هبوط قياسي جديد للريال اليمني إلى 1700 مقابل الدولار

هبوط قياسي جديد للريال اليمني إلى 1700 مقابل الدولار

01 ديسمبر 2021
انهيار قيمة العملة ينعكس تدهوراً كبيراً في المستوى المعيشي للمواطنين (Getty)
+ الخط -

تواصل قيمة الريال اليمني التدهور المتسارع نحو أرقام قياسية جديدة في سوق صرف المحلية، مسجلة 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد وسط تحذيرات من ثورة جياع، حسبما قال تجار ومتعاملون في شركات الصرافة في عدن يوم الأربعاء.

يأتي استمرار انهيار قيمة العملة على الرغم من الإجراءات وتدخلات الحكومة المعترف بها دولياً والبنك المركزي اليمني مؤخراً على قطاع الصرافة لوضع حد لتدهور العملة المحلية، فضلاً عن بيع البنك المركزي في عدن 15 مليون دولار.

وقال البنك المركزي إنه باع 15 مليون دولار إلى البنوك التجارية والإسلامية في مزاد رابع عبر منصة إلكترونية يوم‭ ‬الأربعاء.

وبلغ سعر الصرف المعلن من البنك المركزي يوم الثلاثاء 1645 ريالاً للدولار للشراء و1651 للبيع.

وأكد المركزي اليمني على موقعه أن هذا السعر ناتج عن متوسطات أسعار السوق المحلية الموازية السوداء وأن أسعار الصرف معرضة للتغيير في أي لحظة دون سابق إشعار نتيجة لتقلبات سوق الصرف. وقال البنك إنه سيواصل مزادات بيع العملة الأجنبية بشكل أسبوعي.

وبلغ إجمالي ما باعه البنك المركزي حتى الآن 51.909 مليون دولار، فيما كان يهدف إلى بيع 60 مليون دولار.

وهذا رابع تدخل للبنك المركزي اليمني لدعم سعر صرف العملة المحلية المنهارة مقابل الدولار وبقية العملات الأجنبية من خلال مزادات أسبوعية لبيع النقد الأجنبي من احتياطياته المتناقصة إلى البنوك، في محاولة لدعم العملة ومعالجة التضخم.

وحذر معين عبد الملك رئيس الوزراء اليمني من أن التأخير في الحصول على دعم خليجي ودولي عاجل سيؤدي إلى تقويض أي فرص للإصلاحات ويهدد بانهيار شامل في اليمن.

ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن رئيس الوزراء اليمني قوله إن "أي تأخير في الدعم الاقتصادي من شأنه أن يضاعف الكلفة".

وأضاف "هذه الحكومة تشكّلت بموجب اتفاق الرياض، وعلى أشقائنا وأصدقائنا تقديم الدعم العاجل والسريع كأحد استحقاقات الاتفاق".

وقال صيارفة ومتعاملون في عدن لرويترز إن سعر الريال في في السوق السوداء الموازية في جنوب وشرق اليمن سجل مساء الأربعاء انخفاضاً غير مسبوق، وهو الأدنى على الإطلاق، ليصل إلى 1675 ريالاً للدولار للشراء و 1700 ريال للبيع، مقارنة مع نحو 1581 ريالاً للدولار يوم السبت، بعد أن كان عند 1460 في منتصف الشهر الماضي، في أسوأ انهيار لقيمته في تاريخ البلاد ومنذ بدء الحرب قبل سبع سنوات.

وقال أحد الصيارفة بعدن لرويترز إن هناك إقبالاً شديداً من الناس والتجار على شراء العملات الأجنبية اليوم الأربعاء، خاصة الدولار الأميركي والريال السعودي، ما خلق أزمة خانقة في السوق في ظل عدم وجود السيولة اللازمة للعملة الصعبة.

في غضون ذلك، لا تزال أسعار صرف الريال في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي بشمال البلاد ثابتة عند 600 ريال للدولار وفقاً لمصادر مصرفية.

وحررت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً سعر صرف الريال عام 2017 وأصدرت توجيهات للبنوك باستخدام سعر الريال الذي يحدده السوق بدلاً من تثبيت سعر محدد.

وثمة بنكان مركزيان متنافسان، أحدهما خاضع للحكومة المعترف بها دولياً في عدن والآخر لجماعة الحوثي في صنعاء.

ويقول خبراء اقتصاد ومال محليون إنه على الرغم من الإجراءات والتدخلات التي اتخذها البنك المركزي من أجل دعم العملة المحلية وتحسباً لانهيارها إلا أن تدخله الأخير ببيع النقد الأجنبي للبنوك منذ منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي زاد من تدهور قيمة العملة لمستويات قياسية بدلاً من تحسن قيمتها، ما يهدد بانهيار العملة واندلاع ما وصفوه بثورة "جياع" في العاصمة عدن ومدن جنوب البلاد.

وقال مسؤول اقتصادي حكومي لرويترز "انهيار العملة المحلية أمام الدولار يعني استمرار الزيادة في أسعار المواد الغذائية المرتفعة أصلاً مما يفاقم أوضاع الناس السيئة بالفعل مع تضاؤل قيمة مرتبات الموظفين إلى أدنى مستوى لها مما يعمق الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي تعاني منها البلاد".

(رويترز)

المساهمون