استمع إلى الملخص
- ترى مؤسسة كابيتال إيكونوميكس أن الشركاء التجاريين سيختارون نهج الحد من الأضرار بدلاً من التصعيد، مما يقلل من احتمالات نشوب حرب تجارية عالمية كبيرة.
- تزايدت أهمية الخدمات في التجارة العالمية، مما يحد من تأثير الرسوم الجمركية على السلع، ويقلل من خطر تكرار انهيار التجارة العالمية كما حدث في الثلاثينيات.
تثير سلسلة القرارات الأخيرة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية على 3 دول المخاوف من اندلاع حرب تجارية تضرب الاقتصاد العالمي، مثلما حدث في القرن الماضي، حينما طبقت الحكومة الأميركية رسوماً مرتفعة على الواردات في ما عرف بتعرفة سموت-هاولي. وهي تشريع أميركي أقر في 17 يونيو 1930، رفعت الحكومة الأميركية بموجبه رسوم الاستيراد لحماية الشركات والمزارعين الأميركيين، مما أضاف ضغطًا كبيرًا على المناخ الاقتصادي الدولي في فترة الكساد الكبير.
لكن مؤسسة كابيتال إيكونوميكس للأبحاث الاقتصادية، تعتقد أن الشركاء التجاريين سيبتعدون عن التصعيد، مما يقلل من مخاطر حدوث صدمة اقتصادية عالمية زلزالية مرتبطة بالتجارة كما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي، وقالت "كابيتال إيكونوميكس" في مذكرة نقل موقع" إنفستنغ.كوم" مقتطفات منها، السبت، إنه على الرغم من أن "الرسوم الجمركية قد تهيمن على العناوين الرئيسية.. فإن قصة التجارة العالمية أكبر بكثير من الرسوم المفروضة على السلع"، حيث ارتفعت الخدمات، التي لا تخضع للتعريفات الجمركية، كنسبة مئوية من إجمالي التجارة العالمية على مدى العقود الثلاثة الماضية، مما حد من فرصة حدوث تراجع التجارة العالمية المدمر الذي شهدته ثلاثينيات القرن الماضي. وفي أعقاب قانون سموت-هاولي للتعرفة الجمركية لعام 1930، الذي رفع رسوم الاستيراد الأميركية بشكل كبير إلى مستويات قياسية، رد الشركاء التجاريون بالمثل مما أدى إلى تأجيج حرب تجارية شرسة ساهمت في انهيار التجارة العالمية، ما فاقم الكساد الكبير.
وتقول "كابيتال إيكونومكس"، إنه بالإضافة إلى التركيبة المتغيرة للتجارة العالمية، أظهر التاريخ الحديث أن شركاء الولايات المتحدة التجاريين يفضلون نهج الحد من الأضرار بدلاً من التصعيد ضد تعريفات ترامب، مما يقلل احتمالات نشوب حرب تجارية عالمية كبيرة.
ورأت المؤسسة أنه من المحتمل أن "تستجيب الدول الأخرى للتعريفات الجمركية الأميركية بطريقة تهدف إلى تقليل خطر التصعيد"، مشيرة إلى القرائن التي تشير إلى أن كندا تدرس فرض تعريفات جمركية ذات تأثير سياسي ولكن بأضرار اقتصادية طفيفة.
وأضافت: "هذا من شأنه أن يحاكي الرد على التعريفات الجمركية خلال إدارة ترامب الأولى، حيث تمت معايرة الانتقام بطريقة تزيد التأثير السياسي إلى أقصى حد مع احتواء الضرر الاقتصادي". كما من شأن هذا أيضاً أن يقلل خطر الانزلاق إلى الحمائية على المستوى العالمي على غرار ما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي".
وتأتي المخاوف المتجددة في أعقاب فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا. وفي إشارة تظهر مدى عدم لجوء العالم إلى حرب تجارية، تراجعت كولومبيا عن خوض حرب تجارية مع الولايات المتحدة، وسحبت تعريفاتها الجمركية الانتقامية بعد أن هددها ترامب بفرض رسوم جمركية وقيود على التأشيرات لرفضها قبول طائرة عسكرية أميركية تحمل مهاجرين مرحلين.