وزير الاتصالات اللبناني: زيادة التعرفة أو الاستقالة من الحكومة

وزير الاتصالات اللبناني: زيادة التعرفة أو الاستقالة من الحكومة

19 مايو 2022
وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم (حسين بيضون)
+ الخط -

لوَّح وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم بالاستقالة من مجلس الوزراء في حال لم يُصار إلى زيادة التعرفة انطلاقاً من المرسومَيْن اللذين قدَّمهما في إطار تحسين القطاع ومنع انهياره.

وقال القرم، في مؤتمر صحافي بعد ظهر اليوم الخميس، تطرق فيه إلى واقع قطاع الاتصالات في لبنان، إنّ "غداً آخر فرصة أمام مجلس الوزراء لمنع انهيار القطاع من خلال إقرار رفع التعرفة بشكل مدروس لهيئة أوجيرو ولقطاع الخلوي".

ويعقد مجلس الوزراء اللبناني، يوم غدٍ الجمعة، جلسته الأخيرة برئاسة الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا الجمهوري، قبل أن يتحوَّلَ إلى تصريف الأعمالٍ مع انتهاء ولاية مجلس النواب في 21 مايو/أيار الجاري، وذلك في ظلِّ خشيةٍ شعبية من "تمريراتٍ مشبوهة" وزيادات تفاقم معاناة المواطنين، خصوصاً أنَّ جدول الأعمال الذي سيُبحَث فيه يتضمّن 133 بنداً، في رقم قياسي غير مسبوق لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي يترافق مع مليارات مطروحة للإنفاق.

وأضاف القرم "أتيت لأحسّن القطاع وليس لأكون شاهد زور على انهياره، وإذا لم يقرّ المرسومان بالصيغتَيْن اللتين قدمتهما فخيار الاستقالة مطروحٌ".

وأشار إلى أنه لدينا مرسوما تعرفة موجودان في مجلس الوزراء، لا أحد يحمّلني مسؤولية انهيار القطاع إذا لم تقرّ التعرفة الجديدة لهيئة أوجيرو ولقطاع الخلوي، لأنها خطة ضرورية والوضع لم يعد يحتمل، مضيفاً "بلا إنترنت لا مدارس، ولا مستشفيات ولا اقتصاد، وبلا اقتصاد ما في لبنان".

وشدد القرم على أنه تمكّن من خلق جو تعاون مع كل المسؤولين في القطاع "وتمكنّا معاً من تحقيق الكثير، وكان هدفي أن يقفَ القطاع على رجليه، وكان أملي أن تحصل الحكومة على دعم، واجتمعت مع الجهات كلّها التي يُفترض أن تساعد"، مضيفاً "ما قلته ليس تهرباً من المسؤولية إنما لأن من واجباتي تطبيق القوانين والأنظمة خاصةً بما يخصّ الإنترنت غير الشرعي".

وتعدّ فاتورة الهاتف الخلوي في لبنان من الأغلى عالمياً قبل زيادة التعرفة، في حين لا يحظى المستهلك اللبناني بخدمات جيدة خصوصاً في الفترة الأخيرة، حيث شكا المواطنون من رداءة الاتصالات والإرسال والإنترنت.

تحليق سعر الدولار

وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية الراهنة بفعل انتخاب مجلس نيابي جديد بظروف سليمة وهادئة أمنياً، وانتهاء العملية الانتخابية من دون تسجيل أي حادث أمني، وسط تعويل على ارتداد هذه الحالة إيجاباً على السوق، خصوصاً الدولار، بيد أن مساراً تصاعدياً سريعاً يواجهه اللبناني منذ أيام على صعيد تحليق سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وتجاوزه عتبة 31 ألف ليرة الأربعاء.

كذا تشهد الأسواق ارتفاعاً في أسعار المحروقات التي عادت وسجلت زيادة جديدة اليوم الخميس، وأخيراً الارتفاع اللافت اليوم أيضاً في سعر ربطة الخبز التي وصلت إلى 16 ألف ليرة لبنانية.

وبعدما أعلنت وزارة الطاقة والمياه، الثلاثاء، عن جدول جديد لأسعار المحروقات مع لحظ زيادة كبيرة على مستوى المازوت والغاز والبنزين، في خطوة تزامنت مع عودة طوابير السيارات أمام محطات الوقود في ظل ترشيد التوزيع، شهدت الأسعار اليوم ارتفاعاً جديداً، بحيث باتت صفيحة البنزين تلامس عتبة 600 ألف ليرة لبنانية، بينما المازوت قارب الـ700 ألف، الأمر الذي ستكون له انعكاسات كبيرة على الكثير من القطاعات، ولا سيما على تسعيرة المولدات الخاصة التي باتت أصلاً خياليةً وتفوق قدرة المواطن على التحمل.

ارتفاع سعر الخبز والبنزين

وزاد سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 17 ألف ليرة لتصبح 559,000 ليرة، و98 أوكتان 17 ألف ليرة لتصبح 569,000 ليرة، والمازوت 65 ألف ليرة لتصبح 680 ألف ليرة، والغاز 33 ألف ليرة لتصبح القارورة بـ408,000 ليرة.

ورُبِط ارتفاع أسعار البنزين اليوم بارتفاع سعر صرف الدولار وفق منصة صيرفة التابعة لمصرف لبنان من 23,200 ليرة إلى 23,700 ليرة، وبزيادة ما يقارب 10 دولارات على الكيلوليتر المستورد، فيما زادت باقي الأسعار ربطاً بارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وذلك باعتبار أنّ الدعم مرفوع عنها بالكامل.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

من جهة ثانية، طاول لهيب الأسعار لقمة الفقير، إذ رفعت وزارة الاقتصاد سعر ربطة الخبز الكبيرة إلى 16 ألف ليرة لبنانية، فيما بلغ سعر الخبز الوسط 13 ألف ليرة والربطة الصغيرة 8 آلاف ليرة.

وبرّرت وزارة الاقتصاد، وفق بيان لها، التسعيرة الجديدة بـ"الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات التي تؤثر مباشرة في سعر إنتاج الطحين وفي كلفة إنتاج ربطة الخبز وكلفة النقل، إلى جانب ارتفاع سعر القمح في الأسواق العالمية نتيجة الأزمة الأوكرانية".

تجدر الإشارة إلى أن لبنان يعاني من أزمة قمح في الوقت الراهن وربطاً شحاً كبيراً بالخبز، مع انقطاعه في الكثير من المناطق اللبنانية، الأمر الذي أدى إلى خلق سوق سوداء حتى في بيع الخبز، بحيث وصل سعر ربطة الخبز في بعض المناطق إلى 30 ألف ليرة، لاستغلال التجار تهافت الناس على شرائه وصعوبة الحصول عليه.

المساهمون