وصول أول رحلة للخطوط التركية إلى دمشق بعد توقف 13 عاماً

23 يناير 2025
وصول الطائرة التركية إلى مطار إسطنبول، 23 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استئناف الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى دمشق بعد 13 عاماً، حيث وصلت أول طائرة تحمل أكثر من مئة راكب، معظمهم سوريون مقيمون في تركيا، مما يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.
- أكد المسؤولون السوريون والأتراك على أهمية هذه الخطوة في تعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية، معبرين عن سعادتهم بتسهيل زيارة السوريين لعائلاتهم في سوريا.
- تعرض مطار دمشق الدولي لتحديات عديدة، منها القصف الإسرائيلي، واستئناف الرحلات يعكس جهود تعزيز التواصل الجوي وإعادة ربط سوريا بالعالم.

وصلت إلى مطار دمشق الدولي، اليوم الخميس، أول طائرة ركاب تركية بعد توقف دام 13 عاماً. وقال المهندس سعد خيربيك المسؤول في مطار دمشق الدولي إن الطائرة  تحمل أكثر من مئة راكب وهم سوريون قدموا من تركيا، إضافة إلى مسؤولين أتراك، مشيراً إلى أن المئات من أهالي القادمين ينتظرونهم في صالة الانتظار وسط حالة من الفرح بعودة الخطوط الجوية التركية إلى سورية لوجود أعداد كبيرة من السوريين يقيمون في المدن التركية .

وأضاف خيربيك أن رحلة اليوم هي بداية عودة الخطوط الجوية التركية إلى مطاري دمشق وحلب. وأعرب المدير العام للخطوط الجوية التركية بلال أكشي، وفق ما نقلت وكالة "سانا"، عن سعادته باستئناف الرحلات إلى دمشق التي وصفها بأنها مدينة ذات تاريخ يمتد لآلاف السنين. وقال أكشي: "هذه العودة تسهم في خدمة سورية وشعبها وشعوب المنطقة".

وفي تصريح مماثل، أكد نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز أهمية هذه الخطوة واصفاً إياها بـ"اللحظة التاريخية". وأضاف: "يسعدني أن أكون موجوداً في أول رحلة تطلقها الخطوط الجوية التركية، وأعرب عن شكري للسلطات السورية والتركية على إنهاء التحضيرات بسرعة. نحن سعداء بعودة التواصل الجوي وتمكيننا من احتضان إخواننا السوريين عبر هذه الرحلات، حيث ستعيد الخطوط الجوية التركية ربط دمشق بالعالم بأسره".

3 رحلات أسبوعياً

من جانبه، رحب معاون وزير الخارجية السوري أحمد دخان بعودة رحلات الخطوط التركية إلى دمشق خلال مؤتمر صحافي بهذه المناسبة، وقال دخان: "نثمن هذه الخطوة باعتبارها بداية لعودة العلاقات الثنائية، ونشكر الشعب والحكومة التركية على وقوفها إلى جانب الشعب السوري وثورته. العلاقات السورية التركية لها جذور ضاربة، وعودة الرحلات الجوية ستعيد الأمل للسوريين في الخارج ليعودوا إلى بلدهم بكرامة".

وقال أحمد الحسن، وهو مواطن سوري مقيم في تركيا ويخطط للعودة إلى بلده عبر الخطوط الجوية التركية: "استئناف الرحلات الجوية بين تركيا ودمشق بعد توقف دام 13 عاماً يعدّ خطوة مهمة للغاية بالنسبة لنا، خاصة أن تركيا تحتضن أكبر عدد من اللاجئين السوريين. هذه الرحلات تمثل جسراً يربطنا بوطننا الذي غادرناه في ظروف صعبة".

وأضاف الحسن: "عودة الطيران التركي تسهل لنا زيارة عائلاتنا وإعادة التواصل مع جذورنا، كما تعزز الأمل بعودة تدريجية للاستقرار، ما يجعل العودة إلى سورية أكثر سهولة وكرامة. نأمل أن تكون هذه البداية لخطوات أخرى نحو تحسين الأوضاع".

وأعلنت الخطوط الجوية التركية، اليوم الخميس، استئناف رحلاتها إلى مطار دمشق الدولي بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً.

