استمع إلى الملخص
- الاقتصاد المغربي أضاف 167 ألف فرصة عمل، معظمها في المدن، لكن العمل غير المؤدى عنه يخفف من حدة البطالة، خاصة في الأرياف، حيث يئس العديد من البحث عن عمل.
- توقعات بارتفاع البطالة خلال العام المقبل، مع استمرار ضعف النمو الاقتصادي الذي لا يستوعب الأعداد المتزايدة من الشباب الباحثين عن عمل.
كشفت المندوبية السامية للتخطيط الحكومية في المغرب، في تقريرها حول وضعية سوق العمل، الصادر أمس الثلاثاء، أن معدل البطالة وصل إلى 13.1% في الربع الثالث من العام الجاري، مقابل 13.6% في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضحت المندوبية أن عدد العاطلين انخفض بحوالى 55 ألف شخص، لينتقل من 1.68 مليون عاطل إلى 1.62 مليون عاطل، غير أن معدل البطالة العام لا يخفي بعض التفاصيل المقلقة، فقد انتقل في المدن من 17% إلى 16.3%، ومن 7.4% إلى 6.9% في الأرياف، ويتضح أن البطالة ارتفعت وسط النساء منتقلة من 20.8% إلى 21.6%، بعدما تراجعت بين الرجال من 11.6% إلى 10.6%.
ويبقى معدل البطالة مرتفعاً وسط الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 عاماً، رغم انخفاضه من 39.5% إلى 38.4%، كما يظل مقلقاً وسط حاملي الشهادات، الذي تراجع بينهم من 19.8% إلى 19%.
وتمكن الاقتصاد المغربي من إحداث 167 ألف فرصة عمل بين الربع الثالث من العام الماضي ونفس الفترة من العام الحالي، وهو ما تحقق عبر توفير 164 ألف فرصة في المدن و3 آلاف فرصة عمل في الأرياف. ويشدد الخبير في القطاع الزراعي، محمد الهاكش، على "وجود أشخاص يمارسون عملاً غير مؤدى عنه أو عملاً ناقصاً، ما يخفف من حدة البطالة. فقد انتقل حجم النشيطين المشتغلين في حالة الشغل الناقص، من 1.06 مليون شخص إلى 1.19 مليون شخص".
ويوضح في تصريح لـ"العربي الجديد" أن معدل البطالة في الأرياف يخفف منه شيوع العمل غير المؤدى عنه، كما أن العديد من الأشخاص يئسوا من إمكانية الحصول على فرصة عمل في المدن والأرياف وكفّوا عن التطلع إلى تحقيق حلمهم في الفوز بفرصة عمل.
وتلاحظ المندوبية السامية للتخطيط تراجع معدل النشاط من 43.6% إلى 43.3%، وقد انتقل من 42.5% إلى 42.3% في المدن، ومن 45.7% إلى 45.2% في الأرياف. وتضغط البطالة على الحكومة المغربية كي توفر فرص عمل للعاطلين، خاصة الشباب والخريجين والنساء، علماً أن توفير فرص عمل كان من المطالب التي ركزت عليها احتجاجات "جيل زد" في الفترة الأخيرة، وتوقع صندوق النقد الدولي في تقريره، بمناسبة اجتماعاته السنوية في واشنطن، أن ينتقل معدل البطالة من 13.3% إلى 13.1% في العام الحالي، ثم 12.7% في العام المقبل.
ولا تخفي الأسر مخاوفها من ضعف فرص العمل التي يوفرها الاقتصاد المغربي، فقد توقعت 70.5% من الأسر، في الربع الثالث من العام الجاري، حسب بحث المندوبية السامية للتخطيط، ارتفاعاً في مستوى البطالة خلال 12 شهراً المقبلة.
ولا يساعد معدل النمو الاقتصادي في المغرب الذي ناهز 4% من الناتج الإجمالي المحلي في السنوات الأربع الأخيرة على توفير فرص عمل كثيرة تستوعب جزءاً من الشباب من جميع الفئات الذين يصلون إلى سوق العمل البالغ عددهم 300 ألف سنوياً. وقد ساهم الجفاف الذي شهده المغرب في السنوات السبع الأخيرة في تكريس عدم تحقيق معدل نمو اقتصادي قوي يوفر فرص عمل تستوعب جزءاً كبيراً من الشباب المقبل على سوق العمل، علماً أن النموذج التنموي أوصى بنقل معدل النمو إلى 6%.