المغرب يلوذ بالسياح المحليين للصمود أمام انحسار الوافدين

المغرب يلوذ بالسياح المحليين للصمود أمام انحسار الوافدين

27 يوليو 2015
سياح في المغرب (أرشيف/Getty)
+ الخط -

أجبرت الاضطرابات السياسية والأمنية في دول جوار المغرب، القائمين على السياحة في الرباط على تغيير وجهتهم نحو السياحة المحلية وتنويع الأسواق الخارجية، في محاولة للصمود بعد أن دفعت هذه الاضطرابات نسبة كبيرة من السياح الأوروبيين إلى البحث عن وجهات سياحية أخرى غير بلدان شمال أفريقيا.

وأكد عبد الرفيع زويتن، مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة، الذي يتولى الترويج للسوق السياحية، أن "السياحة كانت بخير حتى يوليو/تموز من العام الماضي 2014، غير أن أحداثا ذات طابع جيوسياسي، أثرت على هذا القطاع في المغرب".

وأشار زويتن خلال مؤتمر صحافي في الدار البيضاء يوم السبت، إلى أن عدة عوامل ساهمت في تراجع السياحة، منها الأحداث الإرهابية في المنطقة العربية والأخبار المتعلقة بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وأضاف أن الأحداث الإرهابية دفعت نسبة كبيرة من السياح الأوروبيين إلى البحث عن وجهات سياحية أخرى، حسب ما كشفت عنه استطلاعات الرأي التي اهتمت بتأثير الأحداث الجارية في المنطقة العربية.

وتابع أن هذه التطورات دفعت المغرب إلى السعي إلى إطلاق حملة ترويجية في الخارج، بالموازاة مع بلورة رؤية تقوم على توفير منتج سياحي يوافق الطبقة الوسطى بالمغرب.

ويبدو أن المغرب يسعى إلى المراهنة أكثر على السياح المحليين. وبحسب زويتن، فإن المكتب الوطني للسياحة، يهدف إلى رفع ليالي مبيت السياح المحليين، من 27% إلى 40% في أفق 2025.

وتستدعي هذه الخطوة في تصور زويتن توفير منتج يتوافق مع السياح المحليين، عبر إحداث عرض فندقي يراعي القدرة الشرائية للأسر المغربية، وتوفير شقق وقرى سياحية بأسعار لا تتجاوز 50 دولاراَ للأسرة في الليلة السياحية.

وحث المستثمرين على الاهتمام بهذا النوع من العرض السياحي، الذي تعرفه العديد من البلدان مثل فرنسا، حيث توفر للسياح المحليين إقامات تراعي قدرتهم الشرائية.

وأكد أن البلدان ذات الباع الطويل في مجال السياحة، اعتمدت بشكل خاص على مواطنيها من أجل النهوض بهذا القطاع.

اقرأ أيضاً: المغرب يسعى إلى وقف العبث بالساحل

وقال إن السياحة المحلية يفترض أن تكون رافدا رئيسياً في مجال التنمية الاقتصادية، لكنه أشار إلى أن إعطاء دفعة قوية للسياحة المحلية لا يأتي من أجل الرد على ما يمكن أن يعتبر تراجعا متوقعا لعدد السياح الأجانب.

ولفت إلى أن المغرب تمكن من الصمود، رغم الظروف الدولية الصعبة، بخاصة منذ بداية العام الجاري 2015.

ووفق بيانات مكتب الصرف، التابع لوزارة الاقتصاد والمالية في آخر نشرة له، فإن إيرادات السياحة تراجعت في النصف الأول من العام الجاري إلى نحو 2.5 مليار دولار، مقابل 2.7 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي، بانخفاض بلغت قيمته 200 مليون دولار.

وأشار مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة، إلى أن بلوغ هدف 20 مليون سائح الذي تخطط له المغرب في أفق 2020، يستدعي البحث عن أسواق مصدرة أخرى غير السوق الفرنسية، التي يمثل رعاياها 35% من السياح الوافدين إلى المغرب.

وأكد مراهنة المكتب على السوقين الألماني والبريطاني، على اعتبار أن مواطني هذين البلدين يسافرون كثيراً إلى الخارج، كما يعتزم المغرب استقطاب السياح الصينيين.

وتساهم السياحة بما بين 6 و7% من الناتج الإجمالي المحلي في المغرب‪.‬ وكانت عائدات السياحة قد بلغت في العام الماضي حوالي 6 مليارات دولار، بفضل توافد 10.4 ملايين سائح.

وتشير بيانات وزارة السياحة إلى أن القطاع فتح فرصاً وظيفية تقدّر بحوالى 50 ألف فرصة عمل، كما رفد المغرب بحوالي 20 مليار دولار من العملة الصعبة في الثلاث سنوات الأخيرة.


اقرأ أيضاً: اقتصاد المغرب ينتعش صيفاً بأموال المغتربين

دلالات

المساهمون