استمع إلى الملخص
- تتزايد المخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، حيث ارتفعت احتمالات الركود إلى 45% وفقًا لاستطلاع رويترز، مما دفع شركات مثل يونايتد إيرلاينز لتقديم سيناريوهات تحذيرية.
- تتركز الأنظار على نتائج الشركات الكبرى مثل بوينغ وآي بي إم، مع توقع انخفاض حاد في أسهم الشركات السبع الكبرى بحلول 2025، وسط مراقبة المستثمرين لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات ترامب حول جيروم باول.
ستختبر سلسلة نتائج أعمال الشركات الأميركية، خلال الأسبوع المقبل، سوق الأسهم في وول ستريت التي تأثرت بإصلاحات السياسة التجارية الأميركية التي قلبت توقعات الاقتصاد العالمي والشركات الأميركية رأساً على عقب، فيما لا يزال المستثمرون في حالة من التوتر بعد أن صدم إعلان الرئيس دونالد ترامب الشامل عن الرسوم الجمركية في الثاني من إبريل الأسواق، وأثار بعضاً من أكثر التداولات تقلّباً منذ بداية جائحة كورونا قبل خمس سنوات.
وبعد انتعاش طفيف الأسبوع الماضي، انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 القياسي للأسهم في وول ستريت هذا الأسبوع، متراجعاً بنسبة 14% عن أعلى مستوى قياسي له في فبراير، وتراجعت مستويات التقلّبات عن أعلى مستوياتها في خمس سنوات، لكنّها لا تزال مرتفعة بمقاييس تاريخية، وتُعدّ شركتا تسلا وألفابت، الشركة الأم لغوغل وهما اثنتان من الشركات السبع الكبرى المعروفة باسم "ماغنيفيسنت سبع"، التي تراجعت أسهمها بعد عامين من الريادة في سوق الأسهم- من بين الشركات التي تُراقب عن كثب لمعرفة نتائجها المالية، إذ يسعى المستثمرون للحصول على إرشادات حول تداعيات الرسوم الجمركية التي تشهد تغيّرات كبيرة.
وفي هذا الصدد، قال جي جي كيناهان، الرئيس التنفيذي لشركة آي جي أميركا الشمالية ورئيس شركة تاستيتريد للوساطة عبر الإنترنت: "لم تكن رؤية الرؤساء التنفيذيين للمستقبل أكثر أهمية من أي وقت مضى"، فيما تواجه الشركات والمستثمرون وضعاً متقلّباً للرسوم الجمركية، في ظل مفاوضات إدارة ترامب مع دول أخرى، فبينما أوقف ترامب بعضاً من أكبر الرسوم الجمركية على الواردات، تخوض الولايات المتحدة أيضاً معركة تجارية مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتوقع اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم هذا الأسبوع احتمالات حدوث ركود اقتصادي في العام المقبل بنسبة 45%، ارتفاعاً من 25% الشهر الماضي، وفي تقريرٍ للشركات هذا الأسبوع لفت انتباه المستثمرين، طرحت شركة يونايتد إيرلاينز سيناريوهَين للعام، أحدهما يحذر من تأثير كبير على الإيرادات والأرباح في حال حدوث ركود.
وفي هذا السياق، قال جوليان إيمانويل رئيس استراتيجية الأسهم والمشتقات في إيفركور آي إس آي، إن التوقعات المزدوجة لشركة يونايتد وفّرت نوعاً من "خارطة الطريق" من خلال إدراك المخاطر وتحديدها كمياً، وأضاف في مذكرة يوم الخميس: "إن تحديد معايير ما قد يحدث هو كيفية اتخاذ أصحاب المصلحة للقرارات في بيئة تُعتبر فيها التوجيهات التقليدية غير موثوقة نسبياً".
وتسلا هي الشركة المصنّعة للسيارات الكهربائية المملوكة لإيلون ماسك، ومن المقرّر أن تعلن عن نتائجها في 22 إبريل/ نيسان، وهي محط أنظار الجميع جزئياً بسبب علاقات الملياردير الوثيقة بترامب، بينما ستُراقب شركة ألفابت للحصول على أي تفاصيل حول الإنفاق الإعلاني والنفقات الرأسمالية المرتبطة بقدرات الذكاء الاصطناعي، إذ يُدقّق المستثمرون في تكاليف مشاريع الذكاء الاصطناعي، وقد تعرضت الشركة لانتكاسة يوم الخميس، عندما حكم قاضٍ بأنّ غوغل تهيمن على نحوٍ غير قانوني على سوقَين لتكنولوجيا الإعلان عبر الإنترنت.
وستشهد جميع أسهم الشركات السبع الكبرى في وول ستريت انخفاضاً حاداً في عام 2025، إذ انخفضت ألفابت بنحو 20% وانخفضت تسلا بنسبة 40%، وقال كيناهان إن "الشركات السبع الكبرى قادت كل شيء إلى الارتفاع، إذا لم يتمكنوا من مواصلة أدائهم، أعتقد أن ذلك سيُثير قلق الناس عموماً، خاصّة أننا نبحث عن موطئ قدم بعد الأسبوعَين الماضيَين".
كما تتركز الأنظار على نتائج شركة بوينغ، بعد أن أفادت التقارير أن الصين أمرت شركات الطيران التابعة لها بعدم استلام المزيد من طائرات الشركة، ومن بين الشركات الأميركية الكبرى التي من المقرر أن تُعلن نتائجها الأسبوع المقبل شركات آي بي إم، وميرك، وإنتل، وبروكتر آند غامبل. وقد تراجعت توقعات نمو الأرباح في الولايات المتحدة، إذ من المتوقع أن ترتفع أرباح مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 9.2% في عام 2025، بانخفاض عن نسبة 14% المُقدرة في بداية العام، وفقاً لبيانات "إل إس إي جي" (LSEG IBES)، فيما يستعد المستثمرون لانكماش أكبر مع إعلان الشركات عن نتائجها وزيادة مساهمتها في الرسوم الجمركية.
كما انصبّ اهتمام وول ستريت على مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن قال ترامب، يوم الخميس، إنّ إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول "لا يُمكن أن تجري بالسرعة الكافية"، داعياً البنك المركزي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة. وفي اليوم السابق، صرّح باول بأن الاحتياطي الفيدرالي سينتظر المزيد من البيانات حول اتجاه الاقتصاد قبل تغيير أسعار الفائدة.
ويأمل المستثمرون أن يُعيد موسم الأرباح المزيد من الهدوء إلى الأسواق، وقد وصل مؤشر التقلّب في بورصة شيكاغو التجارية، وهو مقياس قائم على الخيارات لقياس قلق المستثمرين، إلى حوالى 60 نقطة في أعقاب إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية، لكنّه تراجع منذ ذلك الحين إلى نحو 30 نقطة.
ومع ذلك، فإنّ هذا المستوى أعلى بكثير من متوسطه طويل الأجل البالغ 17.6 نقطة، وفقاً لشركة "داتا ستريم" (LSEG Datastream). وقالت أياكو يوشيوكا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في شركة "ويلث إنهانسمنت" (Wealth Enhancement)، إن المؤشر سيحتاج إلى التراجع إلى "منتصف العشرين نقطة حتى نستطيع القول إنّ التقلّبات قد هدأت قليلاً"، مضيفة أنه إذا بقي المؤشر عند نحو 30 نقطة "فهذا لا يعني أننا تجاوزنا مرحلة الخطر".
(رويترز، العربي الجديد)