وزير المال اللبناني من واشنطن: الحكومة ملتزمة ببرنامج إصلاحي جريء

23 ابريل 2025
جابر أكد أهمية الإصلاحات للاقتصاد اللبناني، بيروت في 11 فبراير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يركز الوفد اللبناني في واشنطن على تحقيق نتائج إيجابية من اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين لدعم إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، مع التأكيد على ضرورة تنفيذ إصلاحات شاملة وسريعة في قطاعات متعددة.
- يشدد الوفد على أهمية إعادة بناء الثقة بين لبنان والمجتمع الدولي، مع التزام الحكومة ببرنامج إصلاحي جريء وطموح يهدف إلى تغيير آليات العمل وإدارة الدولة بشكل فعال.
- تدعم الولايات المتحدة الجهود اللبنانية للإصلاح، مؤكدة على أهمية اتخاذ قرارات صعبة لضمان مستقبل مشرق للبنان، مع وعد بالدعم إذا تم اتخاذ الخطوات الصحيحة.

يكثف الوفد اللبناني الرسمي لقاءاته في واشنطن على مستوى اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين آملاً بتحقيق نتائج إيجابية والتوصل في وقتٍ قريبٍ إلى اتفاق يساعد لبنان في إعادة الإعمار ونهضته اقتصادياً بعد تعثّر هذا المسار على مرّ السنين الماضية في ظلّ غياب الإصلاحات. 

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، "يسمع أعضاء الوفد اللبناني كلاماً واضحاً بضرورة قيام لبنان بإصلاحات أساسية وشاملة في قطاعات عدة، وبوقتٍ سريعٍ للحصول على الدعم الذي يحتاجه، وهو اليوم أمام فرصة يجب أن يستفيد منها وعدم اهدارها كما حصل سابقاً، فالشعب اللبناني مرّ بسنوات صعبة وقاسية جداً ويجب على الدولة أن تحقق وتلبّي تطلعاته".

ويشدد الوفد اللبناني خلال لقاءاته على أنه "لم يأتِ من أجل التمويل فقط، بل لإعادة بناء الثقة بين لبنان والمجتمع الدولي" والتي تزعزعت كثيراً في المراحل الماضية، وسط رفض الأخير مساعدة لبنان، رغم الأزمات التي مرّ بها، إلى حين قيامه بالإصلاحات اللازمة، وذلك بعد تجارب سيئة على مرّ حكومات متعاقبة، دفعت الخارج إلى وقف الدعم المالي النقدي، في ظلّ عدم تنفيذ السلطات اللبنانية أياً من تعهّداتها.

في الإطار، أكد وزير المال ياسين جابر خلال حفل استقبال أقيم في السفارة اللبنانية في واشنطن، لمناسبة مشاركة وفد رسمي لبناني في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أمس الثلاثاء، أننا "مؤمنون بضرورة الإصلاح وأن كلّاً منا، في وزارته، يعمل بكل جهد وتحت توجيهات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لدفع عملية الإصلاح". وقال جابر إننا "لا نقوم بهذه الإصلاحات لإرضاء صندوق النقد أو أي جهة خارجية، بل نقوم بها لأننا بحاجة ماسّة إليها من أجل شعبنا، ومن أجل مستقبل بلدنا، ولكي نصنع من لبنان وطناً أفضل، وطناً يعود إليه أولادكم وأولادي، ويجدون فيه الأمل والفرص".

وأضاف: "لقد أضعنا الكثير من الوقت عبر السنوات، وما جرى خلال العقود الماضية يصعب تصديقه. كيف يمكن لبلد مثل لبنان، الغني بالكفاءات والعقول اللامعة، أن يمر بما مرّ به؟ أن يتم إنفاق ملايين الدولارات مقابل بضع ساعات من الكهرباء يومياً هو أمر لا يُصدَّق. لهذا السبب، فإن هذه الحكومة ملتزمة ببرنامج إصلاحي جريء وطموح. الإصلاح البنيوي لا يعني فقط تغيير الأشخاص أو المواقع، بل تغيير آليات العمل، وإحداث تحوّل حقيقي في طريقة إدارة الدولة. ولحسن الحظ، لدينا اليوم العديد من القوانين التي تسمح لنا بالمضي قدمًا في هذا التغيير". 

