هكذا يدعم فوز إيطاليا بكأس الأمم الأوروبية اقتصادها

هكذا يدعم فوز إيطاليا بكأس الأمم الأوروبية اقتصادها

16 يوليو 2021
إنجاز رياضي كبير ستكون له آثار اقتصادية إيجابية على اقتصاد إيطاليا (Getty)
+ الخط -

أضحت كرة القدم في العقود الأخيرة صناعة عالمية و"بزنس" يجذب الفاعلين من كل حدب وصوب على الصعيد الدولي. وعقب إحراز المنتخب الإيطالي لقب كأس الأمم الأوروبية بعد غياب دام لأكثر من نصف قرن، كثر الحديث، سواء في إيطاليا أو في العالم، عن الأثر الاقتصادي لهذا الفوز على الأتزوري، الذين ارتقوا للمركز الرابع عالمياً، وعلا سقف طموحات الإيطاليين ليصل إلى لقب مونديال قطر 2022.

لكن، ما هي تداعيات هذا الإنجاز الكبير على الاقتصاد الإيطالي؟ هذا السؤال حاول الإجابة عليه  الخبير والمحلل الاقتصادي الإيطالي البروفيسور باسكوالي لوتشو سكانديتزو، أستاذ السياسات الاقتصادية بجامعة روما 2 (تور فيرغاتا) الذي ذكر في مقال نشرته مجلة "فورميكي" الإيطالية تحت عنوان "الآثار الاقتصادية لفوز إيطاليا في ويمبلي".

سكانديتزو قال إن ثمة العديد من الإشارات، التي يرسلها أيضاً محللون ماليون يتسمون بالرصانة، تبدو مدعمة لفرضية أن التعاطف الاستثنائي مع نموذج إيطاليا، علاوة على زيادة الثقة في مستقبل الإيطاليين، من الممكن أن يشكلا توليفة من شأنها الإسهام في دفع الاقتصاد الإيطالي بإيقاع أقوى وأسرع نحو مستويات نمو لم تتحقق قط في الماضي القريب، فتقلب بعض الآثار الكئيبة للجائحة.

ولفت إلى أن الدراسات تشير إلى احتمال تحفيز الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 0.4% و0.7% أو بين 5 و10 مليارات يورو، كنتيجة لعوائد أكبر للصادرات أو للسياحة ولتمدد مواز للاستهلاك الداخلي.

وهذه الأرقام تؤكدها دراسات اقتصادية ونماذج للمحاكاة تشدد أيضاً على أن هذه الأرقام تمثل فقط آثاراً مباشرة ولفترة قصيرة. وتعتمد هذه الأرقام، في حالة الفوز الإيطالي، بقوة على عوامل أخرى يبرز من بينها مسار الجائحة.

ورأى أن ما يمكن لزيادة الثقة فعله من أجل اقتصاد يخرج من فترة من الضغوط والصعوبات، لا يقتصر أثره على الزيادات المؤقتة في إنفاق المستهلكين المفعمين بالحماس. وكما علمنا كينيز، فإن تعبير "الأرواح الحيوانية" يتعلق على وجه الخصوص بمسار الاستثمارات، التي شهدت تراجعاً كبيراً في إيطاليا قبل أن تقودها الجائحة إلى المستوى الأدنى الحالي.

وختم سكانديتزو بقوله إنه إذا شهدت الاستثمارات انطلاقة جديدة، بالتوافق والتناغم مع خطة الإنعاش الاقتصادي التي تنتهجها الحكومة الإيطالية حالياً، على موجة الحماس الجمعي لبلد أعاد اكتشاف دواع جديدة للثقة والوحدة الوطنية، فمن الممكن أن تكون النتيجة أكبر مما نتوقع بكثير.

المساهمون