"بلومبيرغ": السعودية تخفّض إنتاج النفط... استعدوا لتغريدات ترامب

"بلومبيرغ": السعودية تخفّض إنتاج النفط... استعدوا لتغريدات ترامب

06 يناير 2019
ترامب يسعى لانخفاض أسعار النفط (Getty)
+ الخط -

تختلف قائمة الأمور التي ينتقدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريداته من يوم إلى آخر. لكن ترامب قد يضطر قريباً لتوجيه غضبه مجدداً ضد أسعار النفط وإمدادات حليفته المملكة العربية السعودية، وفق تقرير نشرته اليوم الأحد وكالة "بلومبيرغ".

وتحقق المملكة الصحراوية بالفعل وعدها بخفض العرض النفطي، وتشير البيانات الأولية إلى أن أكبر عملية قطع تتم في الواردات النفطية إلى الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، ارتفع السعر الذي تفرضه على المشترين الأميركيين من الخام إلى مستويات قياسية في ما يتعلق بشحنات فبراير/شباط المقبل. قد يكون هذا خبراً سيئاً بالنسبة لرئيس احتفل لتوه بتراجع أسعار الغاز.

وقد اجتمعت الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول (OPEC +) في ديسمبر/ كانون الأول، وبعد أن تولت روسيا زمام الأمور، وافقت في النهاية على خفض الإمدادات بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً من يناير/كانون الثاني الحالي.

وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن ذلك يعني خفض الإنتاج إلى ما يزيد قليلاً عن 10.3 ملايين برميل، لكنها تعهدت بالمضي إلى أبعد من ذلك، إذ قال وزير النفط خالد الفالح للصحافيين والمحللين إنه سيتم تخفيض الإنتاج ليصل إلى 10.2 ملايين برميل يوميا في يناير.

وكانت المهمة الأولى هي إزالة طفرة الإنتاج التي حدثت في نوفمبر/تشرين الثاني والتي ساعدت في انخفاض الأسعار التي أشاد بها ترامب. وقد عاد الإنتاج السعودي في شهر ديسمبر/ كانون الأول إلى ما دون خط الأساس لشهر أكتوبر/تشرين الأول، الذي استخدم في التخفيضات التي وعدت بها المملكة وغيرها من الدول النفطية.

وخفض إنتاج الخام السعودي إلى 10.65 ملايين برميل يومياً في ديسمبر من 11.07 مليون برميل في نوفمبر، لم يكن ما أراده ترامب، نظرا لما كتبه غوغل في اليوم السابق لبدء اجتماع أوبك في فيينا. في ذلك الوقت، كانت أسعار النفط الخام في خضم أسوأ انخفاض فصلي لها خلال أربع سنوات.

ويشير تتبع بلومبيرغ لصادرات النفط الخام من المملكة العربية السعودية إلى أن أكبر انخفاض في التدفقات من المملكة كان في حجم المبيعات للولايات المتحدة، حيث انخفضت بنسبة 60 في المائة تقريباً بين نوفمبر وديسمبر إلى ما يزيد قليلاً عن 350 ألف برميل يومياً. هذا هو الرقم الأدنى منذ أن بدأت بلومبيرغ في تتبع هذه التدفقات في يناير/كانون الثاني 2017.

عدد صغير من السفن التي تشير إلى أنها متجهة إلى قناة السويس أو سنغافورة قد تذهب في النهاية إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن انخفاض شحنات النفط الخام السعودي إلى الموانئ الأميركية سيبدأ بالظهور جلياً بعد حوالي ستة أسابيع.

بحلول منتصف فبراير/ شباط، يمكن أن تنخفض واردات الولايات المتحدة من نفط المملكة إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من 30 عامًا، وفقًا لبيانات من وزارة الطاقة. آخر مرة انخفض فيها التدفق من السعودية إلى الولايات المتحدة إلى أقل من نصف مليون برميل في اليوم كانت في منتصف الثمانينات، بعدما خفضت المملكة إنتاجها بنسبة 80 في المائة على مدى أربع سنوات في محاولة فاشلة في نهاية المطاف لدعم أسعار النفط.

ليس هذا الانخفاض في الحجم فقط هو الذي سيثير ترامب. سعر هذا النفط لن يجعله سعيدًا أيضًا. تحدد المملكة العربية السعودية أسعار نفطها الخام قبل شهر من تحميلها في محطات التصدير الخاصة بها، لذا فقد نشرت للتو قائمة أسعارها لشهر فبراير/شباط.

فروقات الأسعار بالنسبة للمشترين في الولايات المتحدة كانت ترتفع منذ أغسطس/ آب، وتقترب الآن من مستويات قياسية. الخام السعودي الثقيل، وهو البديل الأقرب لتراجع الإمدادات من فنزويلا والمكسيك، هو أغلى سعر منذ عام 2009 من حيث القيمة النسبية.

من المنطقي، وفق بلومبيرغ، أن تركز المملكة العربية السعودية تخفيضاتها على المبيعات إلى الولايات المتحدة، البلد الوحيد الذي ينشر بيانات أسبوعية مفصلة عن واردات النفط ومستويات المخزون.

وهذا يعني أن التخفيضات ستكون واضحة بشكل أسرع من التخفيضات المماثلة في الوجهات الأخرى، لذا فإن انخفاض الواردات إلى أميركا يجب أن يكون له تأثير أكثر فورية على توقعات الأسعار.

لا يوجد سبب للشك في أن الفالح سيفعل ما قاله في فيينا. فقط بعد خفض الصادرات إلى الولايات المتحدة في يوليو/ تموز 2017، بدأت أسعار النفط في التعافي، وتأمل المملكة العربية السعودية تحقيق تأثير مماثل هذه المرة أيضًا، ما سيطلق مجدداً رسائل غاضبة من الرئيس الأميركي.

المساهمون