استمع إلى الملخص
- تهدف الحكومة الجزائرية لاستيراد مليون رأس من الأضاحي لكسر ارتفاع الأسعار وضمان وفرة الأضاحي في الأسواق خلال العيد، بعد أزمة الأضاحي العام الماضي، مع توجيه الرئيس تبون بإطلاق استشارة دولية ووضع سقف للأسعار.
- تعود الجزائر لاستيراد الأضاحي بعد انقطاع منذ 1992، بسبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء نتيجة الجفاف، مما دفع السلطات لاستيراد اللحوم من أوروبا وأميركا اللاتينية والهند.
رست، فجر اليوم الأحد، باخرة محمَّلة بـ15 ألف رأس غنم في ميناء الجزائر العاصمة، آتية من رومانيا، في أول عملية استيراد للماشية منذ 33 سنة استعداداً لعيد الأضحى المقبل. وأفاد بيان لإدارة الميناء بأن الشحنة تندرج ضمن خطة حكومية لتموين السوق الوطنية بالمواشي.
وقال مصدر في وزارة الفلاحة، إن هذه الشحنة هي "الأولى وستتبعها شحنات أخرى من رومانيا وإسبانيا خلال الأيام المقبلة". ووفق المصدر ذاته، ستُستقبَل عشرات آلاف من رؤوس الماشية (كباش) عبر 5 موانئ، هي وهران (غرب) والعاصمة (وسط) وجيجل وسكيكدة وعنابة (شرق).
وذكرت مصادر من وزارة الفلاحة الإسبانية، حسب ما نقلته وكالة "إفياغرو" المحلية الثلاثاء الماضي، أنّ رؤوس الماشية ستصدّر نحو الجزائر من طريق البحر عبر البواخر بحلول غداً الاثنين. واحتلت الجزائر المرتبة الثالثة عالمياً في الحجم والثانية في القيمة لاستيراد المواشي من إسبانيا لعام 2024، وكذلك الأولى خارج الاتحاد الأوروبي.
ولم تكشف السلطات بعد عن أسعار تسويق الماشية المستوردة لعيد الأضحى، لكن الرئاسة قالت في بيان سابق إنها ستحدد سقفاً للأسعار. وقبل أسابيع، وجه الرئيس عبد المجيد تبون، باستيراد ما يصل إلى مليون رأس من الماشية، بهدف كسر ارتفاع الأسعار وضمان وفرة الأضاحي في الأسواق خلال العيد.
ووفق بيانات رسمية، يفوق عدد رؤوس الماشية التي تُنحَر سنوياً في عيد الأضحى في الجزائر 4 ملايين، أغلبها من الغنم ثم البقر والماعز بدرجة أقل، إضافة إلى أعداد محدودة من الجِمال في الولايات الجنوبية. وأظهرت أحدث بيانات للحكومة أن الجزائر تحصي أكثر من 18 مليون رأس من الأغنام، وليس 27 مليوناً كما رُوِّج له لسنوات، إلى جانب 6 ملايين رأس من الماعز.
وقررت حكومة الجزائر في مارس/ آذار الماضي، استيراد مليون رأس من الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، بهدف الحد من غلاء الأسعار في السوق المحلية، وتجنب أزمة الأضاحي التي شهدتها الجزائر العام الماضي. وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية، صدر عقب اجتماع لمجلس الوزراء، بأن الرئيس عبد المجيد تبون كلّف وزير الزراعة "إطلاق استشارة دولية في أقرب الآجال مع دول لديها قدرة على التموين، لاستيراد ما يصل إلى مليون رأس من الماشية، تحسباً لعيد الأضحى، على أن يُوضَع سقف للأسعار".
واتخذت الحكومة الجزائرية هذه الخطوة لتلافي أزمة الأضاحي التي شهدتها البلاد العام الماضي، والتي أدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل حرم عدداً كبيراً من العائلات الجزائرية شراءَ الأضاحي. ويُعَدّ هذا القرار تراجعاً عن قرارات سابقة كان قد أعلنها الرئيس الجزائري تبون، وكانت تقضي بعدم توريد المواشي من الخارج، حفاظاً على مصالح المزارعين ومربي المواشي المحليين.
وكانت آخر مرة استوردت فيها الجزائر أضاحي العيد من الخارج عام 1992، حين جلبت آلاف الرؤوس من أستراليا، لكنها لم تُخصص لعيد الأضحى، لأنها كانت مقطوعة الذيل ولا تجوز للنحر، وفق المذهب المالكي المعتمد رسمياً في الجزائر. وبعد رفضها شعبياً آنذاك، وُجِّهَت رؤوس الماشية المستوردة إلى المسالخ، واستُهلكت لحماً عادياً. ويحلّ عيد الأضحى لعام 1446 هجرية، 2025 ميلادية، يوم 6 يونيو/ حزيران المقبل، وفق الحسابات الفلكية.
وأدى الجفاف إلى ارتفاع كبير في أسعار اللحوم الحمراء (الغنم والبقر)، ما دفع السلطات إلى عمليات استيراد متكررة من أوروبا وأميركا اللاتينية والهند. وفاق سعر الكيلوغرام من لحم الغنم 3000 دينار (نحو 23 دولاراً)، بينما وصل سعر لحوم الأبقار إلى 2800 دينار. وخلال عيد الأضحى الماضي، ارتفعت أسعار الماشية بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى عزوف كبير من المواطنين عن ذبح الأضاحي.
وبلغ السعر الأدنى للكباش خلال عيد الأضحى لسنة 2024 نحو 70 ألف دينار، بينما وصلت أسعار بعض السلالات المحلية المعروفة بجودتها وكبر حجمها إلى 500 ألف دينار.
(الدولار = 132.6 ديناراً جزائرياً)
(الأناضول، العربي الجديد)