نظام الأسد يطلب من دول عربية مدّه بالغاز والنفط

نظام الأسد يطلب من دول عربية مدّه بالغاز والنفط

29 ابريل 2022
عودة ظاهرة الطوابير أمام المحطات مع انحسار الإمدادات الروسية (الأناضول)
+ الخط -

كشف مصدر مطلع بالعاصمة السورية دمشق، أن نظام بشار الأسد "يكثف طلباته من دول عربية لمد سورية بالنفط والغاز" بعد تراجع الشحنات الروسية و"زيادة شروط إيران" ومنها الدفع الكاش.

وأضاف المصدر في اتصال مع "العربي الجديد"، طالبا عدم نشر اسمه، أن مخزونات سورية من المشتقات النفطية والغاز "شارفت على النفاد بمعنى الكلمة" إذ لا يكفي التخزين المتاح، بطبيعة الحال، أكثر من20 يوماً، وبلاده لم تدخلها أي شحنة منذ منتصف مارس/آذار الماضي، وكانت من إيران.

وحول الدول التي يتواصل معها النظام السوري، لمح المسؤول إلى الإمارات والجزائر والعراق "مع تكثيف الطلب من إيران طبعاً"، منوهاً لقرارات وزارة النفط والثروة المعدنية بدمشق، السماح للقطاع الخاص، باستيراد النفط والقمح من أينما يشاء "مع دعم بدولار التصدير وعدم المساءلة عن مصادر القطع".

ويشير المصدر السوري إلى أن "ما يبقى الوضع بحدوده الدنيا" هو النفط الذي يستجره نظام الأسد "بمساعدة طرف ثالث" من شمال شرق سورية الذي تسيطر عليه "قوات سورية الديمقراطية"، لكن تلك الكميات التي لا تزيد على 30 ألف برميل يومياً، إضافة لنحو 20 ألف برميل تنتج من شرقي مدينة حمص وحقل الثورة قرب مدينة الرقة، لا تكفي إلا لجزء من الحاجة الداخلية، لذا كان التأخر برسائل المشتقات النفطية للمستهلكين الذين يحصلون على جزء من حاجتهم بسعر مدعوم.

ولم يؤكد المصدر صحة وصول باخرة نفط من إيران أمس الخميس، مكتفياً بالقول "هكذا قال رئيس الوزراء أمام مجلس اتحاد العمال وأن الثمن عبر تفعيل خط الائتمان" مشيراً إلى أن "العقوبات كذبة" والحقيقة لا يوجد أموال لاستيراد النفط، والجميع يطلب كاش بمن فيهم الإيرانيون.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وتؤكد مصادر سورية متطابقة، شح عرض المحروقات بالسوق السورية وعودة الطوابير وانتشار سوق سوداء للمازوت والبنزين، ووصول سعر الليتر إلى 6 آلاف ليرة سورية، في حين السعر الرسمي المدعوم للبنزين 1100 ليرة والسعر الحر 3 آلاف ليرة سورية.

كما يؤكد عضو القيادة المركزية لحزب البعث الحاكم، عمار السباعي أنه منذ 40 يوماً لم تصل باخرة نفط، والبعض من البواخر التي حاولت الوصول إلى سورية تعرضت للاحتجاز من بعض الدول مما يزيد من معاناة الشعب في تأمين احتياجاتهم الأساسية، مشيراً خلال تصريحات، إلى وجود خلل في المعادلة الاقتصادية نتيجة عدم تساوي الإيرادات مع النفقات، ولفت إلى وجود نقص في واردات الغاز التي تحتاجها محطات توليد الكهرباء مما أدى إلى خسارة إنتاج 1500 ميغا يومياً، داعياً إلى ضرورة التحول إلى الطاقة البديلة في تأمين حاجة البيوت البلاستيكية من الطاقة.

كما كشف عضو اللجنة المركزية بحزب البعث، مهدي دخل الله لإذاعة "شام أف أم" المحلية، احتجاز ناقلة نفط إيرانية كانت قادمة إلى سورية قبل أيام عدة فقط، بعد أن حوصرت وهي محملة بالنفط، مضيفاً أن البواخر لا تستطيع الوصول إلى سورية إلا من خلال دفع الرشاوى في قناة السويس.

وكانت حكومة بشار الأسد قد خفضت حصة السيارات العامة والخاصة، من المازوت والبنزين، ما رفع أجور النقل بنحو 100% بحسب العامل بقطاع النقل ضياء ماليل، الذي أكد في تصريح سابق لـ"العربي الجديد" أن ما يجري بالأسواق، هو مقدمة لرفع أسعار الطاقة، رغم أن الحكومة رفعت الأسعار أربع مرات العام الماضي.

وبحسب تصريح سابق لرئيس مجلس الوزراء، حسين عرنوس، تحتاج سورية يومياً لنحو 180 ألف برميل نفط، لسد فجوة الاستهلاك المحلي البالغ 200 ألف برميل، إذ لا يزيد إنتاج الآبار التي يسيطر عليها النظام على 20 ألف برميل نفط يومياً، مقدراً خلال تصريح سابق أن تأمين المشتقات النفطية بنحو 50 مليون دولار شهرياً.

وكان إنتاج سورية من النفط بنحو 380 ألف برميل نفط يومياً، قبل عام 2011، تراجع إلى أقل من 150 ألف برميل اليوم، تسيطر "قوات سورية الديمقراطية" على القسم الأكبر منه، بمناطق شمال شرق سورية الأكثر إنتاجاً للنفط والغاز.

المساهمون