داعش يحبس نفط ليبيا

داعش يحبس نفط ليبيا

16 يناير 2016
مسلح عند حقل نفط ليبي (فرانس برس)
+ الخط -
يحبس تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش"، في ليبيا، كميات هائلة من النفط الليبي للخروج إلى الأسواق الخارجية، عبر تهديده لأكبر ميناءين نفطيين في ليبيا، منذ أكثر من عام، مما أدى إلى تراجع إنتاج العضو في "أوبك" إلى ما دون مستوى 350 ألف برميل يومياً.
ويشن تنظيم الدولة، منذ أسبوعين، هجوماً مسلحاً على مرفأي النفط الرئيسيين السدر وراس لانوف، وهما أكبر ميناءين نفطيين في البلاد، اللذين يقعان بين مدينة سرت، التي يسيطر عليها التنظيم، ومدينة بنغازي في شرق ليبيا، مما دفع بالمؤسسة الوطنية للنفط إلى تفريغ صهاريج تخزين النفط في راس لانوف كإجراء احترازي.
وقال الناطق الرسمي باسم المؤسسة الوطنية للنفط بطرابلس، محمد الحراري، في تصريحات، لـ "العربي الجديد": "إن الخسائر المالية لميناء السدرة الأسبوع الماضي، تقدر بمليوني دولار، وذلك نتيجة اندلاع النيران في الخزنات المستعملة في الميناء، والبالغ عددها أربعة خزنات سعة الواحد منها 450 ألف برميل".
وأُغلق ميناءا السدر وراس لانوف منذ أكثر من عام بسبب القتال بين الفصائل المتناحرة للسيطرة على البلاد ومواردها النفطية، لكن دخول التنظيم على خط السيطرة على ثروات ليبيا، أثار مخاوف من تنامي نفوذ "داعش" وتحكمه في الذهب الأسود على غرار ما حدث في سورية والعراق.
لكن مصادر محلية تؤكد، لـ "العربي الجديد"، أن "داعش" لم يبسط سيطرته على أية موارد نفطية في ليبيا، لكن التنظيم سيطر فعليا على كل الموارد المالية في مدينة سرت، من مصارف ومؤسسات حكومية، فضلا عن فرض ضرائب على التجار.
وقال محمد الحراري، إن صهاريج الخزانات الموجودة في ميناءي السدرة وراس لانوف كلها خارج الخدمة حالياً. وأوضح أن عملية استئناف التصدير من الميناءين تحتاج وقتاً طويلاً.
والتهمت النيران، الناتجة عن هجوم "داعش" على ميناء السدر الأسبوع الماضي، ما يقرب من 800 ألف برميل موجودة كمخزون في الميناء النفطي. وتدور معارك ضارية بين مسلحي "داعش" وحرس المنشآت النفطية، ضمن مساعي التنظيم للسيطرة على منطقة الهلال النفطية.
وتضم منطقة الهلال النفطي عدة مدن بين بنغازي وسرت (تبعد سرت 500 كلم شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس)، وتحوي المخزون الأكبر من النفط، إضافة إلى موانئ السدرة وراس لانوف والبريقة الأكبر في ليبيا. وتصدر منطقة الهلال نحو 800 ألف برميل يومياً في الظروف العادية، من نحو 1.6 مليون برميل يوميا هي قدرة ليبيا الإنتاجية.
وخلال العام الماضي، قام تنظيم الدولة الإسلامية بعمليات تخريبية لبعض الحقول النقطية الواقعة في منطقة الهلال النفطي، ومنها حقل المبروك، مما استدعى مؤسسة النفط لإعلان فرض حالة القوة القاهرة على 11 عشر حقلاً نفطياً في تلك المنطقة.

اقرأ أيضا: "فايننشال تايمز": تشكيل حكومة آخر فرص ليبيا لإنقاذ اقتصادها

المساهمون