الصين تخيف البنك الدولي

الصين تخيف البنك الدولي

09 اغسطس 2015
مجموعة بريكس أطلقت بنكاً جديداً للتنمية (أرشيف/Getty)
+ الخط -

يبدو أن خطوات الصين المتسارعة في إطلاق البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وكذا بنك التنمية الجديد، وانضمام العديد من دول العالم إليه؛ قد أرعب المسؤولين في البنك الدولي، باعتبار أن البنكين، اللذين تقودهما الصين، يشكلان تهديداً قوياً وحقيقياً للبنك الدولي، الذي يهيمن عليه الغرب وفي مقدمتهم أميركا، وهو ما جعل قطار المنافسة بين الصين والبنك الدولي يبدأ باكراً وبقوة.

مما لا شك فيه، أن البنوك التي تقودها الصين، ستكون منافسة قوية لمؤسسات مالية دولية وفي مقدمتها البنك الدولي، ولذا فقد بادر المسؤولون في البنك الدولي، الأسبوع الماضي، إلى الإعلان عن حزمة شروط اجتماعية وبيئية جديدة يتعين على الدول الأعضاء الـ188، تلبيتها إذا ما أرادت الحصول على قروض من هذه المؤسسة المالية الكبرى في مجال التنمية الاقتصادية، وهو ما يعني تعديل شروط إقراض الدول، في إشارة واضحة إلى أن البنك يشعر بالخطورة من منافسة الصين من خلال إطلاق بنوك التنمية الجديدة.

التعديلات الجديدة التي أعلنها البنك الدولي رفضتها 19 منظمة غير حكومية، بينها أوكسفام، وأكدت في بيان مشترك أن هذه التعديلات تضعف المعايير التي تحكم آليات التمويل المتبعة في البنك، وهو ما يعني أن هذه المنظمات قد تلجأ مستقبلا للبنك الذي تقوده الصين هرباً من القيود الجديدة التي فرضها البنك الدولي.

لقد استطاعت الصين أن تحشد دعماً دولياً لبنوكها الجديدة، وأعلنت خلال الأشهر الماضية نحو 57 دولة، من بينها بريطانيا وفرنسا وإيران، انضمامها إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي يبلغ رأسماله 100 مليار دولار، وينظر إليه على أنه منافس قوي للبنك الدولي.

تطمح الصين من خلال إطلاق البنك الآسيوي للبنية التحتية إلى تشكيل وزن في مقابل هيمنة الولايات المتحدة إلى جانب اليابان على البنك الدولي والمصرف الآسيوي للتنمية، ويعدّ البنك انتكاسة كبيرة لجهود الولايات المتحدة الرامية إلى توسعة نفوذها في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وموازنة تنامي النفوذ المالي للصين، وإن كانت تدور الشكوك حول شفافية البنك الذي من المفترض أن يمّول مشاريع البنية التحتية في آسيا، ومخاوف من أن تستخدمه بكين لصالح أجندتها السياسية والاقتصادية الخاصة.


اقرأ أيضاً: الصين تبدأ غزو أميركا اللاتينية من البرازيل

المساهمون