وزيرة الخزانة الأميركية المرشحة أمام تحد لمعالجة ديون بلادها

وزيرة الخزانة الأميركية المرشحة أمام تحد: التعامل مع الديون الضخمة

19 يناير 2021
خطط التحفيز تزيد تحديات يلين (Getty)
+ الخط -

هناك سؤال كبير يطرح نفسه على جانيت يلين في جلسة الاستماع لتعيينها لمنصب وزيرة الخزانة الأميركية اليوم الثلاثاء: إلى أي مدى الديون التي تتراكم على الولايات المتحدة الأميركية كبيرة فعلاً؟ 
يشرح موقع "وول ستريت جورنال" في تقرير موسع نشر اليوم الثلاثاء، أنه في السنوات الأربع الماضية، زاد الدين الحكومي الأميركي بمقدار 7 تريليونات دولار إلى 21.6 تريليون دولار. التزم الرئيس المنتخب جو بايدن ببرنامج إنفاق يمكن أن يضيف تريليونات أخرى في العام المقبل.

بنسبة 100.1% من الناتج المحلي الإجمالي، يتجاوز الدين بالفعل الناتج السنوي للاقتصاد، مما يضع الولايات المتحدة في القائمة مع اقتصادات تشمل اليونان وإيطاليا واليابان.
عندما عملت يلين في إدارة كلينتون رئيسة لمجلس البيت الأبيض للمستشارين الاقتصاديين، تقول "وول ستريت جورنال"، كانت من بين أولئك الذين ضغطوا من أجل ميزانية متوازنة. واليوم، انضمت، بحذر، إلى إجماع ناشئ يركز على أن المزيد من الاقتراض قصير الأجل مطلوب لمساعدة الاقتصاد، حتى بدون وجود خطط ملموسة لسداده.

من وجهة النظر المركزية، توقع بقاء أسعار الفائدة منخفضة في المستقبل المنظور، يجعل تمويل الاقتراض أكثر سهولة. وستتعامل إدارة بايدن الآن مع التقدميين الذين يريدون المزيد من الإنفاق، والمحافظين الذين يقولون إن الحكومة تزيد ميزانيتها العمومية المتضخمة. إن التحدي الذي ستواجهه يلين، سيكون الحفاظ على الديمقراطيين معاً وإقناع بعض الجمهوريين بالانضمام إليهم.
ومن المقرر أن تدلي يلين، التي ستكون كبيرة المستشارين الاقتصاديين لبايدن، بشهادتها اليوم الثلاثاء أمام اللجنة المالية في مجلس الشيوخ، والتي ستصوت على ترشيحها.

إذ بعد سنوات من انخفاض التضخم وأسعار الفائدة بالقرب من الصفر، يقول المزيد من الاقتصاديين إنه يجب على الحكومة الاقتراض للحفاظ على استمرار الاقتصاد لأن القطاع الخاص ليس في أحسن أحواله. مع توقع أن تظل تكاليف الاقتراض منخفضة وأن الاقتصاد المنكوب بالوباء لا يزال ضعيفاً، فإن الزيادات المؤقتة في العجز ليست فقط مقبولة ولكنها مرغوبة إذا ساعدت في تعزيز الانتعاش، كما يعلل الاقتصاديون أقوالهم لـ "وول ستريت جورنال".
في الماضي، حمل بنك الاحتياطي الفيدرالي العبء عن طريق خفض أسعار الفائدة قصيرة الأجل، مما سمح للقطاع الخاص بالاقتراض بسعر رخيص. لكن اليوم انخفضت أسعار الفائدة بالفعل إلى الصفر.
ستخبر يلين المشرعين اليوم الثلاثاء بأنها هي وبايدن يقدران حجم عبء ديون البلاد، وفقاً لنسخة من ملاحظاتها المعدة التي استعرضتها صحيفة وول ستريت جورنال. وتعتزم أن تقول: "لكن في الوقت الحالي، مع تراجع أسعار الفائدة إلى مستويات تاريخية منخفضة، فإن أذكى شيء يمكننا القيام به هو التصرف بشكل سريع" .
أقوى المدافعين عن هذا الرأي هم الاقتصاديون من يسار الوسط، بما في ذلك وزير الخزانة السابق لورانس سمرز. اعتنق الجمهوريون ضمنياً الفكرة عندما كانوا في السلطة.

بشر الرئيس دونالد ترامب ببرامج الإنفاق والتخفيضات الضريبية التي دفعت الدين إلى الارتفاع الحاد حتى قبل أزمة فيروس كورونا. كما رفع جورج دبليو بوش الإنفاق وخفض الضرائب وزاد العجز. 
بايدن يتبنى وجهة النظر ذاتها. ويوم الخميس، اقترح حزمة مساعدات بقيمة 1.9 تريليون دولار تشمل مدفوعات تحفيزية بقيمة 1400 دولار للأفراد، ومزايا موسعة للبطالة وإجازة عمل مدفوعة الأجر، ومساعدة للمدارس والشركات الصغيرة المتضررة بشدة، وبرنامج تطعيم وطني، وفقاً لـ "وول ستريت جورنال".

يأمل بايدن أن تركز الخطوة الثانية على الاستثمارات طويلة الأجل، مثل الطاقة الخضراء والبنية التحتية.
ولكن لم يتم التطرق إلى السؤالين التوأمين حول ما إذا كان هناك سقف لعبء ديون الولايات المتحدة وكيف ستسدده الدولة. يقول مايكل بوسكين، الاقتصادي بجامعة ستانفورد لـ "وول ستريت جورنال": "في مرحلة ما سنبدأ في دفع ثمن ذلك". 
يوافق بوسكين على أن أسعار الفائدة المنخفضة والاقتصاد الضعيف يساعدان في إثبات أهمية الدعم الفيدرالي. ويشرح إنه يفضل التخفيضات الضريبية على الإنفاق الحكومي، ويحذر من أنه لا يمكن الاستمرار في العجز الهائل دون حدود.
يشعر بعض الاقتصاديين بالقلق من أن صدمة للاقتصاد الأميركي قد تدفع المستثمرين بعيداً عن السندات الحكومية. تضاعف الدين الحكومي كحصة من الاقتصاد أكثر من ثلاثة أضعاف خلال العشرين عاماً الماضية. وهذا يجعله مرتفعا نسبيا،كما كان خلال فترة الكساد الكبير واقترب من المستويات التي شوهدت في نهاية الحرب العالمية الثانية.

بحساب السندات التي تصدرها الحكومة لصناديق الضمان الاجتماعي، والتي غالباً ما يقوم الاقتصاديون بخصمها، فإن الدين أكبر كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي الآن.
ومع ذلك، من خلال الصدمات الاقتصادية في السنوات العشرين الماضية، تدفق المستثمرون على سندات الخزانة، التي يُنظر إليها على أنها ملاذ في أوقات الاضطرابات. بمساعدة تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية وشراء السندات، لا يقتصر الأمر على أسعار الفائدة قصيرة الأجل في الولايات المتحدة بالقرب من الصفر فحسب، بل إن تكلفة الاقتراض الحكومي للديون الصادرة حديثاً لمدة 30 عاماً أقل من 2%.
وفي حين يقر الاقتصاديون من اليسار واليمين بأن الحكومة لديها قدرة أكبر على الاقتراض مما كان يعتقد من قبل، لا يوجد حتى الآن توافق في الآراء بشأن حدود الاقتراض على المدى المتوسط إلى الطويل، وهو سؤال رئيسي يواجه يلين وبايدن.

المساهمون