وزير الخزانة الأميركي: إدارة ترامب لا تستعجل إبرام اتفاقيات تجارية

22 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 11:00 (توقيت القدس)
وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، أوساكا في 19 يوليو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تركز إدارة ترامب على جودة الاتفاقيات التجارية بدلاً من التسرع في إبرامها قبل الموعد النهائي، مع إمكانية رفع الرسوم الجمركية للضغط على الدول.
- تواجه الإدارة تحديات في إبرام اتفاقيات مع دول مثل الهند والاتحاد الأوروبي واليابان، مع استمرار التواصل والإعلان عن صفقات جديدة قريباً، بينما يدرس الاتحاد الأوروبي تدابير مضادة.
- تجري محادثات مع الصين حول الرسوم الجمركية لإعادة التوازن التجاري، وتحث الولايات المتحدة أوروبا على فرض رسوم على روسيا، مع استمرار المحادثات مع اليابان والصين لتخفيف الرسوم مؤقتاً.

قال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب مهتمة أكثر بجودة الاتفاقيات التجارية وليس توقيتها، وذلك قبل الموعد النهائي المحدد في الأول من أغسطس/آب لإبرام اتفاقات مع الولايات المتحدة أو مواجهة رسوم جمركية مرتفعة. وقال بيسنت في مقابلة مع شبكة (سي.أن.بي.سي) يوم الاثنين: "لن نتسرع لمجرد التوصل إلى صفقات".

ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن تمديد الموعد النهائي للبلدان المنخرطة في محادثات مثمرة مع واشنطن، قال بيسنت إن الرئيس دونالد ترامب هو من سيقرر ذلك. وأضاف "سنرى ما يريد الرئيس فعله. ولكن مجدداً، إذا ارتددنا بطريقة ما إلى رسوم الأول من أغسطس، أعتقد أن مستوى رفع الرسوم الجمركية سيضع المزيد من الضغط على تلك الدول للتوصل إلى اتفاقيات أفضل".

وكان ترامب قد قلب الاقتصاد العالمي رأساً على عقب بحرب تجارية استهدفت معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين، لكن إدارته أخفقت في تحقيق خطتها لإبرام اتفاقيات مع عشرات الدول. وأثبتت المفاوضات مع الهند والاتحاد الأوروبي واليابان ودول أخرى أنها أكثر صعوبة مما كان متوقعاً. وقالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين، إن ترامب قد يناقش التجارة خلال لقائه بالرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس جونيور في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء.

وقال ماركوس، أمس الأول الأحد، قبيل مغادرته إلى واشنطن: "أعتزم إبلاغ الرئيس ترامب وكبار مسؤولي إدارته بأن الفيليبين مستعدة للتفاوض على اتفاق تجاري ثنائي يضمن شراكات قوية ومثمرة وموجهة نحو المستقبل، وهي شراكات لن تتمكن سوى الولايات المتحدة والفيليبين من الاستفادة منها"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وأضافت ليفيت أن إدارة ترامب لا تزال على تواصل مع دول العالم، وقد تعلن عن المزيد من الصفقات التجارية أو ترسل المزيد من الرسائل لإخطار الدول بمعدل الرسوم الجمركية التي ستواجهها قبل الأول من أغسطس، لكنها لم تُفصح عن أي تفاصيل. وجاءت تعليقات ليفيت في الوقت الذي قال فيه دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إنهم يستكشفون مجموعة أوسع من التدابير المضادة المحتملة ضد الولايات المتحدة، في ضوء تضاؤل احتمالات التوصل إلى اتفاق تجاري مقبول مع واشنطن.

وأفاد دبلوماسيون بأن عدداً متزايداً من أعضاء الاتحاد، بما في ذلك ألمانيا، يدرسون الآن استخدام تدابير "مكافحة الإكراه" التي من شأنها أن تسمح للاتحاد باستهداف الخدمات الأميركية أو تقييد الوصول إلى المناقصات العامة في حال عدم التوصل إلى اتفاق. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز في مؤتمر صحافي، إن "المفاوضات حول مستوى الرسوم الجمركية مكثفة للغاية حالياً. من الواضح أن الأميركيين غير مستعدين للموافقة على ترتيبات رسوم جمركية متكافئة".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، بعث الرئيس دونالد ترامب رسالة رسمية إلى الاتحاد الأوروبي يحذر المسؤولين فيها من تطبيق رسوم جمركية شاملة تصل إلى 30% على معظم صادرات دول الاتحاد إلى الولايات المتحدة، ما لم يجر التوصل إلى اتفاق مرضٍ قبل الأول من أغسطس/آب المقبل. وبحسب فحوى الرسالة، لن تقتصر الرسوم الجديدة على المنتجات الصناعية والزراعية فحسب، بل ستطاول أيضاً قطاعات حيوية مثل السيارات وقطع الغيار بنسبة 25%، والصلب والألمنيوم بضعف النسبة المفروضة سابقاً، وقد تمتد في المستقبل القريب، إلى الصناعات الدوائية وأشباه الموصلات، إضافة إلى إعلان حديث عن رسوم بنسبة 50% على واردات النحاس.

وبحسب تقديرات المفوضية، فإن الرسوم الأميركية المفروضة حالياً تشمل نحو 380 مليار يورو (أو ما يناهز 442 مليار دولار)، أي ما يعادل 70% من صادرات الاتحاد إلى الولايات المتحدة.

محادثات أميركية- صينية قريباً حول رسوم ترامب

فيما يتعلق بالصين، قال بيسنت إنه ستكون هناك "محادثات في المستقبل القريب جداً". وقال "أعتقد أن التجارة في وضع جيد، وأرى أنه يمكننا حالياً البدء في الحديث عن أشياء أخرى. فالصينيون للأسف... مشترون كبار جداً للنفط الإيراني الخاضع للعقوبات والنفط الروسي الخاضع للعقوبات". وأضاف "يمكننا أيضاً أن نناقش المشكلة الأبرز التي لم نتطرق إليها، وهي إعادة التوازن الواسعة التي يحتاج الصينيون إلى القيام بها". 

وقال بيسنت إنه يحث أوروبا على اتباع الولايات المتحدة إذا طبقت رسوماً جمركية ثانوية على روسيا. وفيما يتعلق باليابان، قال بيسنت إن الإدارة الأميركية أقل اهتماماً بسياساتها الداخلية من اهتمامها بالحصول على أفضل اتفاق للأميركيين. وفرض ترامب رسوماً جمركية جديدة على الحلفاء والخصوم على حد سواء، وفي إبريل/نيسان، زادت واشنطن الرسوم الجمركية على وارداتها من بكين التي ردت بالمثل. ولكن بعد محادثات رفيعة المستوى في جنيف ولندن، خفّض أكبر اقتصادين في العالم مستويات الرسوم الجمركية مؤقتاً حتى منتصف أغسطس، مع استمرار المباحثات بينهما.

(رويترز، العربي الجديد)