⁨أكبر عملية سطو في السويداء بوضح النهار: مستودعات الاتصالات تنهب⁩

19 مارس 2025
في مدينة السويداء، 25 فبراير 2025 (شادي الدبيسي / فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرض المستودع المركزي لفرع الشركة السورية للاتصالات في السويداء لعملية سطو مسلح كبيرة، حيث تم نهب محتويات تقدر بمليارات الليرات، مما أثار استنفارًا في المحافظة.
- حاولت مجموعات من اللصوص اقتحام المستودعات سابقًا، لكن تم التصدي لهم بمساعدة "تجمع عشائر الجنوب"، إلا أنهم نجحوا لاحقًا في نهب المستودعات بالقوة.
- أدانت الفصائل المحلية السطو، محذرة من الفتنة، وتم احتجاز بعض السيارات المحملة بالمسروقات، مما يعكس الفوضى الأمنية والانقسام الاجتماعي في السويداء.

تعرّض المستودع المركزي لفرع الشركة السورية للاتصالات في محافظة السويداء جنوب سورية، أمس الثلاثاء، لأعمال سطو مسلّح ونهب من مجموعات مسلّحة في وضح النهار، اقتحمت المستودع بعدما أطلقت وابلاً من نيران البنادق والقذائف باتجاه الحراس ومجموعة محلية كانت تتولى الحراسة، ما أجبرهم على الاستسلام والانسحاب، لتُعدّ هذه العملية أكبر عملية سطو ونهب استنفرت لها محافظة السويداء بشكل كامل.

وبحسب مصادر "العربي الجديد" والفيديوهات التي تناقلها ناشطون من مكان الحادث ومن الشوارع العامة، فقد هاجم عشرات الأشخاص المسلّحين المستودعات مستخدمين سياراتهم، وشرعوا في رفع الكابلات ونهب جميع المحتويات، ونقلها عبر سياراتهم لإخفاء المسروقات. وأدت عملية السطو إلى تداعيات خطيرة وحوادث أمنية وإصابات بشرية إثر الاشتباكات التي وقعت أثناء ملاحقة اللصوص، ما أدى إلى حالة من التجييش في الشارع واستنفار الفصائل المسلّحة، مع استمرار الملاحقات حتى اليوم.

وأفادت مصادر من فرع الشركة السورية للاتصالات "العربي الجديد" بأنّ مجموعات من اللصوص حاولت مرارًا اقتحام المستودعات ونهبها خلال الأيام القليلة الماضية، لكنها فشلت نتيجة تصدّي حراس المستودع بمساعدة فصيل "تجمع عشائر الجنوب"، إلا أنّ اللصوص عادوا صباح أمس بأعداد كبيرة وآليات للتحميل والنقل، وتمكّنوا من نهب المستودعات بالقوة.

وأكّد أحد موظفي الشركة، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنّ موجودات المستودع تُقدّر بمليارات الليرات، حيث يحتوي على ما يقارب 600 بكرة كابلات، تحتوي البكرة الواحدة على 1000 متر وتزن الأطنان، بالإضافة إلى 35 برميلًا من زيت المحركات المستخدم في المقاسم الهاتفية، وكابلات ضوئية، و800 بوري من البلاستيك المخصص للكابلات، إلى جانب مئات قطع الصيانة وغيرها، باعتباره المستودع المركزي لمحافظة السويداء.

وتشير المعلومات الأولية إلى أن مجموعات من أبناء عشائر البدو، بمساعدة عصابة متخصصة من أبناء مدينة السويداء، استغلوا وجود المستودعات في محيط بلدة المنصورة وطريق الحج، اللذين يقطنهما أبناء العشائر، وقاموا بجمع أعداد كبيرة من المسلحين واقتحموا المكان، بعدما أُفشل هجومهم صباحًا من مجموعة مسلحة من أبناء العشائر ذاتها.

في المقابل، ذكرت مصادر من الفصائل الكبرى أنها حاولت الضغط على المجموعات المقتحمة ومنعها من خلال التواصل مع وجهاء ومجموعة "تجمع أبناء العشائر"، للحيلولة دون وقوع فتنة بين مكوّني الدروز والعشائر، قد تؤدي إلى اقتتال طائفي كما حدث في حوادث مشابهة في السابق.

وأصدر "تجمع أبناء العشائر" بيانًا أدان فيه عملية السطو المسلح والاقتحام، لكنه أوضح أن مجموعات مقاتلة من أبناء العشائر حاولت التصدي للهجوم وتراجعت أمام العدد الكبير للمقتحمين، خوفًا من نشوب اقتتال قد يتفاقم. كما أشار البيان إلى أن المجموعات المقتحمة ليست فقط من أبناء عشائر البدو، بل من المكوّنين الدرزي والبدوي، مرفقًا البيان بصور وفيديوهات توثق عملية السطو.

وفي ردات الفعل، تم احتجاز عدد من السيارات المحمّلة بالكابلات في أكثر من موقع، كان آخرها في منطقة الخريج، الحي الشرقي من مدينة السويداء، بعد تصدي مجموعات محلية للآليات المحمّلة واندلاع اشتباكات معها، ما أسفر عن إصابات بين المدنيين نُقلت إلى المشافي العامة بحالات متفاوتة، بينها حالة حرجة.

وأوضح الموظف نفسه أن المديرية عاجزة عن حماية هذه المستودعات بسبب نقص عدد الحراس، ما يجعلها غير قادرة على التصدي لأي مجموعات مسلحة، مضيفًا أن المديرية بدأت تتسلّم بعض المسروقات بعد تصدي المجموعات المحلية لعمليات النهب، معربًا عن أمله بأن تتم إعادة جميع المسروقات، ومحذرًا من أن استمرار هذه السرقات سيؤدي إلى عجز قريب في تقديم خدمات الهاتف والإنترنت، في ظل التكرار المستمر لحوادث سرقة الكابلات.

وتُبرز هذه الحادثة عمق الفوضى الأمنية والانقسام والتوتر، وضعف أداء الأجهزة الشرطية التي لم تقم بدورها حتى الآن. كما يتجلى الانقسام الحاد بين الفصائل والمرجعيات الدينية والاجتماعية، في ظل غياب موقف موحد لضبط الأمن في المحافظة، في وقت يزداد الفقر والبطالة بين مختلف فئات المجتمع، ما يدفع بعضهم إلى امتهان السرقة والسطو نتيجة الأوضاع المعيشية المتدهورة.

المساهمون