اكتشافات لندن النفطية لن تطال السوق العالمي

اكتشافات لندن النفطية لن تطال السوق العالمي

12 ابريل 2015
ترجيح أن يكون الإعلان مرتبطاً بتحقيق مكاسب قصيرة الأجل(Getty)
+ الخط -
قلّل خبرا نفط خليجيون من قيمة إعلان مجموعة UKOG النفطية البريطانية عن تقديراتها باحتواء حقل (هورس هيل-1) على مائة مليار متر من النفط، مشدّدين على أن المعلومات التي قدمتها المجموعة غير مدققة علمياً، إذ لا يمكن تحديد كمية النفط في أي حقل بهذه السرعة.
ويؤكد نائب رئيس شركة أرامكو، عثمان الخويطر، لـ"العربي الجديد" على أنه من الصعب التأكد من مصداقية الأخبار خاصة، أنها غير منطقية ولا تستقيم علميا وعمليا، ويقول "من خلال خبرتي في هذا المجال، وعملي السابق لسنوات طويلة في أرامكو من المستحيل تقنيا وفنيا أن تتوفر كل هذه الكمية من النفط في هذه المسافة القريبة من سطح الأرض"، ويشدّد الخويطر على أنه من الصعب تحديد كمية النفط الموجود في أي بئر خلال فترة بسيطة. ويضيف "حدود عمق 800 متر يعتبر قريبا جدا من الأرض، الحفارات التي نعمل عليها في أرامكو تتجاوز 1500 متر، أستغرب أن يكون بكل هذه الكمية وفي هذا المسافة القريبة، كما أنه من السابق للأوان تحديد كمية النفط، فهو لا يوجد بكل هذه الكمية في هذه المسافة، فحقل الغوار الذي يعتبر أكبر حقل نفط في العالم بكمية 140 مليار برميل تقريباً يبعد ضعف هذه المسافة، لهذا الفكرة غير مقبولة فنيا".
وكانت الشركة البريطانية أعلنت عن اكتشاف احتياطات نفط في العاصمة لندن، تقدّر بنحو 8.6 مليارات برميل، وبما يعادل 20 % من الكميات المستخرجة من بحر الشمال طوال الـ40 عاماً الماضية. وقالت مصادر بريطانية أن قيمة هذه الاكتشافات ضخمة تقدّر بنحو 300 مليار جنيه إسترليني (450 مليار دولار).
ويشدد الخويطر على أن شركات النفط تحتاج وقتا طويلا قبل أن يحددوا كمية النفط في الحقل الضخم، ويضيف: "كنا نعتقد أنه مجموعة حقول متفرقة قبل أن نكتشف أنه حقل واحد ضخم".
وفي الإطار نفسه، يؤكد خبير النفط الكويتي الدكتور عبد السميع بهبهاني، أن مواصفات الحقل المعلن عنها تقلل من قيمته الإنتاجية، ويقول لـ "العربي الجديد"، "لم يعلن عن اختبار الزيت بعد، وبالتالي لا يمكن معرفة القدرة الإنتاجية للبئر"، وبحسب الخبير النفطي الذي عمل لسنوات طويلة في مجال إنتاج النفط في تكساس في الولايات المتحدة الأميركية، فهناك عدة عقبات تواجه الإنتاج من مكمن الحقل، أهمها أنه يحتاج إلى هندسة خاصة للحفر، والإنتاج من المكمن قد يكون مكلفاً جداً، كما أن تقييم المخزون صعب، فالطبقة أفقية مفتوحة، وليس لها شكل هندسي محدد، والمخزون منتشر على هيئة بقع مبعثرة تحتاج إلى تكنولوجيا معينة
لتحديدها، ويضيف: "بما أن الطبقة ضحلة (700 متر) فسوف تكون قريبة من المخزونات المائية العذبة الارتوازية، وستحتاج إلى تحاشي اتصالها مع المحتوى الكيميائي للطبقة والحفر، ومن ثم تلوث المياه الارتوازية".
