استمع إلى الملخص
- يعزو المحللون تراجع الروبل إلى التوترات الجيوسياسية والعقوبات الغربية، مع توقعات باستقراره بين 110-115 مقابل الدولار على المدى القصير.
- تتوقع البنوك الروسية استمرار الضغوط على الروبل، مع تقديرات بتراوح سعره بين 112 و120 روبل لكل دولار، بينما يتوقع بنك رايفايزن ضعف الروبل إلى 125 روبل لكل دولار بحلول أوائل العام المقبل.
قرر البنك المركزي الروسي التوقف عن شراء العملات الأجنبية في سوق الصرف المحلية اعتباراً من الخميس وحتى نهاية العام الجاري، للحد من تقلبات قيمة الروبل بعد هبوطه أمس إلى أدنى مستوى منذ بدء الحرب مع أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وذلك وفقاً لوكالة رويترز.
وقال البنك في بيان الخميس، إنه إلى جانب هذا الإجراء، سوف يواصل تنفيذ عمليات بيع العملات الأجنبية في سوق الصرف المحلية الرامية إلى إنعاش واستغلال موارد صندوق الثروة السيادي. وجاء ذلك التحرك بعدما هبطت قيمة الروبل أمام الدولار إلى أدنى مستوى في 3 سنوات خلال تعاملات أمس، على خلفية تصاعد التوترات العسكرية على الجبهة الأوكرانية في الآونة الأخيرة.
وأضاف البنك في بيانه أنه اضطر للتدخل في سوق الصرف الأجنبي أمس، لدعم الروبل بعدما سجل أكثر من 114 للدولار الأربعاء. وخلال تعاملات أمس، هبط سعر الدولار أمام العملة الروسية بنسبة 3.4% إلى 109.30 روبل في التعاملات الصباحية قبل صدور القرار.
ويعزو المحلل المالي الروسي ألكسندر رازوفايف، الحلقة الأخيرة من تراجع الروبل إلى اجتماع بضعة عوامل سلبية في آن معا، وفي مقدمتها المخاطر الجيوسياسية، مشككاً في الوقت نفسه في صعود الدولار إلى أعلى مستوياته تاريخياً أمام الروبل في الأفق المنظور.
وتوقع محللو مصرف سبيربنك الروسي أن يستقر الروبل عند حوالي 110-115 مقابل الدولار على المدى القصير. وعزا هؤلاء هذه التوقعات إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة وتأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي.
وبحسب البنك، فإن أي مزيد من التدهور في الظروف الخارجية قد يؤدي إلى زيادة التقلبات في سعر صرف العملة الروسية. من جانبه، قال مصرف "في تي بي كابيتال" الروسي إن الروبل قد يواجه ضغوطا مستمرة بسبب العقوبات التي تؤثر على المؤسسات المالية الكبرى مثل غازبروم بنك.
ويشير في تحليل حديث إلى انخفاض محتمل للعملة نحو 120 روبل لكل دولار إذا استمرت الاتجاهات الحالية، خاصة إذا لم تنتعش أسعار النفط بشكل كبير. أما مصرف غازبروم فيرسم توقعات حذرة لسعر العملة الروسية، حيث يتوقع نطاقا يتراوح بين 115 و120 روبل لكل دولار خلال الأشهر القليلة المقبلة. ويسلط المصرف الضوء على أن الضغوط التضخمية وانخفاض تدفقات العملات الأجنبية من المرجح أن تؤثر بشكل كبير على قيمة العملة.
من جانبهم، يعتقد محللو مصرف "ألفا بنك"، أنه على الرغم من أن الروبل قد يشهد انتعاشا مؤقتا بسبب عوامل موسمية أو تحسينات طفيفة في الموازين التجارية، فمن المرجح أن يظل تحت الضغط على المدى المتوسط. وتشير توقعات البنك الروسي إلى نطاق تداول يتراوح بين 112 و118 روبل تقريبا لكل دولار. واتخذ بنك رايفايزن في النمسا وجهة نظر أكثر تشاؤما، حيث توقع أنه بدون تغييرات كبيرة في السياسة أو تخفيف العقوبات، يمكن أن يضعف الروبل بشكل أكبر إلى حوالي 125 روبل لكل دولار بحلول أوائل العام المقبل.
ويقول رازوفايف، الذي يحمل درجة الدكتوراه في الاقتصاد، في حديث سابق لـ"العربي الجديد": "بحلول نهاية العام، اجتمعت بضعة عوامل لتشكل ضغطاً على الروبل، ومنها تنامي المخاطر الجيوسياسية، وصعود الدولار أمام سلة العملات العالمية بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، وتخفيف شروط بيع العوائد بالعملة الأجنبية للمصدرين، وضرورة الوفاء بالميزانية الفيدرالية، حيث إن ضعف الروبل يساعد في تمويل البنود الأمنية من الميزانية وزيادة أجور الموظفين الحكوميين ورواتب التقاعد".