مُنتجو العسل في المغرب متفائلون بعد 5 أعوام عجاف

24 مايو 2025
منطقة زراعية في المغرب، 24 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعد خمسة أعوام من الجفاف، شهدت تربية النحل في المغرب تحسنًا بفضل الأمطار الأخيرة، مما أعاد الأمل للمنتجين الذين عانوا من تراجع الإنتاج بنسبة 60-80% في بعض المناطق.
- يواجه مربو النحل تحديات متعددة، منها الأزمة الصحية وارتفاع تكاليف السولار، بالإضافة إلى داء "الفاروا" الذي أثر على المناحل، مما دفع الدولة لتخصيص 15 مليون دولار لدعم المربين.
- رغم تراجع العرض المحلي، لم ترتفع أسعار العسل بسبب المنافسة من الاستيراد، مما أثر على المنتجين الصغار الذين يعتمدون على الزراعة الأسرية.

كان فاعلون في سلسلة تربية النحل في المغرب قد بدأوا التفكير في وقف إنتاج العسل بعد خمسة أعوام من الجفاف، غير أن الأمطار التي عرفها المغرب قبل شهر، أعادت النحل إلى المراعي.

ويتطلع منتجو العسل في المغرب إلى طيِّ صفحة خمسة أعوام من الصعوبات الناجمة عن الظروف المناخية، التي أفضت إلى تراجع الإنتاج بما بين 60 و80% في بعض المناطق. وأثر الانخفاض الحاد في الإنتاج على إيرادات بعض المنتجين الذين بدأ بعضهم يفكر في وقف تربية النحل، علماً أن بيانات وزارة الزراعة تؤكّد أنّ قطاع تربية النحل يشكل مصدرَ دخل إجمالياً أو جزئياً لأكثر من 36 ألف نحّال.

وأكد منتج العسل عبد الله الحمري، أن الصعوبات التي واجهها منتجو العسل بدأت تتجلى في ظل الأزمة الصحية التي حدّت من حركتهم بحثاً عن الكلأ في المراعي، تلك صعوبات فاقمها الجفاف الذي عرفه المغرب في الأعوام الستة الأخيرة، إذ قلّت تلك المراعي.

وذهب الحمري، الذي خبر تقلبات دورة إنتاج العسل منذ سنوات، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إلى أنه بالإضافة إلى الصعوبات المرتبطة بالأزمة الصحية والجفاف، أفضى غلاء السولار إلى زيادة تكاليف المنتجين، الذين يتوجب عليهم في بعض الأحيان قطع مئات الكيلومترات بهدف العثور على مراعٍ للنّحل.

تأثير الأمطار على العسل

وأشار إلى أنّ المنتجين كانوا قد عانوا قبل ثلاثة أعوام من انهيار المناحل، وهو ما عُزي إلى ضعف التساقطات المطرية، وقلة المرعى، والوسائل الوقائية التي انتُهجت، بل إنّ المناحل شهدت زحف داء "الفاروا"، وهو عبارة عن كائنات طفيلية صغيرة تتغذى على النحل. وكانت الدولة قد كشفت عن تخصيص 15 مليون دولار بهدف دعم مربي النحل عبر تدابير آنية، تتمثل في إعادة إعمار خلايا النحل عبر توزيع طوائف نحل جديدة على المربين.

ورأى محمد بيوض، رئيس تعاونية لتربية النحل وإنتاج العسل، أنه بدون مراعٍ متنوعة نباتاتها تتقلص خلايا النحل كما في الأعوام الأخيرة، ما يؤثر على إنتاج العسل.

وشدّد على أن المنتجين يستسلمون للأمل في أن تسعفهم الظروف المناخية المقبلة بهدف تعويض بعض الخسائر التي تكبدوها في الأعوام الأخيرة، مؤكداً أنّ الأسعار لم ترتفع في الأعوام الأخيرة، إذ تراوحت بين 10 و30 دولاراً للكيلوغرام، وأوضح أنه رغم تراجع العرض المحلي من العسل في الأعوام الأخيرة، فقد تأثرت الأسعار بالمنافسة الآتية من الاستيراد، ما انعكس على المنتجين الصغار الذين يعملون في إطار الزراعة الأسرية.

المساهمون