استقطاب الهاربين... تونس تظفر بحصة من السياح الروس

استقطاب الهاربين... تونس تظفر بحصة من السياح الروس

22 مارس 2016
توفر السياحة 20% من دخل البلاد (فرانس برس)
+ الخط -


بدأت الجهود التي بذلتها تونس من أجل الحصول على نصيب في كعكة السياحة الروسية التي فرت من بلدان في المنطقة مثل مصر وتركيا، تؤتي أُكلها بعد إعلان أحد أكبر شركات السفر والسياحة الروسية برمجة الوجهة التونسية ضمن رحلاته على امتداد الأشهر القادمة.

وتترقب فنادق جزيرة جربة (500 كلم جنوب شرق العاصمة) بداية من يوم غد (الأربعاء) استقبال أول وفد من السياح الروس، على أن تتواصل الرحلات بمعدل وفدين في الأسبوع. ومن المقرر أن تتضاعف عدد الوفود السياحية الروسية تدريجيا مع اقتراب الموسم السياحي، وفق الاتفاق الذي أبرمته وزارة السياحة التونسية مع متعهدي الرحلات الروسيين.

وقال مستشار وزيرة السياحة سيف الشعلالي، إن جزيرة جربة ستكون بوابة لعودة السياح، مشيراً إلى أن متعهد الرحلات الروسي "بيجاس توريستيك" أوفد 440 وكيلا سياحيا للتعاقد مع النزل التونسية والاطلاع على حقيقة الأوضاع الأمنية في البلاد.

ولفت الشعلالي، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إلى أن استعادة السوق الروسية تعد مؤشراً إيجابياً في ظل الحظر الذي لا تزال تفرضه بعض البلدان الأوروبية. وأفاد بأن الوزارة بصدد استكمال الإجراءات الأخيرة لفتح خط جوي مباشر بين روسيا والجنوب التونسي، مؤكداً أن هذا الخط الجوي سيسهل تدفق السياح من روسيا وغيرها من البلدان التي يشتغل عليها منظمو الرحلات المتعاقد معهم.
وسعت وزارة السياحة منذ أغسطس/آب الماضي لإقناع البنك المركزي التونسي بقبول سداد الخدمات السياحية من السوق الروسية بالروبل، بهدف تنشيط السياحة الوافدة من روسيا، غير أن المصرف المركزي لم يعلن بعد عن أي قرار في هذا الاتجاه.

بدوره، قال كاتب عام جامعة وكالات الأسفار، ظافر لطيف، إن حركة السياح في العالم تتغير بنسق سريع نتيجة العمليات الإرهابية التي تستهدف العديد من الدول المنافسة لتونس على غرار تركيا، مشيرا إلى أن مهنيي السياحة مطالبون بمضاعفة الجهود من أجل الاستفادة القصوى من تراجع هذه الأسواق.
ويتطلب "الانقضاض" على السوق الروسية في هذا التوقيت بالذات، وفق لطيف، رفع كل العقبات الجوية والمالية أمام متعهدي الرحلات الروسيين، معتبرا أن تحويل جزء من حصة السوق التركية من السياح الروس المقدرة بأكثر من 4 ملايين سائح نحو تونس سيحقق نقلة نوعية في الموسم السياحي الحالي ويخفف من وطأة معاناة القطاع عموما.

وبالرغم من الظروف الأمنية الصعبة التي يعشيها الجنوب التونسي بسبب تكرر العمليات الإرهابية على مدينة بنقردان، تخص السلطات الأمنية جزيرة جربة بإجراءات مشددة حفاظا على الاستقرار الأمني بالجزيرة التي لا تزال رغم أزمة السياحة وجهة مفضلة للأجانب والسياح المحليين، كما تحافظ فنادق الجزيرة على نسبة إشغال معتبرة مقارنة ببقية المحافظات الساحلية الأخرى.
وتفرض السلطات طوقاً أمنياً مشدداً على منافذ الجزيرة البرية والبحرية لاستبعاد أية نية لتحويل الاشتباكات المتكررة في الجنوب إلى المناطق السياحية. ويعوّل مهنيو السياحة على الرسالة التي سيحملها الروسيون إلى بقية الأسواق السياحية، ولا سيما السوق الأوروبية، حيث لا يزال الأمل قائما بالنسبة لأصحاب الفنادق في تجاوز عثرات العام الماضي وتفادي خسائر جديدة.
وكان منظمو رحلات سياحية من السوق الروسية قد ذكروا مؤخرا، أن انخفاض سعر صرف الروبل الروسي مقابل الدولار الأميركي، يقلل من فرص زيادة معدلات السياحة الروسية في مختلف الدول التي يفضلها الروس.

ووقّعت تونس مع روسيا، العام الماضي، اتفاقية حول التعاون في مجال السياحة، كما تم إعداد برنامج تموله الحكومة الروسية لتحفيز 2.5 مليون متقاعد في موسكو على السفر إلى تونس للسياحة والترفيه، وفي انتظار تعميم المشروع ليشمل باقي متقاعدي المدن الروسية، والمقدر عددهم بعشرات الملايين.
وأكد رئيس المجمع المهني للسياحة بكونفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية (كوناكت)، حسام بن عزوز، في تصريح لوكالة تونس أفريقية للأنباء "وات"، إغلاق نحو 270 من بين 570 وحدة سياحية مصنفة (3 نجوم أو أكثر) في تونس، أي إغلاق نحو 48% من الوحدات السياحية المصنفة، بسبب الضربات الإرهابية التي شهدتها تونس العام الماضي.

وتوفر السياحة التونسية 20% من دخل البلاد من العملات الأجنبية، أي 1.5 مليار دولار سنويا، كما توفر 500 ألف فرصة عمل مباشرة، وأكثر من مليوني فرصة عمل غير مباشرة في قطاعات ترتبط بالسياحة، كالصناعات التقليدية ونقل السياح، حسب إحصائيات رسمية.


اقرأ أيضا: تونس تروج لسياحتها رغم مخاطر الإرهاب

دلالات

المساهمون