استمع إلى الملخص
- تهدد الرسوم الجمركية التي تصل إلى 25% على السلع الكندية والمكسيكية بحدوث كارثة اقتصادية، حيث تعتمد كندا بشكل كبير على التجارة مع الولايات المتحدة، مما يثير مخاوف من حرب تجارية.
- تواجه الحكومة الكندية أزمة سياسية حادة، مع تزايد الاستياء من إدارة ترودو، واستمرار ترامب في التقليل من شأنه على مواقع التواصل الاجتماعي.
بحث وزيرا الخارجية والمال الكنديان مع أعضاء في فريق دونالد ترامب الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي المنتخب فرضها على أوتاوا بعد تنصيبه رسمياً في يناير/كانون الثاني المقبل. وعقدت وزيرة الخارجية ميلاني جولي والمال دومينيك لوبلان اجتماعاً مع هاورد لوتنيك الذي رشحه ترامب لتولي وزارة التجارة في إدارته المقبلة، وسيكون مكلفاً بإعداد خطة واشنطن في مجال الرسوم والتجارة.
كما شارك في الاجتماع، الذي عقد الجمعة في منتجع مارالاغو العائد لترامب في فلوريدا، مرشح ترامب لمنصب وزير الداخلية دوغ بورغم. وأكد متحدث باسم لوبلان أن اللقاء كان "إيجابياً وبنّاء". وهدد ترامب الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير بفرض الرسوم الجمركية التي تصل إلى 25% على السلع الكندية والمكسيكية مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات، لا سيما الفنتانيل، والهجرة.
ويحذّر خبراء من أن الرسوم الجمركية المرتفعة التي هدد ترامب بفرضها ستكون كارثية على كندا، إذ تعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر للبلاد وتستورد أكثر من 75% من صادراتها. كما يعتمد نحو مليوني وظيفة في كندا على التجارة. ووعد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بإجراءات رد في حال فرض هذه الرسوم الجمركية من دون أن يعطي أي توضيحات بشأنها، ما أثار مخاوف من حرب تجارية بين البلدين الجارين.
وأكد المتحدث باسم وزير المال الكندي أن لوبلان وجولي "عرضا الإجراءات الملحوظة في خطة الحدود الكندية، وأعادا التشديد على الالتزام المشترك بتعزيز أمن الحدود، إضافة إلى مكافحة الأذى الذي يسبّبه الفنتانيل لإنقاذ حياة الكنديين والأميركيين". ووُضعت الخطة الجديدة لضبط الحدود، التي تقدّر كلفتها بمليار دولار كندي (694 مليون دولار أميركي)، رداً على تهديدات ترامب وهواجسه المعلنة.
وتأتي الزيارة إلى كندا فيما تواجه الحكومة الكندية أزمة سياسية حادة. وقد ضعف جاستن ترودو بسبب انسحاب حليفه اليساري من الحكومة وجراء الاستياء المتنامي في صفوف حزبه. واستقالت نائبته قبل مدة قصيرة كاشفة عن معارضتها كيفية إدارته الحرب الاقتصادية التي ترتسم ملامحها مع الولايات المتحدة. كما جاء الاجتماع بينما يستمر ترامب في التقليل من شأن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي يوم عيد الميلاد، وصف ترامب زعيم الدولة الحليفة بشكل وثيق للولايات المتحدة بأنه "حاكم كندا جاستن ترودو"، وألمح مرة أخرى إلى أن كندا أصبحت الولاية الأميركية رقم 51.
(فرانس برس، العربي الجديد)