عاصفة الحزم تُجبر اليمنيين على سحب ودائعهم من البنوك

عاصفة الحزم تُجبر اليمنيين على سحب ودائعهم من البنوك

03 ابريل 2015
أحد المصارف في اليمن (Getty)
+ الخط -
دفعت "عاصفة الحزم"، التي يشنها تحالف عشري بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن، معظم المودعين اليمنيين إلى سحب مدخراتهم وودائعهم من المصارف، بحثاً عن ملاذات أكثر أماناً في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتوترة بالبلاد.
ولم يستطع البنك المركزي اليمني تلبية احتياجات المودعين في ظل الإقبال الكثيف على سحب المدخرات والودائع، لا سيما بالعملة الأجنبية، ما حدا به لتقييد التعامل بالعملة الصعبة، حفاظاً على ما تبقى للبلاد من احتياطي نقدي أجنبي لا يكفي لتغطية الوردات لأكثر من ثلاثة أشهر، وفق بيانات رسمية.
وألزم البنك المركزي اليمني جميع البنوك العاملة في البلاد بمنع التعامل بالدولار، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على سعر العملة الوطنية، الريال، خشية انهيارها.
وقال البنك المركزي، في تعميم له للبنوك، إنه نظراً لقيام العملاء بسحب مدخراتهم بالعملة الصعبة، منذ يوم الخميس الماضي، مع بدء عمليات "عاصفة الحزم"، فإنه يجب عدم التعامل بالنقد الأجنبي في محاولة للحفاظ على سعر العملة اليمنية من الانهيار.
وأبلغت المصارف اليمنية والأجنبية العاملة في البلاد عملاءها بعدم وجود دولارات لديها أو لدى البنك المركزي.
وتشهد المصارف اليمنية، منذ نحو أسبوع، ازدحاماً شديداً من العملاء على شبابيك التعامل بالدولار، الأمر الذي اضطر المصارف لإيقاف عمليات السحب لحين تلقي توجيهات المصرف المركزي، الذي أوقف عمليات السحب من ماكينات الصرف الآلية ومكاتب تحويل الأموال، بينما امتنعت محال وشركات الصرافة عن بيع الدولار.
وتُخيّر المصارف عملاءها من أصحاب الودائع الدولارية، بين أن يتسلموا ودائعهم بالريال اليمني أو أن ينتظروا لحين توفر العملة الأميركية.

وقال موظف في بنك اليمن الدولي (خاص)، طلب من " العربي الجديد"د عدم ذكر اسمه، إن عملاء المصرف من الأفراد سحبوا يومي الأحد والإثنين الماضيين فقط، ما يزيد عن ملياري ريال (9.5 ملايين دولار)، موضحاً أن هذا المستوى من السحوبات قياسي.
وقال عبد الكريم قحطان، رجل أعمال، لـ"العربي الجديد": ذهبت إلى المصرف لسحب 20 ألف دولار من حسابي، لكن إدارة المصرف اعتذرت عن عدم توفر المبلغ بالدولار، وأخبروني أنه من الممكن أن أستلم المبلغ بالعملة المحلية.
وقال متعاملون، لـ"العربي الجديد"، إن الأعداد الكبيرة للعملاء الذين تقدموا لسحب ودائعهم، أجبرت مصارف محلية تجارية وحكومية، منها بنك التسليف التعاوني الزراعي (حكومي)، على الاعتذار لعملائها بسبب صعوبة صرف مبالغ من ودائعهم لعدم توفر سيولة نقدية.
وقال علي عمر، أحد المودعين: ذهبت إلى بنك التسليف التعاوني الزراعي لسحب مبلغ من رصيدي بالدولار، ورفض البنك إعطائي أي مبالغ بالدولار حتى وإن كانت قليلة، معللاً ذلك بإغلاق المطارات وبأن العملة الأجنبية في الخارج وليست في اليمن.
لكن مصدراً مسؤولاً في البنك نفى وجود معوقات صرف المبالغ الخاصة بالعملاء، وأكد المصدر، لـ"العربي الجديد"، أن البنك يؤدي عمله المصرفي بشكل طبيعي على أكمل وجه، ولا توجد أي موانع لإجراء العمليات المصرفية المعتادة، كالسحب والإيداع والتحويل وفقاً للمعتاد.
وقال حسين القُريشي ـ مدير شركة العُمقي للصرافة: إن الحركة الاقتصادية والمصرفية في اليمن تشهد تراجعاً مُخيفاً، موضحاً أن من سمات هذه الفترة تدني عدد العمليات المصرفية، بدءاً من الحوالات، فتح حسابات، إدخال الأموال.
وأضاف القريشي، لـ"العربي الجديد": العمليات التي تعكس مخاوف الناس وعدم اطمئنانهم للواقع ومخاوفهم من المستقبل زادت بشكل غير مسبوق، وفي مقدمتها تحويل العملات من الريال إلى الدولار والتي مثّلت 90% من الحركة المصرفية خلال الفترة الأخيرة.

اقرأ أيضا:
عناصر من القاعدة تقتحم فرعاً للبنك المركزي اليمني

المساهمون