استمع إلى الملخص
- تركز المحادثات على تمديد الهدنة الجمركية وخفض الرسوم، وتشمل ملفات حساسة مثل الرقابة على الصادرات التكنولوجية، ورسوم الفنتانيل، وواردات النفط، وأمن التجارة.
- تأتي المفاوضات في ظل سياسة ترامب التجارية، مع توقعات بتمهيدها لقمة محتملة بين ترامب وشي جين بينغ، ودعوة لزيارة ترامب إلى بكين.
رغم الغموض المحيط بتفاصيل المحادثات التجارية في ستوكهولم بين العملاقين، الصين والولايات المتحدة، فإن وجود شخصيات بارزة على رأس الوفدين، والرسائل العلنية المتبادلة، يشيران إلى رغبة متبادلة في منع انهيار الهدنة الجمركية، مع أن أي اتفاق قادم سيبقى هشّاً ما لم يُرافقه تقدم ملموس في الملفات الجوهرية التي ما زالت موضع خلاف. فقد شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم، على مدى اليومين الماضيين، محادثات تجارية بين كبار مسؤولي الصين وأميركا، في محاولة لتمديد الهدنة الجمركية المتفق عليها سابقاً، وسط أجواء من الترقب الدولي لتداعيات هذه المحادثات على خريطة التجارة العالمية والتوازنات السياسية.
وترأس الوفدان نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، في ثالث لقاء رفيع المستوى بين الجانبين خلال أقل من ثلاثة أشهر. وقد شوهد الوفدان يدخلان مبنى "روزنباد" في وسط ستوكهولم الثلاثاء، من دون الإدلاء بأي تصريحات صحافية، فيما لم ترشح أي معلومات رسمية حول مضمون المفاوضات التي بدأت الاثنين. وعشية اللقاء، أعربت بكين عن أملها في أن تُجرى المحادثات بروح من "الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل"، على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غوه جياكون، الذي دعا إلى تعزيز التفاهم والتواصل وتوسيع التعاون بين الطرفين، تمهيداً لعلاقات "مستقرة وسليمة ومستدامة" بين البلدين.
وتهدف المحادثات إلى تمديد الهدنة الجمركية المؤقتة التي دخلت حيّز التنفيذ في مايو/أيار الماضي، إثر اجتماع في جنيف، وأفضت إلى خفض كبير في الرسوم الجمركية بين الطرفين: من 125% إلى 10% على السلع الأميركية، ومن 145% إلى 30% على الواردات الصينية، وفقا لاتفاق غير نهائي قابل للتجديد. وتشمل أجندة المحادثات ملفات شديدة الحساسية تتعدى الرسوم الجمركية: الرقابة على الصادرات، خصوصا التكنولوجية منها، رسوم مرتبطة بملف الفنتانيل الذي تتهم واشنطن بكين بتقاعس في ضبط تصنيعه، واردات الصين من النفط الروسي والإيراني الخاضع لعقوبات، وأمن التجارة وتبادل التكنولوجيا في سياق التوتر المتصاعد حول التفوق الصناعي.
وقد صرّح بيسنت مؤخرا بأن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذه الجولة إلى التوصل إلى ما وصفه بـ"تمديد مرجّح" للهدنة الحالية، مشيراً إلى أن "العلاقات التجارية مع الصين في وضع جيد". وتأتي هذه المفاوضات في وقت دقيق من سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية، إذ من المقرر أن تبدأ زيادات كبيرة على الرسوم الجمركية التي تطاول معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة اعتبارا من الأول من أغسطس/آب. وفي مسعى لتفادي موجة التصعيد، سارعت عدة دول في مقدمتها الاتحاد الأوروبي، إلى توقيع اتفاقيات منفصلة مع واشنطن. فقد أعلن ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين الأحد الماضي، عن اتفاق جمركي جديد خلال اجتماع في اسكتلندا، يقضي بفرض رسوم بنسبة 15% فقط على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى السوق الأميركية.
ورغم عدم إعلان أي نتائج رسمية حتى الآن، يرجّح مراقبون أن تشكل هذه الجولة تمهيدا لقمة محتملة بين الرئيسين ترامب وشي جين بينغ، ربما خلال قمة إقليمية في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من العام الحالي. وقد كشفت مصادر أن الرئيس الصيني وجّه دعوة رسمية لترامب لزيارة بكين برفقة زوجته ميلانيا، لكن لم يُحدد موعد بعد. إلا أن ترامب كتب على وسائل التواصل الاجتماعي، مساء الاثنين، من اسكتلندا، أنه لا يسعى إلى قمة مع شي في الوقت الراهن، لكنه "ينظر بإيجابية إلى الدعوة".