وانغ شوانفو... الصيني الذي يهدد إمبراطورية إيلون ماسك

01 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 10:42 (توقيت القدس)
مؤسس "بي واي دي" خلال مؤتمر لمركبات الطاقة الجديدة لعام 2023 في معرض ميونخ (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وانغ شوانفو نشأ في فقر وفقد والديه مبكرًا، لكن بدعم إخوته، درس الكيمياء والمعادن وأسس شركة بطاريات ناجحة، ثم انتقل إلى قطاع السيارات وأسس "بي واي دي"، الرائدة في السيارات الكهربائية.

- "بي واي دي" تفوقت على "تسلا" في مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا بنسبة 40% في 2024، محققة إيرادات 107 مليارات دولار، وأعلنت عن شاحن بطاريات فائق السرعة، مما عزز مكانتها.

- يواجه وانغ تحديات الرسوم الجمركية الأميركية والضرائب الأوروبية، لكنه يظل رهانًا كبيرًا للصين، مع ثروة بلغت 27.7 مليار دولار، مما يعكس نجاحه المستمر.

باع إخوته ممتلكاتهم كي ينفقوا على تعليمه الجامعي، فقد كانوا يرون أنه يحمل أحلاماً تمكنه من غزو دروب العالم، وها هو بالفعل ينجح في تحقيقها... إنه الصيني "وانغ شوانفو" مؤسس شركة السيارات "بي واي دي" (BYD)، التي تجاوزت مبيعاتها "تسلا" الأميركية.

رفع مؤسس الشركة الصينية، التي اقتفت في السنوات الأخيرة أثر "تسلا" شعار "اصنعوا أحلامكم". وقد تمكنت شركته بالفعل من قيادة السوق في غضون سنوات قليلة لتغزو الكثير من الأسواق وتسيطر على دروب بلدها، ثاني أكبر اقتصاد في العالم. التقدم السريع لسيارة "بي واي دي" جاء وسط تراجع حاد في مبيعات "تسلا" في الصين وأوروبا، حيث سجلت مبيعات العلامة الصينية ارتفاعاً بنسبة 40% على الصعيد العالمي في العام الماضي 2024، لتحقق معاملاتها بقيمة 107 مليارات دولار، مقابل 97.7 مليار دولار لسيارة تسلا التي ساهمت حالة الجدل الواسعة حول إيلون ماسك في كبحها.

وسيكون على وانغ شوانفو، بعد هذا النجاح مواجهة صعوبات في العام الحالي، بسبب الرسوم الجمركية المفروضة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات من الصين والضرائب الأوروبية على سيارة BYD.

تراهن الصين كثيراً في حربها التجارية مع الولايات المتحدة على شركة مثل هذا العملاق الصيني لصناعة السيارات. فقد كان رئيسها ضمن نخبة المستثمرين الصينيين الذين اجتمع بهم الرئيس شي جين بينغ في منتصف فبراير/شباط الماضي.

كانت الرسالة التي بعث بها ذلك الاجتماع، حسب مراقبين، واضحة وتتمثل في تأكيد القدرة على الابتكار في ذروة التوترات التجارية، والرهان على التكنولوجيا بهدف تأمين استقلالية العملاق الآسيوية والحد من الارتهان للشركات الأميركية.

تلك رسالة التقطها وانغ شوانفو، الذي أعلنت شركته في الأسبوع الماضي، عن شاحن للبطاريات فائق السرعة، يمكنه شحن المركبة في غضون خمس دقائق، بما يسمح بالسير لمسافة تصل إلى 470 كيلومتراً، ما يعني أن محطات الشحن ستكون أسرع بأربع مرات من محطات "تسلا".

يشير تقرير لمجلة فوربس نشر أخيراً على موقعها الإلكتروني إلى أن ثروة وانغ شوانفو، التي كانت في حدود 4.4 مليارات دولار قبل عشرة أعوام، ووصلت إلى 18.7 مليار دولار في 2023، قبل أن تنخفض إلى 14.2 مليار دولار في العام الماضي، غير أن فوربس تسجل أن تلك الثروة قفزت إلى 27.7 مليار دولار في مارس/آذار الجاري، كي يحتل صاحبها المركز 87 بين أثرياء العالم.

لقد حلم الملياردير الصيني البالغ من العمر 58 عاماً، بأن تتصدر شركته سوق السيارات الكهربائية. ذلك حلم تعامل معه مستثمرون بالكثير من الجدية، فقد بادر المليادير الأميركي المخضرم وارين بافت إلى اقتناء حصة في أسهم BYD في 2008.

ينحدر وانغ شوانفو، من أسرة فقيرة، وفقد والديه عندما كان مراهقاً، فالتف حوله إخوته الذين شجعوه على طلب العلم، ومولوا مساره الدراسي. فقد عمدوا إلى بيع كل ممتلكاتهم، حسب كاتب تناول سيرته، كي يتيحوا له ولوج الجامعة.

من اهتموا بسيرته يؤكدون أن المليادير المتكتم، حثه أساتذته عندما حصل على دبلوم في الكيمياء والمعادن من معهد البحث في المعادن غير الحديدية في بكين عام 1978، على أن يصبح باحثاً في مجال تخصصه، غير أنه قرر إحداث شركة لتصنيع البطاريات القابلة للشحن.

حظيت بطاريات "بي واي دي" باهتمام شركات صناعة الهواتف النقالة مثل نوكيا وسامسونغ، غير أن الشركة تحولت إلى قطاع السيارات بعد شراء شركة تسيشوان قبل أكثر من عشرين عاماً، ليبدأ مساراً غير مسبوق يقوم على بناء منظمة تبدأ من البطاريات الكهربائية إلى صناعة السيارة الكهبرائية التي تجاوزت الكثير من الماركات العالمية.

لم يغب عن المهتمين بمساره ذلك الحلم الذي راوده في الأعوام الأخيرة، إذ راهنوا على لحاق BYD بسيارة تسلا، غير أن الجميع فوجئ بتجاوز وانغ شوانفو، إيلون ماسك في العام الماضي. فهل يشحنه ذلك بطاقة جديدة من أجل تجاوز تداعيات الحرب التجارية الواسعة التي يشنها ترامب؟