تركيا وروسيا..إسقاط طائرة عسكرية يهدّد مشاريع الطاقة والسياحة

تركيا وروسيا..إسقاط طائرة عسكرية يهدّد مشاريع الطاقة والسياحة

25 نوفمبر 2015
من آخر لقاء بين أردوغان وبوتين خلال قمة "العشرين"(الأناضول)
+ الخط -

أثارت حادثة إسقاط طائرة "سو-24" الروسية على الحدود السورية التركية تساؤلات حول مستقبل العلاقات الاقتصادية بين روسيا وتركيا، خاصة مشاريع السياحة والطاقة، وفي مقدمتها مشروع "السيل التركي" لنقل الغاز عبر البحر الأسود.

ولوّح رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، باحتمال إلغاء عدد من المشاريع المشتركة الكبرى وخسارة تركيا حصصها في السوق الروسية كـ"نتيجة مباشرة" للحادثة.

ونقلت صحيفة "كوميرسانت" الروسية عن مصدر رفيع في الرئاسة الروسية قوله إن القرارات التي ستتخذ قريبا ستكون "حازمة"، وستؤثر على العلاقات الروسية التركية في مجالات كثيرة. وأوضح المصدر أن عملاق الغاز الروسي شركة "غازبروم"، مثلا، ستقيّم في ختام مشاورات الخبراء ما إذا كانت هناك جدوى من تحقيق مشروع "السيل التركي".

وقد تأخر بدء تنفيذ المشروع بسبب الانتخابات البرلمانية المبكرة في تركيا نظرا لارتباطه بتشكيل الحكومة. وكان من المقرر أن تبلغ الطاقة التمريرية لـ"السيل التركي" 63 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، إلى أن أعلنت "غازبروم" تقليصها إلى 31.5 ملياراً. وينص المشروع على مد خط أنابيب الغاز عبر قاع البحر الأسود إلى تركيا وإنشاء مجمع للغاز على الحدود التركية اليونانية لنقله إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.

وتعتبر تركيا ثاني أكبر مشترٍ للغاز الروسي بعد ألمانيا، إذ قامت "غازبروم" بتوريد 27.3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى تركيا في عام 2014، ما يعادل حوالي 60% من حاجياتها.

ورأى آمور غادجييف، الباحث في الشؤون التركية بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن روسيا ستلتزم بعقود توريد الغاز المبرمة بالفعل حرصا على سمعتها كمورد يمكن الاعتماد عليه، لكن تحقيق مشاريع جديدة بات مرهونا باعتذار تركيا عن حادثة الطائرة.

وقال غادجييف لـ"العربي الجديد": "يتوفر لدى روسيا ما يكفي من خطوط الأنابيب لنقل الغاز إلى أوروبا، بينما تحتاج تركيا إلى "السيل التركي" لتحقيق طموحاتها في أن تصبح مركزا إقليميا لعبور الغاز".

ويشير الباحث إلى أن الغاز الإيراني لن يشكل بديلا للغاز الروسي، "نظرا لمرور الخط عبر المناطق المضطربة في جنوب شرق تركيا، وسبق لحزب العمال الكردستاني أن دبر بضعة تفجيرات هناك".

ومن المرجح ألا تؤثر حادثة الطائرة على استمرار تحقيق مشروع محطة أك كويو النووية، وهي أول محطة نووية في تركيا، وتتولى شركة "آتوم ستروي إكسبورت" الروسية تنفيذه. وقد استثمرت روسيا بضعة مليارات من الدولارات في المشروع، بينما يزداد الطلب على الطاقة الكهربائية في تركيا بنسبة 8% سنويا، وبذلك يشكل المشروع أهمية بالغة بالنسبة إلى البلدين. 

وفي مجال السياحة، توقفت الشركات السياحية الروسية الكبرى عن حجز الرحلات إلى تركيا تنفيذا لتوصيات وزارة الخارجية الروسية ووكالة السياحة "روس توريزم".

ورغم أن تركيا كانت الوجهة الأولى للسياح الروس في العام 2014 عندما استقبلت قرابة 3.3 ملايين سائح روسي، إلا أن حظر الرحلات في الفترة الحالية لن يكون له تأثير كبير على قطاع السياحة في تركيا، لأنها لا تعتبر وجهة للسياحة الشتوية على عكس مصر. وقدّر عدد السياح الروس الموجودين في تركيا حاليا بنحو عشرة آلاف فقط، وذلك مقابل 80 ألفا كانوا موجودين في مصر وقت إعلان حظر الرحلات إلى المطارات المصرية.

لكن خسائر تركيا ستبلغ مليارات الدولارات في حال استمرار توقف حركة السياحة الروسية حتى بداية ذروة الموسم في نهاية الربيع المقبل.

وتعتبر روسيا ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا بعد بلدان الاتحاد الأوروبي، ويزيد حجم التبادل التجاري بين البلدين عن 30 مليار دولار سنويا غير شاملة قطاع الخدمات.