كهرباء اليمن: 40 دقيقة كل ثلاثة أيام

كهرباء اليمن: 40 دقيقة كل ثلاثة أيام

20 ابريل 2015
اليمنيون يعيشون وضعاً مأساوياً بسبب انقطاع الكهرباء (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

تغرق المدن اليمنية في ظلام دامس عم أرجاء البلاد منذ سبعة أيام، حيث كان آخر ظهور للكهرباء يوم الإثنين الماضي، وقبل أن تعود، السبت، في بعض أحياء العاصمة صنعاء لمدة لم تتجاوز أربعين دقيقة.

وقال مصدر في مؤسسة الكهرباء، لـ"العربي الجديد": إن كهرباء العاصمة بذلت جهوداً لتوفير

الوقود لمحطة توليد الكهرباء المحلية في "حزيز" (جنوب صنعاء)، بطاقة 80 ميغاوات، وإنها بدأت في إنارة المدينة وفق برنامج تقنين مبرمج ولمدة 40 دقيقة كل ثلاثة أيام.

وأوضح المصدر أنه في ظل استمرار خروج محطة مأرب التي تغذي الشبكة الوطنية بالكهرباء، فإن الكهرباء ستغيب عن بقية المحافظات، وهناك جهود تبذل لتوفير الوقود لمحطات التوليد المحلية في عدن والحديدة وتعز.

وانقطعت الكهرباء عن العاصمة صنعاء وجميع المدن اليمنية منذ الساعة الخامسة من فجر الإثنين، وسيستمر الانقطاع خلال الفترة القادمة نتيجة خروج محطة مأرب وانعدام الديزل المخصص لمحطات الكهرباء المحلية في المدن، وفقاً لوزارة الكهرباء.

وأوضح مصدر مسؤول في غرفة العمليات المشتركة بوزارة الكهرباء أن خطوط نقل الطاقة بمنطقة الجدعان بمحافظة مأرب تعرضت لاعتداء تخريبي من قبل مسلحين قبليين.

وأشار المصدر إلى أن المسلحين بمنطقة الجدعان يمنعون الفرق الفنية التابعة لوزارة الكهرباء من الدخول لإصلاح الأضرار التي نتجت عن الاعتداء بالمنطقة. لافتاً إلى أن الوزارة تُنسّق حالياً مع الجهات العسكرية والأمنية بمأرب لدخول الفرق الفنية لإصلاح الأضرار.

ويخوض الحوثيون اشتباكات عنيفة مع القبائل في منطقة الجدعان بمحافظة مأرب النفطية (شرق اليمن)، ما أدى إلى تدمير أبراج الكهرباء وخطوط نقل الطاقة.

ووجهت مؤسسة الكهرباء، السبت الماضي، نداءً عاجلاً من فريق إصلاح الكهرباء للأطراف المتحاربة بمأرب لوقف القتال والسماح للفريق الفني بإصلاح الأضرار.

اقرأ أيضاً:
اليمن: شوارع خاوية وأسواق خارج الخدمة في عدن

وقالت مصادر محلية في مأرب، لـ"العربي الجديد": إن وساطة قبلية تحاول إقناع المتحاربين بالاتفاق على هدنة في منطقة "الجدعان" لمدة 24 ساعة، يتم السماح فيها للفريق الهندسي بإصلاح خطوط نقل الكهرباء.

وكان مصدر في مؤسسة الكهرباء اليمنية، أكد لـ"العربي الجديد"، أن قطاع الكهرباء وصل إلى مرحلة الانهيار وأن عمليات التخريب وعدم توفر الوقود المخصص لمحطات التوليد سيؤدي الى توقف الكهرباء بشكل تام وفي جميع أرجاء البلاد.

وأوضح المصدر بأنه في ظل الأوضاع الحالية، سيصل عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي

إلى 22 ساعة يومياً.

وتغرق المدن اليمنية في الظلام منذ بداية العام، حيث تنقطع الكهرباء لمدة 8 ساعات على الأقل يومياً، ووصل عدد ساعات انقطاع الكهرباء إلى 15 ساعة منذ بدء عملية "عاصفة الحزم"، قبل أن تدخل البلاد نفق الظلام منذ أسبوع.

