دعوة سلمان للعبادي تعزّز الاستثمارات السعوديّة العراقيّة

دعوة سلمان للعبادي تعزّز الاستثمارات السعوديّة العراقيّة

30 مارس 2015
من المرتقب أن تبحث السعودية والعراق تعزيز التعاون النفطي(أرشيف/AFP)
+ الخط -

يتوقع أن تسهم دعوة الملك سلمان بن عبد العزيز لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لزيارة الرياض، في تحريك ملف التعاون الاقتصادي الراكد بين البلدين، وهو الأمر الذي قد يسهم في انتعاش التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين ليصل إلى أكثر من 20 مليار ريال سنوياً في الفترة المقبلة، حسب اقتصاديين سعوديين تحدثوا لـ"العربي الجديد".

وكان مكتب العبادي قد أعلن قبل أيام عن تلقيه دعوة من الملك السعودي لزيارة الرياض دون سرد تفاصيل بشأن موعد الزيارة المحتملة والتي ستكون الأولى لعبادي منذ تسلمه منصبه.

وقال خبراء اقتصاد ورجال أعمال سعوديين إنهم يتوقعون أن تكون إعادة فتح منفذ "جديدة

عرعر" وتسهيل التبادل التجاري بين البلدين والتنسيق في مجال أنتاج النفط، وتشجيع الاستثمار الصناعي والعقاري، أهم الملفات الاقتصادية المطروحة على طاولة المباحثات المرتقبة.

ومنذ عام 2006 والتبادل التجاري بين السعودية والعراق ينحصر بجهة السعودية فقط التي

تصدّر للعراق بمتوسط أقل من ملياري دولار سنوياً، لكن هذه البضائع تأتي عبر طرف ثالث، الأردن أو الكويت وسابقاً سورية، وتورّد السعودية العديد من السلع التجارية والآليات الثقيلة للعراق، فيما لا تستورد منه شيئاً.

وشهد التبادل التجاري بين السعودية والعراق تراجعاً في 2014 وكان أفضل رقم جرى تسجيله 11.46 مليار ريال ما يعادل 3.18 مليار دولار في عام 2009، وانخفض في عام 2010 لنحو 1.9 مليار دولار، بينما كان متوسط الأعوام العشرة الماضية ما بين 1.5 إلى 2 مليار دولار.

معبر "جديدة عرعر"

وكان عدد من رجال الأعمال السعوديين طالبوا، العام الماضي، بفتح معبر "جديدة عرعر" على الحدود السعودية/ العراقية بهدف تنشيط التبادل التجاري، معتبرين أن استمرار دخول البضائع السعودية عبر وسطاء في الأردن أو الكويت يتسبب في تكبدهم خسائر كبيرة جراء ما يدفعونه من مبالغ كبيرة لهؤلاء الوسطاء.

وحسب هؤلاء فإن فتح المعبر سيوفر 15% من قيمة الكلفة الإجمالية لنقل البضائع إلى العراق.

وتوقع رئيس لجنة الصادرات السابق في الغرفة التجارية والصناعية بالرياض، أحمد الكريديس، أن توفر إعادة فتح معبر "جديدة عرعر" على المصدرين السعوديين كثيراً من تكاليف النقل الذي يتم عبر طرف ثالث.

وكان الملحق التجاري بسفارة العراق لدى السعودية، علي جابر العطي، كشف أن هناك مفاوضات جادة لفتح المعبر الذي يبعد عن مدينة كربلاء العراقية 150 كم.

وحسب رئيس الغرفة التجارية بالعاصمة الرياض، عضو مجلس الشورى السابق، الدكتور عبد الرحمن الزامل، فإن دعوة الملك سلمان لرئيس وزراء العراق خطوة هامة نحو تصفية الأجواء العربية، كما أنها ستكون مفيدة من الناحية الاقتصادية لكلا للبلدين.

ويقول الزامل، لـ"العربي الجديد": "إن السعودية هي من تورّد ما تحتاجه المدن العراقية الجنوبية والشرقية من البصرة وحتى بغداد، فهي مصدر رئيس لواردات العراق، وهناك استثمارات سعودية مهمة في العراق في القطاعات الصناعية والعقارية".

