هل انتهى الصيف الساخن للعملات الرقمية وبدأ التراجع؟

02 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 13:24 (توقيت القدس)
منصة إف تي إكس لتداول العملات الرقمية (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد أسعار العملات المشفرة تقلبات ملحوظة، حيث يُتوقع أن يؤدي الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة إلى زيادة الإقبال عليها كملاذ آمن، مما قد يرفع أسعارها، بينما تشير تقارير أخرى إلى احتمال هبوطها بعد صيف نشط.

- ارتفعت أسعار العملات المشفرة مثل البيتكوين والإيثر، في حين تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، مما يعكس بحث المستثمرين عن أصول بديلة في ظل عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

- تواجه الشركات التي اندفعت لشراء العملات المشفرة تحديات بسبب وفرة المعروض وتراجع أسعار الأسهم، مما يثير تساؤلات حول استدامة هذه الاستراتيجية على المدى الطويل.

تمر أسعار العملات المشفرة بمرحلة من التأرجح، بحسب ما ترصده تقارير مختلفة، فبعض التوقعات ترجح أن يؤدي الإغلاق المؤقت للحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة إلى تزايد إقبال المستثمرين على شراء العملات المشفرة كملاذ آمن ومن ثم يؤدي لارتفاع أسعارها، وهو ما حدث مع الذهب الذي سجل ارتفاعات تاريخية، ترجح تقارير أخرى أن الأسعار قد هدأت وربما تتجه نحو الهبوط بعد صيف ساخن أقبلت فيه شركات كثيرة على شراء العملات الرقمية بكثافة بعدما ألقى الرئيس الأميركي ورموز إدارته بثقلهم خلفها.

ويشير تقرير صادر اليوم عن مجموعة "فاست كومباني" المالية المتخصصة إلى أن أسعار العديد من العملات المشفرة قد ارتفعت، في الوقت الذي تراجعت فيه العقود الآجلة للأسهم الأميركية. يشير التقرير إلى أن البيتكوين سجلت ارتفاعا بنسبة 2.8%، لتصل إلى 116 ألفا ومائتين وواحد وثمانين دولاراً، كما ارتفعت الإيثر بنفس النسبة لتصل إلى 4283 دولارا.

من الطبيعي أن يبحث المستثمرون، خاصة الأميركيين، عن أصول أقل ارتباطا بالأسواق التقليدية في هذه الظروف. يرى ففي أوقات عدم اليقين السياسي أو الاقتصادي، يلجأ بعض المستثمرين إلى ما يُعرف بأصول "الملاذ الآمن". تاريخياً كان الذهب يلعب هذا الدور، لكن في السنوات الأخيرة بدأت العملات المشفرة تُعتبر بديلاً حديثاً.

وقد تزامن ارتفاع أسعار العملات المشفرة مع اللحظة التي دخلت فيها الحكومة الأميركية رسمياً في حالة إغلاق، وهو ما يوحي بوجود رابط مباشر، غير أن "الإغلاق" الذي ربما يكون قصيرا لو اتفق الديمقراطيون والجمهوريون على مشروع تمويل قد يضع حدا لهذه المكاسب وربما يؤدي إلى عكسها.

نهاية صيف ساخن

في المقابل، يشير تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال المتخصصة إلى أن السباق الذي شهده الصيف الماضي على اقتناء العملات الرقمية ربما وصل إلى نهايته، فحسب الصحيفة امتلأت الخزائن بهذه العملات بعدما اندفعت أكثر من 200 شركة على تخزينها، وأن مشتريات بيتكوين قد تراجعت بشكل مطرد خلال الشهور الأخيرة. لم يقتصر الأمر على هبوط أسعار البيتكوين لكنه امتد إلى أسهم الشركات التي قامت بجعلها جزءا من خزانتها، وتقول الصحيفة إن ربع الشركات المدرجة في البورصة التي تبنت تلك الاستراتيجية قد انخفضت قيمة أسهمها مستوى أقل مما تملكه من أصول رقمية، كما أنها لفتت أنظار الجهات التنظيمية إليها.

وقد أقبلت الشركات في اندفاعة محمومة على إضافة بيتكوين وغيره من العملات المشفّرة ضمن أصولها المالية، بعدما أعلن الرئيس ترامب دعمه العلني لصناعة الأصول الرقمية. وخلال أشهر قليلة، كشفت عشرات الشركات عن خطط للتخلي عن تركيزها على صناعات مثل التكنولوجيا الحيوية أو معدات الزراعة، لمصلحة بيتكوين وغيرها من العملات الرقمية.

ويُرجع مصرفيون ومحلّلون التباطؤ الحالي إلى تخمة الأسهم التي أصدرتها شركات الخزائن المشفّرة في مبيعات خاصة للمستثمرين. هذه الطروحات بدت للبعض وسيلة سريعة وفعالة لتمويل مشتريات بيتكوين، لكن تبيّن أن عدداً كبيراً منها تبنّى الاستراتيجية نفسها في الوقت نفسه.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

شركة Strategy (المعروفة سابقاً باسم مايكروستراتيجي) كانت رائدة في التحوّل إلى شراء بيتكوين، لكنها تواجه الآن صعوبات مع وفرة المعروض. فقد تراجعت أسهمها بنسبة 20% خلال الربع الثالث، وأصبحت تتداول الآن عند 1.5 ضعف قيمة ما تملكه من بيتكوين، بعدما كانت تتجاوز ثلاثة أضعاف في ذروتها.

ويتوقع مصرفيون أن سلسلة صفقات أخرى بين شركات قوية مالياً وأخرى أصغر يمكن أن تساعد في امتصاص فائض الأسهم من السوق. لكن ذلك رهن بعدم انهيار أسعار العملات الرقمية. فهبوط حاد في البيتكوين وغيره قد يجبر الشركات على بيع ما تملكه لتغطية نفقاتها التشغيلية، مما قد يفاقم موجة البيع.

وقد ارتفع البيتكوين بنسبة 6% خلال الربع الثالث، بينما قفز الإيثر - الرمز الأصلي لسلسلة بلوك تشين إيثريوم - بنسبة 0.68%. وما زالت الصفقات قائمة خارج البيتكوين، إذ ظهرت شركات لتخزين رموز الإيثر، وسولانا، وAVAX. ويمكن "تجميد" هذه الرموز لفترة زمنية محددة للحصول على عائد، ما يمنح المساهمين في شركات الخزائن المشفّرة عائداً شبيهاً بالأرباح.

ومع ذلك، فإن الزيادة السريعة في عدد هذه الشركات، التي راكمت كل شيء من البيتكوين إلى عملة المزاح "دوجكوين"، دفعت فاعلين في الصناعة إلى التشكيك في استدامة هذه الاستراتيجية على المدى الطويل.

المساهمون