أزمة الأسواق تحير البنوك المركزية والمستثمرون يفقدون الثقة

أزمة الأسواق تحير البنوك المركزية والمستثمرون يفقدون الثقة

12 فبراير 2016
بورصة اليابان تخسر 32% من قيمتها منذ بداية العام(Getty)
+ الخط -

بات المستثمرون وخبراء المال والاقتصاد، يفقدون الثقة في قدرة البنوك المركزية على التأثير على أسواق المال.

ويرى العديد منهم أن اضطرابات الأسواق ستتواصل، خلال العام الحالي، وأن الإجراءات التي اتخذتها البنوك المركزية، حتى الآن، فشلت في انتشال الأسواق من أسوأ انهيار منذ أزمة المال العالمية في العام 2007.

في هذا الصدد، يقول الخبير، موهيت كومار، بمصرف "كريدي أغريكول" الفرنسي بلندن، إن "المؤشرات التي تمنحها أسواق المال حالياً، تدل على أن المستثمرين فقدوا الثقة في قدرة البنوك المركزية على دعم الاقتصاد العالمي".

ويضيف الاستراتيجي، كومار، في تصريحات أدلى بها أمس "خلال السنوات الماضية، كانت أسواق المال ترتفع حينما تكون هنالك أنباء سيئة، لأنها تترجم مثل هذه الأخبار على أساس أنها مؤشر لتدخل البنوك المركزية لدعم السوق، أما الآن، فالأخبار السيئة تظل سيئة في انعكاساتها على السوق".

وفي ذات الاتجاه، يقول الاقتصادي السابق في صندوق النقد الدولي، الذي يعمل حالياً في مجال الاستثمار بحي المال البريطاني، ستيفن جين، في تعليقات لموقع "زيروهيدج" "لقد مضى الزمن الذي كان فيه تدخل البنوك المركزية يمتص صدمات الأسواق".

ويلاحظ أن المركزي الأوروبي يطبق، منذ منتصف العام 2014، سياسة "الفائدة السالبة"، كما طبق، في العام الماضي، سياسة التحفيز الكمي عبر ضخ ترليون يورو في اقتصادات اليورو دون أن يفلح في إخراج منطقة اليورو من الانكماش. كما شهدت الأسهم اليابانية أكبر انخفاض لها عقب تطبيق المركزي الياباني سياسة الفائدة السالبة قبل أسبوعين.

أما مصرف "سيتي غروب" الأميركي، فيرى في دراسة صدرت، هذا الأسبوع، أن مؤشرات النمو في الاقتصادات الـ10 الكبرى، انخفضت كثيراً عن التوقعات الموضوعة لها، في أبريل/ نيسان 2013. وشدد المصرف الأميركي على أن مبيعات عقود النفط في السوق الآجلة وضعف سوق الائتمان يزيدان من أزمة الأسواق.

ويرى المستثمر العالمي جيم روجرز أن طباعة المزيد من الأوراق النقدية أو خفض نسبة الفائدة تحت الصفر، أو حتى شراء المزيد من السندات الفاسدة أو شراء سندات الديون المتعثرة من البنوك المركزية لن يحل أزمة المال التي يمر بها العالم حالياً.

وقال روجرز إن رجل الشارع هو من سيدفع في النهاية الثمن الباهظ للسياسات النقدية الفاشلة التي نفذها مجلس الاحتياطي الفدرالي "المركزي الأميركي" وتبعته البنوك الأوروبية والآسيوية.

وكان اقتصاديون على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" قد ألقوا اللوم، فيما حدث ويحدث من اضطراب في أسواق المال العالمية، على سياسة رفع الفائدة الأميركية، التي نفذها مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وتوقع روجرز أن تشهد أسواق المال المزيد من الخسائر، خلال الشهور المقبلة، كما ستخسر الدول المزيد من الوظائف، وهو ما قد يؤدي إلى صعود التطرف وضرب الحريات الفردية. وقال إن هذه الخسائر يتكبدها العالم، لأن البنوك المركزية تواصل اتهام الجميع إلا نفسها.

وقال روجرز المشهور بالمضاربة على الذهب، عقب سياسات التحفيز الكمي، إن هنالك أزمة ثقة حالياً تنتاب مجتمع الاستثمار من جدوى سياسات البنوك المركزية، إذ أيقن المستثمرون بعد سنوات من سياسة "التحفيز الكمي" و"الفائدة الصفرية"، أن البنوك المركزية لم يعد لديها سوى القليل من الخيارات لإنعاش الاقتصاد العالمي.

ومنذ إعلان بنك اليابان المركزي، في نهاية الشهر الماضي، عن خفض سعر الفائدة تحت الصفر إلى 0.1%-، لأول مرة، خسرت الأسهم اليابانية نسبة 25% من قيمتها لترتفع خسارتها إلى 32% من قيمتها السوقية منذ بداية العام.

وفي سوق الأدوات الثابتة، انخفض العائد على السندات الحكومية، أجل عشر سنوات، إلى صفر، ثم هبط إلى 0.035%، يوم الثلاثاء الماضي، وهذا يعني أن من يشتري السندات اليابانية عليه أن يستعد لخسارة 35 يناً عن كل ألف ين. وبالتالي، تفادت البنوك التجارية اليابانية شراء السندات اليابانية في مزاد الخزانة اليابانية في الأسبوع الماضي. وسوق طوكيو مغلقة حالياً بسبب موسم الإجازة.

أما البروفسور جيرمي سيغيل، من كلية وارتون للأعمال التجارية في مدينة فيلادلفيا، وهو من المعسكر المتفائل، فقد قال لتلفزيون "سي إن بي سي" الأميركي، إن ضخ ترليونات الدولارات في مشتريات سندات البنوك لم تفلح في تحفيز النمو.

اقرأ أيضاً "الفائدة السالبة" تقتل الادخار وتنذر بـ"حرب عملات"

المساهمون