السوق النفطية تراقب الأسعار... ولقاءات تستبق اجتماع "أوبك"

السوق النفطية تراقب الأسعار... ولقاءات تستبق اجتماع "أوبك"

21 أكتوبر 2016
السوق تشهد تعافياً بطيئاً (ماكسيم مالينوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال قضية أسعار النفط تتفاعل عالمياً، استباقاً لاجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في فيينا المزمع عقده نهاية الشهر المقبل للتوصل إلى موقف مشترك بشأن فرض قيود على إنتاج النفط. وذلك، بعدما اتفقت "أوبك" في الجزائر، في 28 سبتمبر/أيلول الماضي، على خفض الإنتاج إلى نطاق بين 32.5 و33 مليون برميل يومياً.

فقد ارتفعت أسعار النفط، اليوم الجمعة، إلى 51.50 دولاراً للبرميل، إثر تصريح وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، بأنه سيحمل معه "بعض" المقترحات إلى اجتماعه مع نظيره السعودي، خالد الفالح، مطلع الأسبوع المقبل، مؤكداً أنه يعتقد أن تثبيت إنتاج النفط ما زال ضرورياً.

اجتماعات وآمال

وبالإضافة إلى الاجتماع مع الفالح، يعتزم وزير الطاقة الروسي مناقشة التنسيق بشأن أسواق النفط مع الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، محمد باركيندو، يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول الحالي في العاصمة النمساوية فيينا.

ويتّجه إنتاج النفط الروسي إلى تسجيل مستوى قياسي مرتفع جديد لما بعد الحقبة السوفييتية في العام المقبل، رغم مشاركة موسكو في محادثات مع كبار المنتجين لوضع قيود على الإمدادات من أجل دعم أسعار الخام.

بموازاة ذلك، بدأ الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، اليوم الجمعة، جولة خارجية تستمر أربعة أيام وتشمل السعودية وإيران وقطر وأذربيجان، مع سعي الحكومة الفنزويلية، والتي تشتد حاجتها إلى السيولة، إلى تخفيف ركود اقتصادها الحاد.

وقال مادورو، في بث تلفزيوني قبل مغادرته، إنها "جولة لعدة دول، لأن الشتاء قادم، ففي الشتاء انهارت أسعار النفط قبل عامين".

وتبدي فنزويلا تفاؤلاً إزاء فرص مشاركة الدول المنتجة من خارج أوبك، مثل روسيا، في جهود المنظمة.

بدورها، قالت وزيرة المالية النيجيرية كيمي اديوسون اليوم، إن بلادها تأمل في استقرار أسعار النفط في نطاق بين 42 و50 دولاراً للبرميل. وشرحت: "أسعار النفط المنخفضة جداً مشكلة لكن على النحو نفسه فإن أسعار النفط المرتفعة للغاية مشكلة".


المنتجات النفطية المكررة

وتشير علامات متزايدة تمتد من انخفاض حاد في إنتاج الصين النفطي وصولاً إلى تراجع مخزونات منتجات الوقود المكررة، إلى أن أسواق النفط في آسيا تستعيد توازنها شيئاً فشيئاً.

وتراجعت المخزونات العالمية من المنتجات المكررة، التي تضم المشتقات الخفيفة والوسيطة مثل البنزين والديزل وزيت الوقود، منذ بداية الشهر. وبلغت هذه المخزونات حاليا مستويات تقل أو تعادل تلك التي جرى تسجيلها في الفترة ذاتها من العام الماضي، وفقا لتومسون رويترز داتا ستريم.

ويأتي الانخفاض بعد أن سجلت الصين؛ أكبر مستهلكي النفط في آسيا وواحدة من أكبر خمسة منتجين في العالم، هذا الأسبوع انخفاضاً بنسبة 9.8 في المائة في إنتاج شهر سبتمبر/ أيلول بما يمثل أحد أكبر التخفيضات في الإنتاج على الإطلاق.

وانخفاض المخزونات في معظم مراكز تجارة النفط بما في ذلك سنغافورة وأمستردام وروتردام وأنتويرب وفي الولايات المتحدة وكذلك تراجع إنتاج الصين هي علامات على أن السوق تقترب من التوازن بعد استمرار التخمة في المعروض من النفط والمنتجات النفطية على مدار عامين.

وقال نيفين ناه من شركة إنرجي أسبكتس لاستشارات الطاقة "سوق المنتجات النفطية في خضم استعادة التوازن الذي بدأته في الولايات المتحدة وأوروبا قبل أشهر وبدأت عودة التوازن تلوح في آسيا".

وقال محللون إن الفجوة بين العرض والطلب تقلصت في الأسواق نتيجة لزيادة الطلب وانخفاض الإمدادات.

وقال نيل بيفيريدج المحلل لدي برنشتاين إنرجي، والذي يتوقع أن يبلغ متوسط سعر النفط الخام 60 دولاراً للبرميل في 2017 و70 دولاراً في 2018 اليوم الجمعة، في مذكرة للعملاء، "النتيجة الصافية لهذه التطورات تعني أن الأسعار يمكن أن ترتفع أكثر مع تقلص الفجوة بين العرض والطلب في السوق".

(العربي الجديد)

المساهمون