الصحيفة التي يقرأها 4.5 ملايين شخص وعلى صفحتها الأولى عنوان "بي-ليف إن بريتين" (ثقوا ببريطانيا) في لعب على الكلمات باستخدام كلمة "ليف" وتعني المغادرة.

ودعت الصحيفة التي يملكها قطب الإعلام الإسترالي الأميركي روبرت مردوخ الجميع إلى التصويت من أجل المغادرة.


وكتبت الصحيفة أن مصير بريطانيا سيكون "أكثر سوادا" داخل الاتحاد الذي يضم 28 دولة ورأت في مغادرة البلاد فرصة لتأكيد سيادتها المنتهكة في ظل "دكتاتورية بروكسل".

ثقب أسود في الميزانية

وسعيا الى قلب هذا التوجه بادر مؤيدو البقاء بحملة جديدة الثلاثاء مع تنظيم تجمع في مقر نقابة العمال الكبرى.

ودافع زعيم حزب العمال جيريمي كوربن عن "عمل النقابات في أوروبا من أجل توفير ظروف عمل أفضل وإجازات أطول وإجازات أمومة وأبوة وظروف أقل تمييزا".

وفي بيان مشترك حذر مسؤولون كبار في حزب العمال من أن عواقب الخروج من الاتحاد الأوروبي قد تكلف بحسبهم 525 ألف وظيفة.

وقال البيان إن "الصدمة التي ستصيب اقتصادنا قد تسبب ثقبا أسود بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني في ماليتنا العامة".

ولتعويض تأخره في الاستطلاعات يمكن أن يستفيد معسكر البقاء من قرار محكمة العدل الأوروبية التي أعطت بريطانيا الحق في الحد من بعض المساعدات الاجتماعية المقدمة للمهاجرين الأوروبيين، والتي تشكل ذريعة لمؤيدي الخروج.

وفي بروكسل حذر وزير دفاع بريطانيا مايكل فالون من أن بلاده توجه "لحظة خطرة للغاية".

وصرح فالون للصحافيين على هامش اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "هذه لحظة خطيرة للغاية. لم يسبق أن خرج أي بلد من حلف شمال الأطلسي أو من الاتحاد الأوروبي اللذين يعتبران ركيزتين لأمننا".

وأضاف "أن خروج بلد كبير مثل بريطانيا من هاتين الشراكتين سيضعف أمن الغرب (..) وآمل أن يفكر الناخبون بشكل جدي للغاية بشأن المخاطر الحقيقية على أمننا التي يمثلها التصويت للخروج من الاتحاد".

وكررت ألمانيا وفرنسا وبولندا الثلاثاء في وارسو تأييدها لبقاء بريطانيا في الاتحاد.

وينظم في المساء موقع يوتيوب وصحيفتا "تلغراف" و"هافنغتن بوست" نقاشا بين المحافظ بوريس جونسون متصدر حملة المغادرة والكس سالموند النائب عن الحزب الاسكتلندي المؤيد للبقاء.