هل يبقى الاقتصاد بمنأى عن التوترات بين موسكو وأنقرة؟

هل يبقى الاقتصاد بمنأى عن التوترات بين موسكو وأنقرة؟

10 أكتوبر 2015
أردوغان يصعّد من لهجته ضد روسيا (أرشيف/Getty)
+ الخط -


على مدى أكثر من أربع سنوات، ظلت الخلافات بين موسكو وأنقرة بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد بعيدة عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين. لكن بعد التدخل الروسي المباشر في سورية وانتهاك الطيران الروسي المجال الجوي التركي، صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من لهجته تجاه روسيا، محذرا من تأثير الخلافات على إمدادات الغاز الروسي إلى تركيا ومصير محطة أك كويو النووية.

ولما كان حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا يفوق 30 مليار دولار سنويا، وتعتبر روسيا ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا بعد بلدان الاتحاد الأوروبي، فيما يزور أكثر من ثلاثة ملايين سائح روسي تركيا سنويا، فإن مصالح اقتصادية كبرى قد تكون على المحك في حال زيادة حدة التوتر بين البلدين.

وعلى صعيد الطاقة، تعتبر تركيا ثاني أكبر مشتري للغاز الروسي بعد ألمانيا، حيث قام عملاق الغاز الروسي "غازبروم" بتوريد 27.3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى تركيا في عام 2014.

ووسط التصعيد في العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي بسبب الوضع في أوكرانيا وإلغاء مشروع "السيل الجنوبي"، اتفقت موسكو وأنقرة على مد خط "السيل التركي" عبر قاع البحر الأسود إلى تركيا وإنشاء مجمع للغاز على الحدود التركية اليونانية لنقله إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.

وكان من المقرر أصلا أن تبلغ الطاقة التمريرية للمشروع 63 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، إلى أن أعلن "غازبروم" قبل أيام تقليصها إلى 31.5 مليار.

وتتولى شركة "آتوم ستروي إكسبورت" الروسية مشروع بناء أول محطة نووية في تركيا، وقد استثمرت فيه ثلاثة مليارات دولار حتى الآن، بحسب تصريحات أردوغان. وتمتلك شركة النفط الروسية "لوك أويل" سلسلة من محطات التموين بالوقود في تركيا.

ونظرا لحجم المصالح الاقتصادية بين روسيا وتركيا، أكد دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه تم إبلاغ الأخير بتصريحات أردوغان. وقال بيسكوف للصحافيين: "نثمن عاليا العلاقات الثنائية مع تركيا، ونأمل في استمرار تطور هذه العلاقات".
 
وسارعت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا هي الأخرى للتأكيد على عدم وجود أسباب لتراجع العلاقات الروسية والتركية "وبصفة خاصة العلاقات الاقتصادية".
 
ورجح مصدر في أوساط الأعمال الروسية التركية لـ"العربي الجديد" أن يكون أردوغان قد أدلى بتصريحاته منفعلا بسبب الخلافات حول سورية. إلا أن المصدر اعتبر أن الحديث عن احتمال تراجع العلاقات الاقتصادية بين البلدين سابق لأوانه.


اقرأ أيضاً: خبراء يستبعدون تخلّي تركيا عن الغاز الروسي

المساهمون