أرامكو تعلق مشروع وقود بملياري دولار

أرامكو تعلق مشروع وقود بملياري دولار

03 يناير 2015
السعودية تصر على عدم خفض إنتاج النفط (أرشيف/Getty)
+ الخط -
قالت ثلاثة مصادر لـ "رويترز" إن شركة ارامكو السعودية، المملوكة للدولة، علقت خططاً لبناء محطة للوقود النظيف بتكلفة ملياري دولار في أكبر مصفاة تابعة لها في راس تنورة.
ويبدو أن المشروع سيكون من بين أول المشروعات التي يجري تعليقها في السعودية بسبب انخفاض أسعار النفط بحوالي 50% في الشهور الستة الماضية. وكان من المقرر لمشروع الوقود النظيف في رأس تنورة -الذي يشمل وحدة لتكسير النفتا- أن ينفذ ضمن المرحلة الثانية من تطوير مصافي أرامكو. وكان من المقرر اصلاً أن يبدأ التشغيل في 2016.
وقال مصدر مطلع على الأمر "سحبوا عملية تقديم العروض" دون إعطاء اي اسباب. وقال مصدر آخر "أشاروا إلى أنهم سيؤجلون المشروع عاماً وسيعيدون طرح عملية تلقي العروض". وقال المصدر الثاني إن أرامكو تعيد تقييم مشروعاتها عقب انخفاض أسعار النفط لتحديد ما ينبغي أن تكون له الأولوية.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، قال خالد الفالح الرئيس التنفيذي لأرامكو إن تحركات أسواق النفط لن تعرقل استراتيجية أرامكو الطويلة الأجل. ولم يتسن الحصول على تعقيب من مسؤولين بالشركة.
وكانت أرامكو دعت الشركات في 2013 لتقديم عروض لمشروع راس تنورة لكنها قررت لاحقاً عقد جولة ثانية لتلقي العروض بعدما جاءت المقترحات أعلى من ميزانيته. وألغت الشركة أيضاً إحدى حزم العقود الخاصة بانتاج الباراكسيلين بعدما خلصت إلى أنه غير مجد اقتصاديا.
وقال أحد المصادر إنه كان من المقرر أن تغلق جولة تقديم العروض الجديدة في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني لكن ذلك تأجل قبل اتخاذ القرار بتأجيل المشروع.

إلى ذلك، دعا مسؤول إيراني السعودية للتحرك لدعم أسعار النفط. وقال حسين أمير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية، لرويترز إن انخفاض أسعار النفط العالمية سيلحق ضرراً بالدول في منطقة الشرق الأوسط ما لم تتحرك السعودية -أكبر مصدر للخام في العالم- للتصدي لهذا الانخفاض.
ووصف عبد اللهيان عدم تحرك السعودية في مواجهة الانخفاض في اسعار النفط المستمر منذ ستة أشهر بأنه خطأ استراتيجي. وقال إنه لا يزال يأمل بأن المملكة - المنافس الرئيسي لإيران في الخليج- ستعمل على وقف انخفاض أسعار النفط.
وأغلقت اسعار النفط في بداية تعاملات العام الجديد 2015 عند أدنى مستوى في خمس سنوات ونصف مسجلة ثاني أكبر خسارة سنوية على الإطلاق بعدما اختار المنتجون في منظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبك" وفي مقدمتهم السعودية الحفاظ على مستويات الانتاج رغم تخمة المعروض العالمي ودعوات من بعض الأعضاء ومنهم إيران وفنزويلا لخفض الانتاج.
وقال عبد اللهيان "توجد عدة أسباب لانخفاض سعر النفط لكن السعودية بوسعها اتخاذ خطوة للقيام بدور إيجابي في هذا الوضع الصعب." وأضاف "إذا لم يساعد السعوديون في وقف انخفاض سعر النفط... فهذا خطأ استراتيجي ستكون له نتيجة سلبية على كل دول المنطقة".
وتسلط تصريحاته الضوء على التوتر المستمر بين البلدين اللذين يتنافسان على النفوذ الإقليمي رغم الآمال في تقارب بينهما منذ تولى حسن روحاني رئاسة الجمهورية الإسلامية في أغسطس/ آب 2013.
وقال عبد اللهيان إن بلاده ستجري مزيداً من المناقشات مع السعودية بشأن سعر النفط من خلال المسؤولين النفطيين في أوبك وأيضا عبر وزارة الخارجية. لكنه لم يذكر تفاصيل محددة بشأن الموعد المحتمل لأي اجتماع. وقالت السعودية الشهر الماضي إنها لن تخفض الانتاج لدعم أسعار الخام حتى وإن فعلت الدول غير الأعضاء في أوبك ذلك.

المساهمون