نصائح لحماية شباب الخليج من خسائر العملات الرقمية

05 نوفمبر 2025   |  آخر تحديث: 07:48 (توقيت القدس)
معرض تكنولوجيا البلوك تشين والعملات المشفرة في دبي، 9 مارس 2023 (وليد زين/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد سوق العملات المشفرة انهيارًا كبيرًا في أكتوبر، حيث فقد أكثر من 600 مليار دولار، مما أثار تساؤلات حول تأثيره على المستثمرين الشباب في الخليج. يوصي الخبراء باستخدام استراتيجيات وقائية مثل أوامر وقف الخسارة التلقائية وتنويع المحفظة لتقليل المخاطر.

- يشير الأكاديمي باسكال ضاهر إلى تراجع اهتمام الشباب الخليجي غير المحترف بالعملات الرقمية بعد الانهيارات، بينما يعتبر الشباب الأكثر خبرة الانخفاض فرصة استثمارية. تقدر الخسائر بأكثر من مليار دولار، مع تضرر السعودية والإمارات بشكل خاص.

- لتجنب الخسائر المستقبلية، يؤكد ضاهر على أهمية التثقيف المالي والرقمي، وتنويع المحفظة، واستخدام أدوات إدارة المخاطر، والاطلاع المستمر على التحليلات الفنية وطلب استشارات مالية موثوقة.

أثار الانهيار الذي يشهده سوق العملات المشفرة من آن لآخر، ومنها ما حدث الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بخسارة أكثر من 600 مليار دولار في أيام معدودة، تساؤلات حول تأثير ذلك على المستثمرين الشباب في دول الخليج وقدرتهم على حماية استثماراتهم من التقلبات الحادة، خاصة في ظل تنامي تقديرات مشاركة شباب دول مجلس التعاون في السوق خلال السنوات القليلة الماضية.
ولتجنب الانهيارات المستقبلية، يوصي الخبراء بمجموعة استراتيجيات وقائية، تشمل استخدام أوامر وقف الخسارة التلقائية التي تحدد حدوداً للخسائر وتنفذ عمليات بيع عند نقاط سعرية معينة، وفق توصيات نشرتها منصة توكن ميتركس (Token Metrics)، المتخصصة في تحليل العملات المشفرة.
كما تتضمن التوصيات تطبيق استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار بتوزيع الاستثمار على فترات متباعدة بدلاً من استثمار مبلغ كبير دفعة واحدة، وتنويع المحفظة الاستثمارية عبر توزيع الاستثمارات على عملات مختلفة مع تخصيص ما لا يزيد عن 2% من رأس المال لكل صفقة، بحسب إرشادات نشرتها شركة بلاك روك (BlackRock)، أكبر مؤسسة لإدارة الأصول في العالم.
ومنذ إعلان خفض أسعار الفائدة الأميركية، تواجه العملات المشفرة موجة من النزيف، إذ هبطت العملة الأقوى في السوق "بيتكوين" إلى مستوى 104 آلاف دولار مقابل أكثر من 125 ألف دولار يوم 5 أكتوبر الماضي.

في هذا الإطار، يشير الأكاديمي والمحاضر المتخصص في الرقابة القضائية على المصارف، باسكال ضاهر، إلى تراجع ملحوظ في إقبال الشباب الخليجي المبتدئ وغير المحترف على العملات الرقمية في أعقاب الانهيارات السوقية، ما اعتبره أمر طبيعي نسبياً، إذ يرتبط هذا التراجع بغياب الخبرة وقلة الوعي بآليات السوق المتقلبة.
ومع ذلك، يرى ضاهر أن التراجعات التي تحدث مؤقتة، لا سيما أن الفئة الاكثر تمرساً من الشباب، الذين يمتلكون فهماً تقنياً متقدماً أو معرفة عميقة باتجاهات السوق، ستنظر إلى الانخفاض بوصفه فرصة استثمارية استثنائية لشراء الأصول بأسعار مخفضة، ما يعكس تكتيكاً استراتيجياً مرتبطاً بالخبرة، إذ يظل الربح مرتبطاً دائماً بتطبيق تقنيات الاستثمار الذكي.

ويضيف أن تحديد حجم خسائر الشباب الخليجي بدقة يبقى صعباً نظراً لغياب إحصاءات رسمية تفصيلية في ظل عدم اعتماد نشاط تداول العملات الرقمية رسمياً في أغلب الدول الخليجية، لكنه لا يقل عن مليار دولار أميركي في الأسبوع الماضي وحده.
ويرجح ضاهر أن تكون السعودية والإمارات من أكثر الدول تضرراً من الانهيار بالسوق، نظراً لارتفاع معدلات تبني العملات الرقمية بين شبابهما؛ إذ سجلت المملكة نمواً بنسبة 153% في اعتماد الشباب على هذه الأصول، بينما أظهرت دراسات في الإمارات أن 74% من الفئة العمرية بين 25 و34 عاماً أبدوا اهتماماً واضحاً بالاستثمار الرقمي.

ولتجنب تكرار الخسائر في المستقبل، يؤكد ضاهر أهمية الالتزام الصارم بالمنهجية والاستناد إلى المعرفة بدلاً من التسرع أو الاعتماد على الشائعات في عمليات التداول، وأهم السبل التي يوصي بها في هذا الإطار هي: التثقيف المالي والرقمي، الذي يمكن المستثمر من فهم آليات السوق المتنوعة ومخاطر التقلبات، مع ضرورة التدرج في الاستثمار وفق مبدأ "كلما ازدادت معرفتك، ازدادت مشاركتك"، ما يسهم في بناء كفاءة تدريجية عبر الجهد الذاتي المستمر.
كما يشدد ضاهر على أهمية تنويع المحفظة الاستثمارية، باعتباره درساً أساسياً يحول دون وضع كل رأس المال في "سلة واحدة"، إلى جانب اعتماد أدوات إدارة المخاطر مثل أوامر وقف الخسارة (Stop-Loss)، التي تحد من التراجع غير المنضبط في القيمة، مضيفاً أن الاستثمار يجب أن يقتصر على المبالغ التي يمكن للمستثمر تحمل خسارتها دون تأثير جوهري على وضعه المالي، خاصة بالنسبة للشباب والمستثمرين الجدد.
ويخلص ضاهر إلى تأكيد ضرورة الاطلاع المستمر على التحليلات الفنية والاستشارات العلمية الموثوقة، واستخدام أدوات المقارنة المتاحة عبر المواقع المتخصصة، مع التزام بطلب رأي مستشار مالي معتمد قبل اتخاذ قرارات استثمارية جوهرية، فالنجاح الحقيقي للاستثمار يكمن في الموازنة بين الطموح والوعي وبين السعي للربح والحرص على الحفاظ على رأس المال، مستشهداً في ذلك بتوصية اللورد جاغوب روتشيلد في تقرير صندوق RIT Capital Partners plc لعام 2016، والتي جعلت من "الحفاظ على القيمة الحقيقية لرأس المال" هدفاً استراتيجياً لأي مستثمر واع.

المساهمون