وأطلقت مؤسسة الكهرباء تحذيرات من انهيار منظومة الكهرباء بشكل كلي، بسبب العجز المالي

الذي تعانيه، وقالت إن الوضع الحالي كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وتوقع مصدر مسؤول بالمؤسسة احتمال التوقف النهائي للخدمة خلال الأيام القادمة، بسبب عدم توفر المشتقات النفطية لتموين محطات التوليد التابعة للمؤسسة والتي تغذي المحافظات بالطاقة.

وفي بيان صحافي، جرى توزيعه على وسائل الإعلام، أمس الأحد، وجّه المصدر نداء استغاثة عاجل لكل الجهات المعنية بسرعة توفير مادتي الديزل والمازوت لمحطات الكهرباء.

وأوضح أن انقطاع الكهرباء سيخلق معاناة إنسانية تتمثل بانعدام المياه وتؤثر على الخدمات الصحية من مستشفيات ومراكز الصحة بالبلاد.

وقال المصدر: ما هو متوفر حالياً من مادتي المازوت والديزل لن يغطي إلا بضعة أيام، مشيراً إلى أن محطة المخا خفضت إنتاجها إلى 15 ميغاوات من 100 ميغاوات كانت تنتجها قبل الحرب على الحوثيين، وكذلك محطة رأس كثيب خفضت أحمالها إلى 30 ميغاوات من إجمالي 100 ميغاوات في السابق نتيجة عدم توفر الوقود.

وناشد المصدر منظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالسماح بإدخال احتياجات الكهرباء في اليمن من مشتقات نفطية تجنباً لكارثة قادمة، خصوصاً في المحافظات الساحلية التي تعاني من انقطاع الكهرباء في فصل الصيف.

وتولّد اليمن طاقة مقدّرة بنحو 800 ميغاوات نصفها من محطة مأرب التي تنتج 340 ميغاوات، ويتم شراء 460 ميغاوات من شركات خاصة للطاقة، في حين أن الاحتياج الفعلي للبلاد يبلغ ألفي ميغاوات.

وأدت الفوضى الأمنية والأعباء المالية للحكومة إلى تدهور قطاع الطاقة، وكانت وزارة الكهرباء اليمنية قد حذرت من التوقف التام لخدماتها بسبب الأزمة السياسية في البلاد، وطالبت من الحكومة اليمنية بتقديم العون لها للحيلولة دون الوصول إلى مرحلة الانهيار.

وكان تقرير لوزارة الكهرباء في اليمن، قد حذر من توقف خدماتها بسبب الأزمة السياسية وتعرض محطات الكهرباء وخطوط الإمداد لخسائر فادحة جراء اعتداءات.

وأوضح التقرير، الصادر منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن خطوط نقل التيار بين

صنعاء ومحطة مأرب الغازية، تعرّضت لنحو 64 اعتداءً، إضافة إلى اعتداءات تخريبية طالت خطوط الكهرباء في محافظات الحديدة وتعز وأمانة العاصمة وعدن وأبين منذ 2011.

وحسب التقرير، فإن خسائر مؤسسات الكهرباء في اليمن بلغت 34 مليار ريال (156 مليون دولار)، منها 15 ملياراً جراء تخريب خط صنعاء ـ مأرب، ومناطق المواجهات العسكرية في صنعاء، إضافة إلى 19 ملياراً عجزت المؤسسة عن تسديدها لمستثمري شراء الطاقة وشركة النفط وقيمة قطع غيار.

وعلى طريقة "الماء السبيل"، الذي ينتشر بكثرة على طرقات اليمن، قام أحد المعاهد التدريبية في صنعاء بتعليق خط كهربائي على جدار المعهد في الشارع العام، ليتمكن المارة من شحن جوالاتهم، في ظل الانقطاع التام لخدمة الكهرباء، في ظاهرة جديدة أطلق عليها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "كهرباء السبيل".



اقرأ أيضاً:
"عاصفة الحزم" تُفاقم الأزمات المعيشية في اليمن