لماذا استقال تسيبراس؟

في خطوة مفاجئة، أعلن رئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تسيبراس، الخميس الماضي، استقالته من منصبه بعد خسارته غالبيته البرلمانية، ودعا إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في سبتمبر/أيلول القادم.

والسؤال الذي يفرض نفسه هو، لماذا استقال المسؤول اليوناني الشاب بعد أن استطاع الضغط على الدائنين لإخراج بلاده من دائرة الانهيار المالي، وبعيد حصول أثينا على الدفعة الأولى بالفعل من الحزمة الثالثة للمساعدات، التي تقرر إجماليها 86 مليار يورو (97.6 مليار دولار) في 3 أعوام؟

هل خطوة تسيبراس (41 عاماً) تأتي كمناورة سياسية أم أنه فعلاً سيترك حكومته، التي واجهت الكثير من المشاكل منذ تسلمها المنصب في يناير/كانون الثاني الماضي؟

يجمع الكثيرون على أن تسيبراس استطاع أن ينقذ البلاد من دائرة الانهيار الاقتصادي والخروج من منطقة اليورو، وقدم تنازلات كثيرة خلال مسيرة المفاوضات مع الدائنين وزعماء منطقة اليورو، ووافق على خطة الإنقاذ الأوروبية رغم معارضة أعضاء في حزبه اليساري وقوى المعارضة.

تأتي خطوة رئيس الوزراء اليوناني بعد ساعات من سداد أثينا للبنك المركزي الأوروبي دَيْناً بقيمة 3.4 ملايين يورو ضمن المهلة المحددة، إثر حصولها على دفعة أولى نصت عليها خطة المساعدة الثالثة، وقبلها بيوم وافق وزراء المالية في منطقة اليورو على منح شريحة أولى من المساعدات بقيمة 26 مليار يورو من مبلغ المساعدة الإجمالي، وهو ما يعني أن تسيبراس كان يمضي بالبلاد باتجاه حلحلة الأزمات الاقتصادية.. لكن ما الذي حدث؟

ما حدث أن تسيبراس كان مجبراً على الاستقالة، بعدما خسر الغالبية في البرلمان الأسبوع الماضي خلال التصويت على خطة الإنقاذ الثالثة، ورفض 40 نائباً، يمثلون حزبه، هذه الخطة، مما أدى إلى تراجع الغالبية البرلمانية إلى 119 نائباً من أصل 300.

تسيبراس رمى بالكرة إلى ملعب الشعب اليوناني، وقال في خطاب الاستقالة، الخميس الماضي، إن: "الأمر يعود لليونانيين لتحديد ما إذا كنا مثلنا البلاد بشكل جيد، وما إذا كان الاتفاق يضمن الشروط التي تسمح بنهوض البلاد.. أترككم لتقرروا، وضميري مرتاح لأنني قاومت الضغوط والابتزاز.. أوروبا لم تعد كما كانت بعد هذا الفصل الصعب من المفاوضات".

لكن في نهاية المطاف.. هل سينجو تسيبراس مرة أخرى كما فعلها أثناء الاستفتاء الشعبي بشأن خطة إنقاذ اليونان من قبل الدائنين في يوليو/تموز الماضي وفوز معسكر "لا" الذي قاده الرجل، ويعود لقيادة الحكومة من جديد من بوابة الانتخابات التشريعية المبكرة؟ من يدري!

اقرأ أيضاً: تسيبراس يعلن استقالته ويدعو لانتخابات مبكرة في اليونان