وزيرا المالية المصري والأميركي يشاركان بافتتاح فندق قطري في مصر
شارك وزير المالية المصري محمد معيط ونظيره الأميركي ستيفن منوتشين في حفل افتتاح فندق سانت ريجيس القاهرة في منطقة رملة بولاق بكورنيش النيل، المملوك لشركة الديار القطرية، بحضور وزير المالية القطري علي العمادي، الذي زار مصر يوم الثلاثاء كأول مسؤول قطري منذ عام 2017 بعد ساعات من توقيع مصر على بيان العلا بشأن المصالحة بين دولة قطر والدول الأربع، السعودية والإمارات ومصر والبحرين.
وتعتبر هذه الفعالية الأولى من نوعها التي تجمع مسؤولين قطريين ومصريين منذ عام 2013 عندما توترت العلاقات بين البلدين عقب الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي واتهام السلطة الحاكمة الجديدة للدوحة بدعم الإخوان المسلمين والإرهاب.
وتسببت هذه الخلافات السياسية في تعطيل مشروع فندق سانت ريجيس إلى جانب مشروعات سياحية واقتصادية كبرى مملوكة لشركة الديار وشركات أخرى.
وقال معيط خلال الحفل: نبارك لشركة الديار القطرية افتتاح هذا الفندق الرائد اليوم والذي جاء نتيجة قرار الشركة بالاستثمار في القطاع السياحي أحد أهم القطاعات للاقتصاد المصري"، مشدداً على أن "زيادة الاستثمارات الأجنبية في مصر تعتبر أحد أهم أهداف الحكومة المصرية، والقطاع الخاص يمثل أحد أهم قطاعات الاستثمار في مصر، والاهتمام بالتوسع في الاستثمار يخلق فرصًا اقتصادية من خلال دعم الاقتصاد الكلي وزيادة الوظائف وتوطين التكنولوجيا. لذلك فإن الحكومة المصرية ترحب دائماً بالاستثمارات الأجنبية وتوفر لها المناخ المناسب للاستثمار".
العمادي: الاستثمارات القطرية في مصر تتجاوز 5 مليارات دولار
من جانبه، قال وزير المالية القطري، علي شريف العمادي، إن استثمار دولة قطر عن طريق شركة الديار في مشروع فندق "سانت ريجيس القاهرة"، تؤكد بشكل عملي على التزامها بالمساهمة في دعم القطاع السياحي لدوره الحيوي في التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل، لافتا إلى أن المشروع يمثل إضافة جديدة للاستثمارات القطرية في مصر التي تتجاوز الخمسة مليارات دولار في مختلف المجالات.
في سياق مواز أيضاً، أوضح رئيس مجلس إدارة شركة الديار القطرية، الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، الذي شهد التدشين، أن الشركة تسعى دائما لتنويع مصادر الاستثمار سواء من حيث الطبيعة النوعية للمشاريع، أو اختيارها للوجهات الاستثمارية الأكثر تميزا من حيث العوائد على الاستثمارات، مشيرا إلى أن المشروع يعتبر علامة من الطبيعة النوعية للمشروع الذي سيكون وجهة سياحية متفردة في قلب القاهرة.
وأوضح أن المشروع يمثل بداية لاستكمال العديد من المشاريع في مصر في الفترة القادمة، مبينا أن استثمارات الديار القطرية الحالية في السوق المصري تجاوزت 3 مليارات دولار، موزعة على عدد من المشاريع التي تجاوزت مساحتها 40 مليون متر مربع ما بين سياحية وسكنية ومتعددة الاستخدام".
أما منوتشين، فذكر في تصريح له أن "إنجاز هذا المشروع لم يكن ممكنا لولا مجهودات شركة الديار القطرية، ومن خلال استثمار الديار القطرية في هذا المشروع يمكننا رؤية أثر التعاون الاقتصادي في خلق فرص العمل وتنمية المصالح المشتركة في الفرص الاستثمارية"، وفقا لوكالة الأنباء القطرية "قنا".
ويتواجد منوتشين حالياً في القاهرة موفداً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتباحث في بعض الملفات مع المسؤولين المصريين من بينها موقف مفاوضات سد النهضة والقضية الفلسطينية، إلى جانب بعض الملفات الاقتصادية الأخرى التي تنسق فيها واشنطن مع القاهرة.
