نظام الأسد يؤجل خطط الربط الكهربائي مع الأردن وحديث عن ضغوط إيرانية

نظام الأسد يؤجل خطط الربط الكهربائي مع الأردن وحديث عن ضغوط إيرانية

24 يناير 2022
اتفق وزراء الطاقة بالأردن وسورية ولبنان على الربط الكهربائي في أكتوبر الماضي (فرانس برس)
+ الخط -

اعتذرت حكومة بشار الأسد عن اللقاء المقرر بعد غد الأربعاء مع الجانب الأردني، لإتمام الاتفاق بشأن الربط الكهربائي وتزويد لبنان بنحو 150 ميغاواط كهرباء من منتصف الليل وحتى السادسة صباحًا، و250 ميغاواطاً خلال بقية الأوقات، تنفيذاً للاتفاق الموقع بين الدول الثلاث في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
وأعلنت حكومة النظام السوري، اليوم الاثنين، عن تأجيل الاجتماع رغم جهوزية الجانب السوري فنياً، بحسب ما يقول وزير الكهرباء غسان الزامل، ولكن "تم التريّث".
ووفق ما نقلته صحيفة "الوطن" بدمشق عن الوزير الزامل فإن جزءًا من خط الكهرباء تعرّض لأعمال التدمير والتخريب خلال السنوات الماضية على مسافة 87 كيلومترًا، بدءًا من الحدود الأردنية - السورية حتى منطقة دير علي جنوبي دمشق، وأن هذه المسافة هي جزء من الخط الأساسي الذي يربط شمال العاصمة الأردنية عمّان بمنطقة دير علي، على طول 144.5 كيلومتراً.

وشملت الأضرار، بحسب الوزير، تدمير نحو 80 برجًا وتدمير وتخريب وسرقة نحو 195 كيلومترًا من الأمراس، وهو ما يعادل 410 أطنان، وكانت هناك حاجة لنحو عشرة آلاف صحن لإصلاح التخريب الذي لحق بالعوازل.

وأشار إلى أن وزارته تتابع كل التطورات الفنية لخط الربط الكهربائي بالتوازي مع مخرجات الاجتماعات التي عُقدت بين المعنيين في كل من سورية ولبنان والأردن، واتفق خلالها على متابعة الجوانب الفنية التفصيلية من خلال فرق فنية مشتركة لمتابعة عمليات تأهيل وصيانة هذا الخط الكهربائي ودخوله في الخدمة وتشغيله.

دخول الغاز الإسرائيلي على الخط

ويتوقع المختص بقطاع الكهرباء عبد الجليل السعيد أن"ما قيل عن الغاز الإسرائيلي بدل المصري" هو على الأرجح سبب إرجاء الاجتماع،  لأن "ذريعة وجود أعطال وتخريب خطوط غير صحيحة".
ويؤكد السعيد خلال تصريح لـ"العربي الجديد" أن أعمال الصيانة وتأهيل خط الربط انتهت منذ الشهر الماضي، وفقا لتأكيد مدير نقل وتوزيع الكهرباء فواز الضاهر"، متوقعا أن "يعيد الجانب السوري  النظر بالاتفاق بعد دخول إسرائيل على خط توريد الغاز، وليس مصر كما قيل سابقاً".
ويشير المتخصص السوري إلى أن الجزء السوري من الربط أصبح جاهزاً، مضيفاً أن الجانب السوري، وحتى الأسبوع الماضي، كان يرمي الكرة بالملعب الأردني .
وقالت مصادر إسرائيلية إنّ الولايات المتحدة "وافقت على اتفاقية لتوريد الغاز إلى لبنان، وأعطت الضوء الأخضر للتحرك بهذا الصدد"، مشيرة إلى أن الغاز "سينقل من إسرائيل إلى الأردن، ومن ثم سيورد عبر خط الأنابيب إلى سورية، ومن هناك إلى لبنان"، وهو ما نفاه مكتب الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى لاحقا.
ويرى مراقبون أن "تبدلات طرأت" على اتفاق "خريطة الطريق"، الذي توصل إليه وزراء الطاقة في لبنان والأردن ومصر والنظام السوري، في سبتمبر/أيلول الماضي، لإمداد لبنان بالكهرباء والغاز، لحل أزمة طاقة يعاني منها منذ عام.
غير أن وزير البترول المصري طارق الملا قال، في 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إن بلاده لم تحصل بعد على الموافقة النهائية من الإدارة الأميركية لبدء ضخ الغاز المصري إلى لبنان عبر سورية التي تخضع لعقوبات أميركية.
وهو ما يصفه عبد الجليل السعيد "بالعذر"، لأن الولايات المتحدة أعلنت، بعد التوافق في سبتمبر/أيلول الماضي، أن الاتفاقية لم تخضع لعقوبات قانون قيصر، وهناك تصريح شهير للسفيرة الأميركية في بيروت دروثي شيا بأنه "لن تكون هناك أي مخاوف من قانون العقوبات الأميركي".

ضغوط إيرانية

وحول ما إذا كانت إيران وراء إرجاء سورية لقاء بعد الغد، يقول السعيد "أعتقد ذلك"، لأن إيران عادت بقوة للداخل السوري بعد زيارة الوزير رستم قاسمي على رأس وفد اقتصادي الأسبوع الماضي لدمشق، وتوقيع اتفاقات ووعود بفتح خطوط ائتمان جديدة لمساعدة النظام السوري الذي يعاني الإفلاس، على حد قول السعيد.
ويتابع السعيد حول تأثر سورية من تعطيل خط الربط الكهربائي بالقول إن التيار منقطع بدمشق منذ عشرين ساعة، رغم الطقس البارد، كما لا يصل التيار إلى المدن الصناعية لأكثر من ثماني ساعات يومياً، معتبراً أن بلاده بأمس الحاجة للكهرباء، لأن سورية تعاني من صعوبات باستيراد الغاز والفيول لتوليد الطاقة.
ويذكر أن كمية الطاقة الكهربائية المنتجة بسورية اليوم لا تزيد عن 2000 ميغاواط، وهي نحو 25% من حاجة سورية التي تصل إلى 4500 ميغاواط، وربما كانت المقايضة مع الأردن تسدّ بعض هذه الفجوة، أو يتمكن النظام من الاستفادة من الغاز المصري، أو يستمر التغاضي عن العقوبات وتزيد واردات الغاز والفيول، لكن إرجاء اللقاء أعاد فتح أسئلة جديدة تتلعق بإلغاء الاتفاق كلياً أو مساومة من نظام الأسد، كما يتوقع مراقبون.

المساهمون