وكان الزامل قد طرح قبل نحو عام أمام الجهات السعودية المختصة ملف أعادة فتح معبر

جديدة عرعر بهدف تسهيل عمليات التبادل التجاري بين السعودية والعراق، ويقول الزامل: "نتوقع أن يناقش الملك سلمان مع العبادي إعادة فتح المعبر، فهو معبر استراتيجي، وإذا ما تمت أعادة فتحه فسينعكس بشكل كبير على الاقتصاد في البلدين، فهو سيخفض تكلفة تصدير السعودية للعراق والبضائع. كما أن فتح المعبر سينعش المناطق الشمالية من السعودية والمناطق الغربية من العراق، لأن حركة السيارات والنقل ستزيد على هذا الطريق الاستراتيجي، فمثل هذه الخطوات هي التي ستساهم في القضاء على الفقر في الدول العربية".

ولا يعتقد الزامل أن يكون الوضع الأمني والسياسي المتوتر في العراق عاملاً مقلقاً للمستثمرين

السعوديين، ويشير إلى أن المهم الآن هو البدء بالخطوة الأولى عبر الإجراءات التي تشجع على العمل، ويضيف: "لا نقول إن المستثمرين سيبدأون في الاستثمار فوراً، ولكن لنبدأ التصدير أولاً وبلا عوائق، والتجارة هي التي ستتحول للاستثمار في ما بعد".

ويتابع: "إن المصالح السياسية والقومية تتأثر بالانتعاش الاقتصادي، فمسؤولية العراق هي مسؤوليتنا جميعاً، فكل الدول العربية مكمّلة لبعضها البعض، وهذا ما يجب أن يحدث".

فرص وافرة لدعم الاقتصاد

"لن تكون زيارة مجاملة"، هذا ما قاله رئيس لجنة المكاتب الاستشارية الوطنية، الدكتور عاصم عرب، متوقعاً أن تفتح الزيارة مجالات واسعة للتعاون الاقتصادي المفيد للطرفين، وسيكون النفط حاضراً بقوة خلال المباحثات، فالعراق ما زال أحد أكبر منتجي النفط في العالم حيث ينتج نحو 10 ملايين طن يومياً، وهو بحاجة لتطوير صناعاته النفطية، حسب عرب، الذي يقول لـ"العربي الجديد": "سيكون النفط صاحب الأولوية في المباحثات المنتظره، فالعراق يعاني من مشاكل كبيرة في عملة الإنتاج، وأعتقد أن الزيارة ستكون مفتوحة الآفاق، وتكون مثيلة بزيارة الملك فهد رحمه الله للعراق، ففيها وقعت الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين"، ويتابع: "سيكون محور الزيارة النفط والاقتصاد إلى جوار السياسة".

ويشدد عرب على أن "الدعوة السعودية الموجهة للعبادي، تستهدف المساهمة في إنقاذ العراق

ممّا يعانيه".

ويضيف: "هناك الكثير من أوجه التعاون الاقتصادي الممكنة بين البلدين، فالعراق بلد كبير ولكنه عانى من حصار اقتصادي طويل. كثير من السلع الغير عراقية باتت تملأ متاجره".

وحسب عرب فإن فرص تعزيز التعاون الاقتصادي كبيرة في ظل وجود حدود سعودية/ عراقية طويلة جداً، وفيها معبران مهمان، وسيفيد تطوير هذين المعبرين الاقتصاد في كلا البلدين، وسيعود بالنفع على الصناعات السعودية الجيدة، ويضيف: "يحتاج العراق للعديد من السلع، كان هناك مقترح لفتح منطقة تجارة حرة".

ويشدّد عرب على أن العراق دولة شقيقة جرى اختطافها من الجامعة العربية، مشيراً إلى أن السعودية حاولت منذ عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز إعادة التواصل معها، وطلب عقد مؤتمر يجمع كل الأطياف السياسية في العراق ليتحاوروا، ولكن رئيس الوزراء السابق، المالكي، رفضها كي لا يفقد منصبة، مضيفاً: "عندما جاء العبادي رئيساً للوزراء، كانت السعودية من أوائل الدول التي رحبت بقدومه، واعتبرتها فرصة لمناقشة كل أوجه التعاون".


اقرأ أيضاً:
العهد الجديد في السعودية..استقرار السياسات والأولوية للداخل

المساهمون