200 ألف عاطل في غزة

200 ألف عاطل في غزة

17 يناير 2015
البطالة تفاقم مشاكل الغزيين (أرشيف/getty)
+ الخط -

عاد الفلسطيني خميس زين الدين (47 عاما) إلى منزله، وقد أنهكت قواه بعد يوم طويل قضاه في بيع قطع الحلوى، التي يصنعها بيده، ويداوم يومياً على بيعها أمام بوابات مدارس مدينة غزة، ليتمكن من توفير ما يسد به رمق أبنائه الثمانية وزوجته.

وبات زين الدين، على هذا الحال منذ أن فقد عمله في البناء داخل إسرائيل بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000، وما تبعها من تطورات في أراضي السلطة الفلسطينية وقطاع غزة على وجه الخصوص، ما أدى إلى تدهور أوضاعه الاقتصادية واضطراره للعمل في أي مهنة لتوفير قوت يومه.

وفي الربع الأخير من العام الماضي 2014، اندلعت حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة تسببت بتدمير أكثر من 500 منشأة اقتصادية، وتسببت في ارتفاع نسبة البطالة في القطاع، إلى 60%، بينما ارتفعت نسبة الفقر إلى 80%، وبلغ متوسط دخل الفرد دولارا فقط، وفق إحصائية أصدرتها اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن قطاع غزة.

ويقول زين الدين لمراسلة "العربي الجديد"، بنبرة حزينة: "بعد اندلاع انتفاضة عام 2000 بدأت أبحث عن عمل لمدة عام كامل إلى أن عملت في البناء مع أحد أقاربي براتب زهيد، وبقيت على هذا الحال حتى العام 2007 (في ذلك الوقت قننت إسرائيل توريد مواد البناء إلى القطاع بعد سيطرة حماس عليه)".

وأوضح أنه عمل بعدها كعامل نظافة في إحدى الجمعيات الخيرية بأجر لا يكاد يكفي لتوفير طعام لأطفاله، إلا أن الجمعية أغلقت أبوابها بعد عامين، ليتجه الرجل لبيع قطع الحلوى أمام بوابات المدارس، منذ أكثر من خمس سنوات.

ويشير زين الدين، الذي يقطن في منزل قديم ومتهالك، إلى أن بعض الجمعيات الخيرية تقدم لأسرته طرودا غذائية ومساعدات مالية على فترات متباعدة، بينما يحصل كل ثلاثة أشهر على طرد غذائي من وزارة الشؤون الاجتماعية.

أما الفلسطيني محمود الأقرع -43 عاما- فكان حظه أوفر من سابقه، فهو يعمل كسائق سيارة أجرة منذ أن توقف عن العمل داخل إسرائيل، ولكنه أيضا لا يستطيع تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرته المكونة من ستة أفراد.

ويبلغ متوسط دخل الأقرع بشكل يومي 40 شيكلا (10 دولارات)، يقول إنها لا تكفي لتوفير الطعام لأسرته، بينما يبقى توفير بقية الاحتياجات رهن المساعدات المالية، التي يحصل عليها بين الحين والآخر من بعض أقاربه.

ويتمنى الكهل الفلسطيني، أن يجد اهتماما من بعض الجهات الحكومية هو وأكثر من 200 ألف عامل في قطاع غزة.

وأوضح الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، في بيان صحافي، وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، أن حكومة التوافق الفلسطينية تجاهلت منذ تشكيلها في الثاني من يونيو/حزيران الماضي 200 ألف عامل عاطل عن العمل، مشيراً إلى أنه منذ تشكيل حكومة الوفاق، ألغت برنامج التشغيل المؤقت الذي كانت حكومة غزة السابقة تقدمه للعمال.

وأوضح أن برنامج التشغيل المؤقت للعمال كان له أثر واضح في التخفيف من الأوضاع الاقتصادية الصعبة لآلاف العائلات العمالية الفقيرة.

ولفت إلى أن أعداد العمال كانت قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة قرابة 160 ألف عامل، ولكن تدمير إسرائيل لنحو 500 منشأة صناعية خلال العدوان الأخير، زاد من عدد العمال العاطلين عن العمل إلى 200 ألف عامل.

وذكر أن ارتفاع عدد العمال العاطلين عن العمل في قطاع غزة إلى أكثر من 200 ألف عامل، يعد مؤشرا قياسيا وخطيرا في حال لم تقم حكومة التوافق الفلسطينية بتنفيذ برامج تشغيلية لهؤلاء العمال.

المساهمون