وفي 18 ديسمبر/كانون الأول، عاد مطار دمشق الدولي للعمل رسمياً، في رحلة هي الأولى بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، ووجهة الوصول مطار حلب الدولي. وكانت الخطوط الجوية القطرية أعلنت في الثاني من الشهر الجاري استئناف رحلاتها الجوية إلى سورية. وقالت الشركة إنه اعتباراً من السابع من يناير/كانون الثاني 2025، ستسير الناقلة القطرية ثلاث رحلات أسبوعياً من العاصمة القطرية الدوحة إلى مدينة دمشق.  

وفي الـ12 من يناير/كانون الثاني العام الجاري، شهد مطار دمشق الدولي وصول أولى رحلات شركة أجنحة الشام للطيران قادمة من مطار أربيل الدولي، في خطوة تعكس تعزيز التواصل الجوي بين سورية والعراق. كما أعلنت الشركة حينها عن تسيير أول رحلة من العاصمة السورية دمشق إلى العاصمة العراقية بغداد، كما أعلنت أيضاً استئناف رحلاتها الجوية من الكويت والسعودية وعمان إلى دمشق والعكس، مؤكدةً التزامها بتوسيع شبكة رحلاتها الجوية في المنطقة.

تأثيرات الحرب على مطار دمشق

ومطار دمشق الدولي، الواقع على بعد 25 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة السورية، تأسس عام 1970، وهو المقرّ الرئيسي ومركز عمليات الخطوط الجوية السورية وشركة أجنحة الشام للطيران. يضم المطار في مبنى الركاب: صالة المغادرين والقادمين، الوزن، الركاب T1، الركاب T2، وصالة رجال الأعمال والدرجة الأولى، فضلاً عن مكاتب لشركات الطيران وقاعة شرف واستراحات ومطاعم ومقاهٍ ومحال تجارية متنوعة، بقدرة استيعابية بحدود خمسة ملايين راكب في السنة.

وبعد عام 2011، العام الذي انطلقت فيه الثورة السورية، تقلّصت الرحلات من المطار وإليه، كذلك تقلص عدد الشركات المشغلة، لتقتصر على الخطوط الجوية السورية، وهي الشركة المملوكة للدولة، إضافة إلى أجنحة الشام للطيران التي أُسست عام 2007 باعتبارها إحدى شركات مجموعة شموط التجارية، التي تشير تقارير إلى ارتباطها بشكل وثيق بالنظام السوري المخلوع، إضافة إلى الخطوط الجوية الإيرانية وشركة ماهان إير، وهي أيضاً شركة إيرانية للطيران.

وخرج مطار دمشق الدولي من الخدمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد تعرضه للقصف من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما تسبب في تعطيل حركة الطيران بشكل كامل. وشهد المطار توقفاً في عملياته عدة أشهر، بينما كان يُعمل على إصلاح الأضرار التي لحقت ببنيته التحتية. وتسبب توقف المطارات الرئيسية في سورية خلال أكثر من عقد من الزمن، نتيجة للحرب التي مزقت البلاد منذ عام 2011، في فقدان العديد من الروابط الجوية مع العالم. ووفقاً لموقع "بلين سبوترز" لتتبع الطائرات، فإن أسطول الخطوط الجوية السورية يضم 12 طائرة، منها ثمانٍ من نوع إيرباص "إيه 320/20" التي كانت تحلق إلى وجهات قريبة مثل بغداد ودبي وبيروت.

وتعرض مطار دمشق الدولي وما حوله، مرات عدة خلال العامين الأخيرين، لقصف الطائرات والصواريخ الإسرائيلية، إذ خرج عن الخدمة لمدة 12 يوماً في يونيو/حزيران عام 2022، قبل أن يعود في الـ22 من الشهر نفسه. وخرج أيضاً لساعات عن العمل جراء قصف إسرائيلي آخر في 12 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، قبل أن يعود بعد سبعة أيام من الشهر نفسه. وخرج مطار دمشق عن العمل والخدمة مرة أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي بسبب القصف الإسرائيلي، ليعود للعمل في الـ26 من الشهر نفسه، لكن طيران الاحتلال الإسرائيلي عاود قصفه بنفس اليوم ليخرج عن الخدمة حتى 27 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

المساهمون