وتابع جابر: "لقد أعلنت الحكومة اليوم عن مسارات شفافة لاختيار الكفاءات المناسبة لإدارة مؤسسات الدولة، وهناك تفاعل كبير من اللبنانيين في الداخل وفي الانتشار. فعلى سبيل المثال، تلقّت OMSAR أكثر من 650 طلباً للتقدم إلى مناصب في مجلس الإنماء والإعمار، بينهم عدد كبير من المغتربين. كما أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات عن خمس وظائف شاغرة، وتقدّم إليها 525 شخصاً، ونحن نعمل على اختيار الأفضل من بين هؤلاء، لأننا نريد أن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب."

ولفت إلى أنه "في الظروف الطبيعية، يتم ترتيب الأولويات بشكل عمودي، أولوية أولى، ثانية، ثالثة. أما اليوم، فإن أجندتنا أفقية، كل الملفات أولوية. علينا التفاوض مع حملة اليوروبوند، وإيجاد حلّ لأزمة القطاع المصرفي والمودعين، والتعاطي بجدية مع المؤسسات الدولية في مختلف ملفات الإصلاح".

وأكد وزير المال اللبناني أن "الوفد لم يأت فقط من أجل التمويل، رغم أن التمويل قد يأتي في وقت لاحق بعد تنفيذ الإصلاحات. لكن الأهم أننا نأتي من أجل إعادة بناء الثقة، الثقة بين لبنان والمجتمع الدولي، وأيضاً بين لبنان وأشقائه العرب، ونحن نتفاوض مع صندوق النقد، ليس بدافع العاطفة أو الإعجاب، بل لأنه يمثل اليوم البوابة الأساسية لاستعادة الثقة. نريد أن نؤكد للعالم، ولكل من يفكر بالاستثمار والمساهمة في إعمار لبنان، أن لبنان جادّ ويتقدم بسرعة نحو الأمام".

البنك الدولي يرفع قيمة قرض لبنان إلى 400 مليون دولار

كما كشف وزير المالية "أن موافقة مبدئية حصل عليها لبنان لرفع قيمة القرض المقدم من البنك الدولي لإعادة الاعمار من 250 مليون دولار إلى 400 مليون دولار". وقال جابر إثر اجتماع عقده والوفد المرافق إلى اجتماعات الصندوق والبنك الدوليين في واشنطن مع نائب رئيس البنك الدولي أسامة ويدن إن "قيمة القروض التي سيحصل عليها لبنان والتي ستمنح بطريقة ميسرة مع فترة سداد قد تصل إلى 50 عاماً ستبلغ مليار دولار تقريباً موزعة إلى 250 مليون دولار المتفق عليها والتي ستوقع اليوم والتي ستخصص لمعالجة موضوع الكهرباء لاسيما شبكات النقل، 256 مليون دولار للمياه و200 مليون للزراعة و200 مليون للشأن الاجتماعي".

من جهتها، قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إنّ "هدفنا واحد، ليس فقط إصلاح لبنان بل إعادة إحيائه، ولا أقصد هنا العودة إلى عام 1975 أو ما يسمى أيام المجد، بل أتحدث عن مستقبل جديد أكثر إشراقاً وازدهاراً من أي وقت مضى، لأنني أعلم أن لبنان لديه هذه الإمكانات".

وأردفت: "لبنان لن يصل إلى هذا المستقبل من دون قادة شجعان، إذ يجب أن يكون هناك قادة مثل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والسادة الواقفين إلى جانبي (وفد لبنان الرسمي) المستعدّين لاتخاذ قرارات صعبة وأساسية، سواء اجراء الإصلاحات وإعادة بناء الاقتصاد وإعادة النهوض بالبلاد وضمان أن تحتكر الدولة السلاح وأن تقدّم الخدمات الأساسية لمواطنيها".

وأضافت: "أؤمن بأن لبنان على أبواب مرحلة جديدة أعظم من كل ما سبق وإذا اخترتم هذا الطريق وإذا اتخذتم القرارات الصعبة التي أتكلم عنها كثيراً في الإعلام، فأعدكم بأن الرئيس ترامب وادارته والولايات المتحدة سيكونون إلى جانبكم، ولكن لا يمكننا العودة إلى الماضي وارتكاب أخطاء الماضي، بل علينا المضي قدماً والطريق الوحيد يكون بتقوية الدولة والمضي قدماً في الإصلاح وإعادة احياء البلاد بالكامل".

المساهمون