10 وظائف ناشئة في الذكاء الاصطناعي تغيّر خريطة التوظيف عام 2025
استمع إلى الملخص
- الأدوار الناشئة مثل خبير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ومهندس المحادثات ومدير منتج الذكاء الاصطناعي توفر ميزة تنافسية للمؤسسات التي تتبنى التحولات الحديثة.
- تشمل الأدوار الأخرى مدرب الذكاء الاصطناعي، ومصمم تجربة المستخدم، ومتخصص أمن الذكاء الاصطناعي، ومبدع المحتوى، ومنسق البيانات، واستراتيجي التسويق، ومستشار الاعتماد.
لم يعد التوظيف في مجال الذكاء الاصطناعي عام 2025 مقتصراً على المبرمجين أو خبراء البيانات. فالتحوّلات السريعة في هذا القطاع فرضت أدواراً جديدة تجمع بين التقنية والأخلاق والإبداع والأمن وإدارة التغيير. والأرقام تؤكد حجم التحوّل، إذ إن 78% من المؤسسات حول العالم اعتمدت الذكاء الاصطناعي عام 2024 مقابل 55% في 2023، بحسب منصة إنديكس دوت ديف الأميركية (Index.dev)، ويُتوقّع أن يخلق القطاع 12 مليون وظيفة جديدة بحلول نهاية 2025. والأكثر لفتاً للنظر أنّ أدواراً مثل "مهندس الذكاء الاصطناعي" و"مهندس الأوامر" (أو المحادثات) و"مبدع المحتوى" تسجّل نسب نمو هائلة تتجاوز 130%.
وثمة أبرز عشر وظائف ناشئة ستحتل واجهة سوق العمل في السنوات المقبلة، وفقاً للخبراء، ومن شأنها أن ترسم ملامح المرحلة المقبلة في سوق العمل، إلا أن لها أدواراً لا تلغي دور المبرمج أو عالم البيانات، بل تُكمله وتوسّعه. والمؤسسات التي تسرع إلى استيعاب هذا التحوّل وتبني هذه الاختصاصات ستملك ميزة تنافسية حاسمة، فيما سيتخلف من يصرّ على النظرة التقليدية إلى الذكاء الاصطناعي. وقد تطرقت "إنديكس دوت ديف"، إلى هذه الوظائف، في تقرير لها يوم 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، وتقول إنها تعمل في أكثر من 160 دولة، وتتعامل مع الامتثال القانوني والرواتب والعقود عبر دول متعددة.
1- خبير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (AI Ethicist)
هذا الدور يُعدّ بمثابة حارس البوابة الأخلاقية والتشريعية لأي شركة تعتمد الذكاء الاصطناعي. فغيابه قد يؤدي إلى أزمات قانونية وفضائح سمعة، خصوصاً حين تتسبّب الخوارزميات في قرارات منحازة، كرفض طلبات توظيف أو قروض على أسس تمييزية. الدراسات تشير إلى أنّ كل خطأ من هذا النوع قد يكلّف الشركات ملايين الدولارات في الدعاوى القضائية وتعويض الأضرار. لذلك، إنّ وجود خبير أخلاقيات يتقاطع عمله مع الفرق القانونية والمنتج وعلوم البيانات، ويملك صلاحية التدخل قبل إطلاق أي نظام ذكي، بات ضرورياً.
2- مهندس المحادثات (Prompt Engineer)
يُعرف أيضاً بمصمم التفاعل مع النماذج اللغوية (LLM Interaction Designer). مهمته أعمق بكثير من مجرد صياغة أسئلة للنموذج، إذ يبتكر أنماطاً منهجية تضمن اتساق المخرجات وتقليل "الهلوسات" التي قد تزعزع ثقة المستخدم. وتشير تقارير متخصّصة إلى أنّ المؤسسات التي تعتمد على منهجيات متقدمة في هذا المجال تسجّل تحسناً بنسبة 60% في توافق نتائج الذكاء الاصطناعي مع هوية العلامة التجارية.
3- مدير منتج الذكاء الاصطناعي (AI Product Manager)
الفرق بينه وبين مدير المنتج التقليدي يكمن في طريقة التعامل مع المجهول. فالمنتجات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا يمكن إدارتها بالآليات نفسها، لأن المخرجات احتمالية وغير ثابتة. هذا المدير هو من يحوّل الإمكانات التقنية إلى قيمة فعلية للعميل، ويعرف كيف يختبر النماذج ويقيس أثرها التجاري عبر مؤشرات أداء خاصة، ما يمنع هدر الموارد على مزايا لا يرغب فيها أحد.
