الناجون من حرائق لوس أنجليس يواجهون صعوبة في إيجاد مساكن جديدة

12 يناير 2025
طاولت الحرائق منازل الطبقة الثرية الأميركية، لوس أنجليس في 11 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أُجبر أكثر من 150 ألف شخص على مغادرة منازلهم في لوس أنجليس بسبب حرائق هائلة، ويواجهون صعوبة في العثور على سكن مؤقت بسبب استغلال بعض الملاك للأزمة ورفعهم للأسعار.
- المدعي العام في كاليفورنيا يحذر من أن تضخيم الأسعار يعد جريمة، ويشدد على ضرورة التزام منصات الإيجار بالقوانين وعدم تجاوز السقف المحدد لرفع الأسعار.
- براين، متقاعد يبلغ 69 عامًا، يعيش في سيارته بعد تدمير شقته، ويعبر عن قلقه من ارتفاع أسعار الإيجار وصعوبة العثور على مسكن جديد.

بعد خمسة أيام على فرارها أمام تقدم النيران التي التهمت حي باسيفيك باليسايسد في منطقة لوس أنجليس حيث تسكن، لا تزال مايا ليبرمان تشعر بغصة، إذ تجهد إضافة إلى وطأة الكارثة، لإيجاد مكان تقيم فيه في مواجهة مالكين عديمي الضمير. وتقول منسقة الملابس البالغة 50 عاماً لوكالة فرانس برس: "تضخيم الأسعار أمر جنوني ومشين". وتضيف "لا أجد مكاناً أقيم فيه". وأرغمت الحرائق الكثيرة المستعرة في محيط لوس أنجليس منذ الثلاثاء أكثر من 150 ألف شخص على مغادرة منازلهم.

ويثير حريق حي باسيفيك باليسايدس الراقي الذي يضم مشاهير كثراً اهتماماً لأنه يطاول طبقة ثرية في ثاني كبرى المدن الأميركية. ويرى البعض في ذلك فرصة للاستفادة. وتقول ليبرمان: "الأمر جنوني فعلاً. تقدمنا بطلب لاستئجار منزل في فينيس أدرج في الإعلان أن إيجاره 17 ألف دولار في الشهر. لكن عند وصولنا قيل لنا إننا لن نحصل عليه ما لم ندفع 30 ألفاً". وتروي: "قالوا لي إن ثمة أشخاصاً مستعدين للمزايدة وللدفع نقداً".

وتقر السيدة الأميركية التي نجا منزلها من النيران، والتي تقيم الآن في فندق مع مسبح مطل على شاطئ سانتا مونيكا: "وضعي بطبيعة الحال ليس مأساوياً" مقارنة بغيرها.

ممارسات غير قانونية

لكن ذلك لا يمنعها من الشعور أنها تعامل باستخفاف، وأنها تتعاطف مع آلاف الأشخاص الآخرين الذين اضطروا إلى المغادرة وليسوا ميسورين مثلها. وتقول بخشية: "مع ما يحصل في السوق راهناً لن يجد بعض الأشخاص مكاناً يأوون إليه". ويقول المنتج التلفزيوني أليكس سميث، الذي اضطر إلى مغادرة منزله أيضاً: "لدي أصدقاء انتقلوا إلى الإقامة في فندق خارج لوس أنجليس وطلب منهم سعر للغرفة أعلى مما هو معلن عندما وصلوا إلى المكان".

في كاليفورنيا التي تعاني بشدة تداعيات الاحترار المناخي وأسعار العقارات فيها مرتفعة، استغلال ضحايا حرائق الغابات ليس بالأمر الجديد. والسبت، ذكر المدعي العام للدولة بأن تضخيم الأسعار بشكل اصطناعي "جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن سنة وبغرامة قدرها عشرة آلاف دولار". عند إعلان حالة الطوارئ، يسمح القانون برفع الأسعار بنسبة 10% حدّاً أقصى.

وحذر المدعي العام منصات الإيجار وكل الذين يستخدمون برامج خوارزمية تحدد أوتوماتيكياً الأسعار وفقاً للطلب، من مغبة تجاوز هذا السقف. وأكد: "يجب أن تجدوا طريقة لتكييف أسعاركم لاحترام القانون، وإذا اقتضى ذلك التخلي عن البرامج الخوارزمية أفعلوا ذلك"، مؤكداً "سنقوم بالملاحقات الضرورية".

أتدبر أمري بنفسي

وقالت ليبرمان إنه إلى جانب الأثرياء الكبار "ثمة أشخاص كثيرون يستأجرون منازل" في باسيفيك باليسايدس، موضحة أن "الحي ليس تماماً بالصورة المكونة في أذهان الناس". وتكفي جولة على مركز إيواء لتوضيح الصورة. ففي موقف السيارات ينام براين في سيارته القديمة منذ الثلاثاء مع غطاء قدمه له الصليب الأحمر. يعيش هذا الرجل المتقاعد في باسيفيك باليسايدس منذ 20 عاماً في شقة من غرفة واحدة مع إيجار محدد السقف. إلا أن النيران أتت على المبنى الذي يقطنه.

ويقول الموظف البلدي السابق البالغ 69 عاماً، والذي لم يدل باسمه كاملاً: "كان النوم في السيارة عندما كنت شاباً أمراً مسلياً، أما الآن في سني الأمر صعب". ومع تراجع الصدمة والذهول، يشعر بالقلق إزاء إيجاد مسكن جديد، إذ إن أسعار الإيجار في لوس أنجليس تضاعفت تقريباً في غضون عشر سنوات. ويقول متنهداً: "أنا أبحث عن مسكن مع عشرات آلاف الأشخاص. ولا أتوقع أن يكون الأمر سهلاً".

ويقول إنه سيضطر على الأرجح إلى الإقامة في مكان بعيد عن المنطقة التي كان يسكنها "على الأرجح باتجاه شرمان أوكس وستوديو سيتي"، وهما حيان يقعان وراء تلال هوليوود وأكثر عرضة بعد لخطر الحرائق. وأثارت بداية حريق الذعر مساء الخميس في حي ستوديو سيتي، لكن تمت السيطرة عليه سريعاً. ويسأل براين: "ماذا عساي أفعل؟ يجب أن أتدبر أموري بنفسي".

(فرانس برس)

المساهمون