وقبل توقيع مصر على البيان، قالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد" إن الأولوية العاجلة المهمة بالنسبة لمصر هي المضي قدماً في عودة الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرة والدوحة التي أدى توقفها لخسائر كبيرة لقطاع الطيران المصري، وبعد ذلك العمل على تنشيط التعاون في بعض المجالات الاقتصادية وجذب الاستثمارات، لكن الملفات ذات الصلة بالسياسة والإعلام مرجأ حسمها لأجل غير مسمى.
ومن جهة أخرى؛ كشفت مصادر إعلامية مصرية صدور تعليمات من المخابرات العامة لجميع وسائل الإعلام الموالية لها بشن هجوم على قطر والمصالحة قبل ساعات من عقد القمة الخليجية، في إطار إعراب النظام الحاكم عن عدم رضاه على الصيغة التي سيخرج بها الاتفاق المبدئي والذي يحقق مكاسب أكبر لقطر.
توفير 5 آلاف فرصة عمل
ومنذ دخول شركة الديار القطرية، السوق المصري في عام 2006، تضمنت الأهداف الاستراتيجية للشركة تنويع مجالات الاستثمار في المجالات العقارية والسياحية، بالإضافة للمساهمة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني عبر تسخير القدرات لتحقيق البعد الاجتماعي والثقافي وخلق المزيد من فرص العمل وتعظيم نسبة المحتوى المحلي، وفقا للرئيس التنفيذي لشركة الديار، عبد الله بن حمد العطية.
وأوضح العطية، أن مشروع "سانت ريجيس القاهرة " وفّر أكثر من 5 آلاف فرصة عمل مباشرة أمام العمالة المصرية، منها نحو ألف مهندس من مختلف التخصصات خلال مرحلة البناء، كما دعم المشروع الصناعة الوطنية المصرية بشكل مباشر، حيث اعتمد على السوق المحلي لتوفير مواد البناء ومكونات المشروع بنسبة تخطت 70% من كافة الاحتياجات.
أما ساتيا أنند رئيس شركة ماريوت أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا فقال إن "مصر أحد أهم أسواقنا الرئيسية ذات الأهمية الاستراتيجية لنمو المجموعة في المنطقة، فمدينة القاهرة وجهة سياحية ذات عوامل جذب مختلفة للسياحة العالمية نظرا لطبيعتها الخاصة التي تحتوي على مزيج خاص من التاريخ والثقافة والتقاليد والسحر. ويعد فندق سانت ريجيس القاهرة إضافة هامة لمجموعة علامتنا التجارية سريعة النمو، ومن المتوقع أن يساهم في رفع مستوى الضيافة الفاخرة في القاهرة بتصميمه الرائع، ومستويات الخدمة غير المسبوقة، والمرافق الاستثنائية".
ومع بدء التشغيل، يوفر المشروع نحو 440 فرصة عمل دائمة في الفندق والمرافق الملحقة به، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى ألف وظيفة 95% منها من العمالة الوطنية المصرية.
وتضم استثمارات "الديار القطرية" في مصر مشروعا بمدينة شرم الشيخ بمساحة 300 ألف متر مربع، بواقع ثلاث قطع أرض، ويعد مشروع الغردقة أكبر استثمارات الشركة في مصر على مساحة 30 مليون متر مربع، تقع بين خليج سوما باي وخليج ماكادي باي على طريق الغردقة ــ سفاجا، وتعاقدت عليها الشركة عن طريق التخصيص مع الهيئة العامة للتنمية السياحية عام 2006.
كما تمتلك الشركة مشروع "نيو جيزا" أو "الجيزة الجديدة" والذي يمتد على مساحة 1500 فدان، بالقرب من منطقة السادس من أكتوبر غرب القاهرة، والذي قررت الشركة ضخ استثمارات فيه بقيمة 3 مليارات دولار.
يشار إلى أن شركة "الديار القطرية للاستثمار العقاري" تأسست عام 2005، كإحدى شركات جهاز قطر للاستثمار، بهدف دعم الاقتصاد القطري، وتنفيذ مشاريع التنمية العقارية في داخل دولة قطر وخارجها.
واعتباراً من عام 2017، بلغ رأس مال شركة الديار القطرية 7 مليارات دولار، فيما تجاوز عدد مشاريعها 39 مشروعا قيد التطوير في قطر وفي 21 دولة حول العالم، باستثمارات تقدر بأكثر من 35 مليار دولار.
