زيادة السيارات المستعملة تنعش مهنة الميكانيكي في مصر

زيادة السيارات المستعملة تنعش مهنة الميكانيكي في مصر

05 أكتوبر 2015
إصلاح السيارات القديمة مصدر رزق آلاف المصريين (أرشيف/Getty)
+ الخط -


ميكانيكي السيارات من المهن الشاقة، إذ تتطلب أحيانا العمل لمدة تزيد على 18 ساعة، لكنها مهنة مربحة لاعتماد معظم السوق المصري على السيارات المستعملة التي لا تستغني عن هذه المهنة، هذا ما قاله، الميكانيكي محمد مهدي، لـ"العربي الجديد".

وأكد مهدي، الذي يعمل بورشة إصلاح سيارات في حي إمبابة بمحافظة الجيزة (غرب العاصمة القاهرة)، إن مهنته تتطلب الدقة والتركيز وسرعة الفهم لإصلاح الأعطال التي تتعرض لها السيارات، ورغم ذلك لا تحتاج لشهادات تعليمية ومعظم العاملين بها أميّون أو متسربون من التعليم، وأفضلهم تعليماً حاصل على شهادات متوسطة.

وأوضح، مهدي، الذي يبلغ عمره 36 سنة وحاصل على دبلوم تجارة، أن يوم العمل للميكانيكي يبدأ في المعتاد من الساعة الثامنة صباحا، وليس له موعد محدد لإنهاء العمل، على حسب حجم العمل، فهو لا يستطيع الخروج من الورشة قبل إنهاء عمله.
 
وأضاف أن أجرة الميكانيكي مختلفة من ورشة إلى أخرى حسب سنوات الخبرة وجودة العمل، فهي تتراوح، بين 50 و150 جنيها (الدولار = 7.73 جنيهات) يومياً، بالإضافة إلى البقشيش (مبالغ إضافية) الذي يحصل عليه من الزبائن والعملاء، موضحاً أن هذه المهنة توفر فرص عمل مجزية لآلاف العاطلين.

وأشار مهدي، الذي يعمل في هذا المجال منذ 15 عاما، إلى أن مهنته لا تعتمد على إصلاح العيوب والأعطال فقط ولكن تمتد إلى صيانة السيارات والشاحنات التي تعمل بالبنزين والسولار، وتطورت مع التقدم التكنولوجي في الآلات التي تستخدم في عمليات التصليح.

وأوضح أنه لتحديد مكان العطل يقوم الميكانيكي بعمل اختبار لمعرفة ما إذا كانت مكونات
المحرك ونظم التأمين تعمل بالشكل الصحيح والعمل على تغير العنصر أو الجزء الذي به عطل إما بتصليحه أو تغيره.

ويستخدم الميكانيكي مجموعة من الأدوات المتنوعة مثل اللهب للحام القطع وإزالة وإصلاح العوادم، والرافعات لرفع السيارات والمحركات، بالإضافة إلى المعدات اليدوية وهو ما يعرض العاملين في هذا المجال إلى مخاطر كبيرة.

وأوضح مهدي، والذي يعول أسرة مكونة من ثلاثة أولاد وأمه وزوجته، أنه لا يحصل إلا على يوم واحد فقط إجازة في الأسبوع، وهو يوم الأحد كعادة أغلب الميكانيكية.

ويضيف أنه رغم حصوله على دخل جيد مقارنة بمهن أخرى، إلا أن ارتفاع الأسعار من مأكل وملبس ومصاريف مدارس يلتهم كل دخله تقريبا.

اقرأ أيضاً: أسعار الوقود تضرب سوق السيارات المستعملة في مصر

ولفت النظر إلى أن الإقبال يزيد في عطلات نهاية الأسبوع، موضحاً أن بعض السكان يتوجهون بالشكوى للجهات المختصة، بسب الضوضاء التي تسببها الورش في بعض الأماكن المزدحمة بالسكان.

وتعاني سوق السيارات المستعملة والحديثة ركوداً في المبيعات الفترة الماضية بسبب تراجع المؤشرات الاقتصادية وارتفاع الأسعار.

وقال رئيس شعبة وكلاء وموزعي السيارات، عفت عبد العاطي، لـ"العربي الجديد"، إن الجهة التي تتابع حجم المبيعات في مصر هي مؤسسة (إيميك) التي تقدم تقارير شهرية عن حجم المبيعات، ولكن تعتمد في تقاريرها على الجمارك ومعدلات إنتاج مصانع السيارات الجديدة، اما وحدات المرور فتكون أشمل لأنها ترصد جميع السيارات الحديثة والقديمة التي ترخص سنوياً.
 
وأكد عبد العاطي تراجع مبيعات القطاع خلال النصف الأول من العام بنسبة ملحوظة، تأثرا بسوء الوضع الاقتصادي الذي أثر على جميع القطاعات، ومنها السيارات، بالسلب بشكل قلص من المبيعات. وأضاف أن عملاء فضلوا في الفترة الأخيرة الاكتفاء بالسيارات المستعملة، وعدم شراء الجديد، خوفا من تدهور الأوضاع.

وتوقع استمرار تراجع المبيعات خلال باقي العام تأثرا بارتفاع سعر الدولار مؤخرا، مشيراً إلى أن القيود المستمرة على الاستيراد والإيداع المصرفي عطّلت عمليات الاستيراد.

ولفت إلى أن العملاء متخوفون من الشراء في ظل هذا الوضع الحالي غير المشجع، رغم حرص الشركات على تقديم عروض ترويجية وتخفيضات.

وحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ عدد المركبات المرخصة حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول من عام 2014 نحو 7.9 ملايين مركبة منها 3.1 ملايين مركبة بنسبة 39.7% في المحافظات الحضرية، و2.4 مليون مركبة بنسبة 30.5% في محافظات الوجه البحري ، و2.2 مليون مركبة بنسبة 27.5% في محافظات الوجـه القبلي، و184.0 ألف مركبة بنسبة 2.3% بمحافظات الحدود.

وجاءت القاهرة في المرتبة الأولى، بعدد 2.2 مليون مركبة بنسبة 27.9%، تليها الجيزة بعدد 921.5 ألف مركبة بنسبة 11.7% ، ثم الإسكندرية (شمال) في المرتبة الثالثة بعدد 702.1 ألف مركبة بنسبة 8.9%.


اقرأ أيضاً: مصر: رحيل شركات عالمية رغم وعود حكومية بجذب الأموال

دلالات

المساهمون