4- مدرّب الذكاء الاصطناعي (AI Trainer)
يطلق عليه أيضاً "Human-in-the-Loop Specialist"، وهو الضامن لاستمرار النماذج في أداء عملها بفعالية. النماذج إن تُركت دون إشراف بشري تبدأ بالانحراف وتقديم نتائج غير دقيقة، ما يضعف الثقة بها. مهمة هذا المدرّب تراوح بين إدارة مشاريع التوسيم الضخمة وتصميم آليات لضمان الجودة وتغذية النماذج بردود فعل بشرية تحافظ على دقتها ومواءمتها.
5- مصمّم تجربة المستخدم للذكاء الاصطناعي (AI UX Designer)
نجاح أي منتج ذكي لا يرتبط فقط بدقة النموذج، بل بكيفية تفاعل المستخدم معه. هنا يأتي دور مصمم تجربة المستخدم المتخصص بالذكاء الاصطناعي، الذي يبتكر واجهات واضحة تشرح قدرات النظام وحدوده، وتمنح المستخدم خيارات بديلة عند فشل الذكاء الاصطناعي. هذا الدور يضاعف معدلات التبنّي ويحوّل الذكاء الاصطناعي من أداة مربكة إلى تجربة مفهومة وموثوقة.
6- متخصص أمن الذكاء الاصطناعي (AI Security Specialist)
الذكاء الاصطناعي يفتح أبواباً جديدة للهجمات لا يعرفها حتى خبراء الأمن السيبراني التقليديون. من تسميم بيانات التدريب إلى محاولات قلب مخرجات النماذج وسرقتها، كلها تهديدات تحتاج إلى متخصصين يفهمون آليات "الهجمات العدائية" وطرق التصدي لها. لذلك، بدأنا نشهد طلباً متزايداً على خبراء قادرين على بناء أنظمة دفاعية متخصصة تضمن حماية الملكية الفكرية وسلامة البيانات.
7- مبدع المحتوى بالذكاء الاصطناعي (Generative AI Content Creator)
معظم الشركات تواجه تحدياً في إنتاج محتوى متنوع وسريع يواكب متطلبات السوق. وجود متخصص يعرف كيف يوظّف أدوات الذكاء الاصطناعي في التصميم والكتابة والإنتاج المرئي، يمنح المؤسسة قدرة على إنتاج أضعاف ما كانت تنتجه من قبل، من دون التضحية بجودة الرسالة أو هوية العلامة. هذا الدور يدمج بين الإبداع البشري والسرعة التي يوفّرها الذكاء الاصطناعي.
8- منسّق بيانات الذكاء الاصطناعي (AI Data Curator)
تقوم فلسفة هذا الدور على قاعدة "المدخلات الجيدة تساوي مخرجات جيدة". فالنماذج مهما بلغت قوتها لن تتجاوز جودة البيانات التي بُنيت عليها. منسّق البيانات يضمن التوازن والتمثيل العادل داخل مجموعات التدريب، ويكشف الثغرات أو الانحيازات، بل ويبتكر بيانات تركيبية لسد النقص. هو الحارس الذي يحدد سقف أداء النموذج.
9- استراتيجي تسويق الذكاء الاصطناعي (AI Marketing Strategist)
التجارب التسويقية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لن يكون لها معنى إذا لم تُترجم إلى نتائج تجارية واضحة. هنا يأتي الاستراتيجي الذي يجمع بين حس المبدع وذكاء المحلل، ويستغل خوارزميات التخصيص لتطوير حملات ترفع نسب التحويل الفعلي. مسؤوليته لا تنحصر في التجريب، بل في تحقيق عائد ملموس على الاستثمار.
10- مستشار اعتماد الذكاء الاصطناعي (AI Adoption Consultant)
الكثير من مشاريع الذكاء الاصطناعي لا تفشل تقنياً، بل تنظيمياً. الموظفون قد يقاومون التغيير، والعمليات الداخلية قد تعوق التنفيذ. هذا المستشار يقود عملية التغيير من الألف إلى الياء: يبني برامج تدريب، يضع خطط اعتماد تدريجية، ويعيد تصميم العمليات لتتلاءم مع الأدوات الذكية. نجاحه يُقاس بمدى تبنّي الموظفين للتقنية وزيادة إنتاجيتهم بعد التطبيق.