ويشدد بهبهاني على أن قدرة الإنتاج من هذه الطبقة في الحقول السابقة، لم يتجاوز 5% في المنطقة سابقا، أي بين 3-5 % وهذا المخزون المعلن عنه في هذه المرحلة المبكرة أمر مبالغ فيه، ولا يخلو من بعد سياسي، ويضيف: "خلاصة التقييم هذا أن الاكتشاف في هذا المكمن لا يمكن اعتباره من الحقول التقليدية أو المنافسة للحقول العملاقة كالغوار أو السفانية أو برقان".
وكانت أسهم UKOG قد قفزت أكثر من 200% في تعاملات ما بعد الإعلان عن الحقل الجديد، والذي يقع في منطقة اكتشافات نفطية، ولكن الحقول المجاورة لم تكن تنتج أكثر من مليون برميل في مساحة 1.6 كلم مربع، وبحسب خبراء نفط من السابق للأوان الحديث عن كميات النفط التي يمكن إنتاجها من هورس هيل، خاصة أن مجموعة UKOG قالت إن تقديراتها جاءت بناء على أسس جيولوجية مماثلة في الولايات المتحدة.
ويرجح رئيس مركز السياسات البترولية والتوقعات الاستراتيجية راشد أبانمي، أن يكون للإعلان علاقة بأمور تجارية وتحقيق مكاسب قصيرة ومتوسطة المدى في البورصة، مشددا على أن ما ذكر في الاكتشاف غير منطقي إطلاقا، ويقول لـ "العربي الجديد"، إنه "من الصعب الحديث عن تأثيرات الاكتشاف البترولي الجديد على سوق النفط، أنا لا أشكك فيه، ولكن من المستحيل أن تكون هذه المعلومات صحيحة".
ويشدد أبانمي على أنه من الصعب تصديق إعلان شركة النفط الإنجليزية، وبالتالي لا يمكن القول بتأثير ذلك الاكتشاف على سوق النفط العالمي، لأن خبراً كهذا مبالغ فيه، ويضيف: "بالتأكيد هناك اكتشاف لحقل جديد، ولكن المعلومات التي نُشرت تؤكد أنه من غير المنطقي اكتشاف حقل بهذا الحجم، ولا يُنتج منه سوى 5% فقط، هناك مبالغة في الاكتشاف".
ويستبعد الخبير النفطي أن يكون للإعلان علاقة بالتأثير على سوق النفط، مشدّدا على أن مثل هذه المعلومة لن يعتمد عليها المضاربون والدول المنتجة للنفط إلا بعد التأكد منها فعلا، فسوق النفط سوق قوية لا تتحرك وفق الإشاعات، بل عن طريق تحليلات دقيقة جدا فنيا وعلميا، فهي استثمارات دول، وبنوك أكبر من بعض الدول، ويضيف: "هذه الأمور لا تمر بسهولة على المتعاملين في سوق النفط، استبعد ذلك جدا"، ويتابع، "ربما يكون الهدف من وراء كل ذلك رفع أسعار سهم الشركة صاحبه الاكتشاف في سوق الأسهم، أو ربما يكون له علاقة بتوجيه أسعار النفط في اتجاهات محددة.
وبحسب أبانمي فإن الأسباب التي كانت وراء انهيار أسعار النفط هو تفاعل مجموعة من المتغيرات السياسية والاقتصادية والمالية العالمية التي تزامنت وتداخلت مع بعضها وأدت إلى انخفاض الطلب على النفط، ويضيف أن "هناك انكماشا لم يكن متوقعا في الاقتصاد الأوروبي والصيني والياباني، وتزامن مع ارتفاع قيمة الدولار، ما جعل استيراد النفط أكثر كلفة على الاقتصادات المتباطئة، وبالتالي انخفض حجم الطلب في الوقت الذي ارتفع حجم الإنتاج العالمي من خارج "أوبك"، بالإضافة إلى المضاربات.

اقرأ أيضا:
بريطانيا تكتشف نفطاً تقدر قيمته بـ450 مليار دولار

المساهمون