13.4 مليون سوري بحاجة لمساعدات عاجلة ووعود المانحين تتراجع

13.4 مليون سوري بحاجة لمساعدات عاجلة ووعود المانحين تتراجع

06 سبتمبر 2021
لم تتجاوز الالتزامات 6.4 مليارات دولار تعهدت بها 50 دولة و30 منظمة (Getty)
+ الخط -

تتراجع مساعدات الدول المانحة بالتوازي مع زيادة نسبة الفقر في سورية، فمن 10 مليارات دولار، كان أمل الحصول عليها خلال مؤتمر المانحين والأمم المتحدة في بروكسل هذا العام، لم تصل الالتزامات إلى أكثر من 6.4 مليارات دولار، تعهدت بها 50 دولة و30 منظمة إنسانية.

إلا أن هذه الأرقام، بقيت في خانة التعهد ولم يتم دفعها كاملة، بحسب ما أكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، الذي اختتم زيارته لدمشق أمس، موصياً أنه "يجب على العاملين في المجال الإنساني والمانحين إبقاء سورية على رأس جدول الأعمال الجماعي لمنع ضياع جيل كامل".

وأشار المسؤول الأممي، بعد جولته التي تضمنت تركيا ولبنان فضلاً عن سورية، إلى تعاظم الحاجة إلى توسيع وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين ومساعدة السوريين على تصور مستقبل لأنفسهم، لأن حوالي 13.4 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في جميع أنحاء سورية.

وحول التزام الدول المانحة بدفع المبالغ المقررة خلال المؤتمرات، يضيف غريفيث أن الأمم المتحدة وشركاءها تلقوا حتى الآن نحو 27% من إجمالي التمويل المطلوب بموجب خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2021 لسورية، والتي تتطلب 4.2 مليارات دولار.

وبيّن أن الالتزام بالخطة الإقليمية لدعم الدول المستضيفة للسوريين أيضاً متدنية، إذ تهدف الخطة للاجئين والقدرة على الصمود، البالغة قيمتها 5.8 مليارات دولار، إلى مساعدة أكثر من 5.5 ملايين لاجئ سوري والمجتمعات المضيفة في مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا،  ولكن تم تمويلها بنسبة 19% فقط.

وحذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية من أن الاحتياجات الإنسانية لملايين السوريين وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ بداية الحرب، مشيراً بعد زيارته سورية والتقائه وزير خارجية حكومة بشار الأسد إلى أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية وفقدان سبل العيش أجبرا مزيدًا من الأسر على تقليل وجبات الطعام. 

ويعاني السوريون من الفقر وتفاقم سوء الوضع المعيشي بعد زيادة الأسعار بنحو 35 ضعفاً منذ بداية ثورتهم عام 2011، لتقفز تكاليف معيشة الأسرة المؤلفة من خمسة أفراد من نحو مليون ليرة، قبل رفع حكومة بشار الأسد أسعار المشتقات النفطية والخبز الشهر الماضي، إلى مليون و240 ألف ليرة اليوم، في حين لا يزيد متوسط دخل السوريين "لمن يعمل ولديه دخل ثابت" عن 72 ألف ليرة، وفق ما أشار إليه مركز "قاسيون" في دمشق.

يعاني السوريون من الفقر وتفاقم سوء الوضع المعيشي بعد زيادة الأسعار بنحو 35 ضعفاً منذ بداية ثورتهم عام 2011

ويقول الباحث السوري سمير سعيفان: صحيح أن الدعم هو قضية إنسانية، إلا أنه قرار سياسي مترتبط بالاهتمام الدولي بالبلد المحتاجة، فالدول الكبرى تخصص نحو 1% من ناتجها المحلي للمساعدات، لكن الحروب والأزمات المتلاحقة تؤدي لتقليل حصة سورية التي دخلت على أزمتها مستجدات عدة، سياسية وخلاف مصالح، وربما الأهم طول فترة الحرب، هذا إن لم نشبّه المساعدات بالديّن، لجهة إمكانية التأجيل أو التملص أو حتى اتخاذ قرار بسداده.

وحول ما يقال عن حصة نظام الأسد من المساعدات الدولية، يضيف الاقتصادي سعيفان أن نصيب النظام كبير وربما يفوق ما يمنح لدول الجوار، ففضلاً عن تسويق جوع السوريين والتسوّل باسم العقوبات والحصار الاقتصادي، ثمة رشى تدفع لممثلي مكاتب الأمم المتحدة، سواء في سورية أو لبنان، لزيادة حصة الأسد من المساعدات، والتي لا تذهب لمستحقيها" ثمة صور وتأكيدات على توزيع المساعدات الدولية للجيش وبيع بعضها بالصالات الحكومية".

ويلفت مدير مركز حرمون للدراسات المعاصرة سمير سعيفان إلى أن اللاجئين السوريين في بعض دول الجوار، كالأردن ولبنان مثلاً، هم بأمس الحاجة للمساعدات الأممية، لأنهم ممنوعون من العمل ولا مصدر لبقائهم على قيد الحياة سوى المساعدات وسلال الاغاثة.

وتؤكد المنظمات الدولية تفاقم الاحتياجات الإنسانية في سورية، نتيجة دخول الحرب عامها العاشر من دون وجود بوادر حل لأزمة النزوح التي يعاني منها الشمال السوري، إلى جانب الغلاء واستمرار تأثير انتشار فيروس كورونا.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عرض لمحةً عن المأساة في سورية خلال عشر سنوات مضت، موضحاً خلال تقرير أن 13.4 مليون شخص في سورية بحاجة للمساعدات الإنسانية، "هذا هو أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الأشخاص المحتاجين الذين حددهم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في نهاية عام 2012".

وبحسب التقرير، فإن 7.6 ملايين شخص فقط وصلت إليهم العمليات الإنسانية في جميع أنحاء سورية شهرياً بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2020.

المساهمون